أكد المتحدث العسكري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي أن الجيش المصري كان يملك رؤية واضحة؛ إزاء ثورة 30 يونيو، لأن هناك متطلبات للدفاع عن ثورة الشعب، والدفاع عن الشعب نفسه في ظل وجود ملايين في الشارع لهم حقوق ولهم تطلعات ولهم إرادة شعبية. وأضاف علي في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» أن دور الجيش طبقا للدستور وفي أي بلد في الدنيا الحفاظ على الإرادة الشعبية والأمن القومي، وبالتالي هذا كان هدف التدخل في البداية. وأشار أن الأوضاع على الأرض تطورت، وبات يوجد مثل هذه المظاهرات غير السلمية، فإذا كان يريد أي شخص أن يتظاهر ويعتصم لأي مدة، ولو لسنين، من الممكن هذا لكن في ظل إطار سلمي يحافظ على حقوق الإنسان ولا يضر بالآخرين، ولكن على العكس فالمظاهرات خارجة عن سياق السلمية، بل تنحو نحو العمل العنيف في مشاهد كثيرة، وبالتالي تزامن مع هذا أعمال إجرامية على مستوى أوسع في سيناء قد توصف بالإرهاب. وتابع المتحدث العسكري أن مصر تشهد اليوم استهداف حافلات ب«آر بي جيه» واستهداف مدن بصواريخ «غراد» وهاون، وقتل يومي لرجال الشرطة والجيش في سيناء، وأن حل هذا الأمر يحتاج إلى توافق شعبي، خاصة أن كل هؤلاء مصريون وليسوا من جنسيات أخرى، وبالتالي، هذا ربما هو السبب الرئيس (في التأني). وأوضح أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي حين طلب تفويضا، لم يكن هذا التفويض مقترنا بتوقيت.. لم يقل أعطوني التفويض يوم الجمعة لأتخذ إجراءات صباح السبت، فهذا لم يحدث، لأن الأمر يتطلب كثيرا من التقديرات والحسابات والاعتبارات الخاصة بالأجهزة الأمنية التي ستقوم بفض الاعتصام، وللتعامل مع هذا الأمر هناك اعتبارات كثيرة يتم مراعاتها، وبالتالي، هذا لا يعني أن هناك تراجعا أو أن هناك ضغوطا. واستكمل على أن هناك إرادة وهناك رغبة وحرص على تنفيذ التفويض، لأن القوات المسلحة، والفريق أول عبد الفتاح السيسي شخصيا لم يخالف ما عاهد عليه الشعب ولم يخالف التوقيتات التي التزمها،ولكن هذا الأمر أسيء تفسيره في وسائل الإعلام بأن الاعتصام سيفض عقب التفويض بيوم، وهذا لم يحدث ولم يقترن بوقت. وتمنى أن يكون هناك فض سلمي لهذا الأمر، فلا أحد يرغب، والقوات المسلحة لا ترغب أبدا أبدا، في أن ترى دماء أي مصريين، فهناك استجلاب للأطفال والنساء للاعتصام، والطريقة التي يدار بها الاعتصام، الطريقة التي يدار بها العنف، تنمي من فرص استهداف السيدات والأطفال، وهذا شيء طبعا نحرص على تجنبه. ونوه أنه منذ أن تولى السيد رئيس الجمهورية ومنذ تشكيل الحكومة، لم تدخل القوات المسلحة في المشهد السياسي نهائيا، وأن هناك داخل مؤسسة الرئاسة أحد السادة المستشارين الأفاضل مسئولا عن ملف المصالحة والعدالة الانتقالية، وتحدثوا في هذا الموضوع أكثر من مرة، وهناك محاولات من مؤسسة الرئاسة في هذا الأمر، لكن المؤسسة العسكرية ليست شريكا في هذا التواصل السياسي منذ تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا مهام الرئيس (المؤقت). وشدد على أن هناك معلومات مؤكدة أن هناك أسلحة في اعتصمي رابعة والنهضة، وهذه تشاهد في مواقف مختلفة، أثناء المسيرات.. كل مسيرة يتبعها عنف يرصد فيها أنواع مختلفة، لكن، فكرة وجود صواريخ وهكذا فهذه معلومات يجري تدقيقها، ولكن هناك أعداد كبيرة من الأسلحة في هذه الأماكن. وبالنسبة للدعوات الغربية حول الحفاظ على المسيرات السلمية، قال إن هذه المسيرات ليست سلمية، في كل فعالية من الفعاليات يظهر سلاح وينتج عنه قتلى، وللأسف، يسقط قتلى من الطرفين. ولفت أن المؤسسة العسكرية هي ضمن أجهزة الدولة التنفيذية، وهي وزارة من ضمن وزارات الدولة، والسيد وزير الدفاع بحكم أقدميته وبحكم أشياء كثيرة، هو النائب الأول لرئيس الوزراء، وليس هناك دور مختلف عن ذلك.. إذا كان هناك أي نوع من أنواع المعونة من جانب المؤسسة العسكرية فهي تقدمها للوزارة أو مؤسسة الرئاسة ولا تتأخر عن ذلك، ولكن ليس في إطار خارج الشكل الطبيعي لمؤسسة عسكرية ضمن دولة وضمن أجهزة. ونفى علي أن يكون للمؤسسة العسكرية دور سياسي، لأنهم حريصون على ذلك من اللحظة الأولى للبيان (الخاص بخارطة المستقبل) الصادر يوم 3 يوليو (تموز) وأعلنه السيد وزير الدفاع. وفي البيان وضح رفض قيامها بأي دور سياسي، والإجراءات التنفيذية الناتجة عن البيان ليس فيها دور سياسي زائد أو بارز للقوات المسلحة عن دورها الطبيعي. نريد أن نحقق شكلا ديمقراطيا صحيحا للثورة المصرية. وعلق أن الشعب بأكمله عاصر ثورة 25 يناير، لكن ثورة 25 يناير كان فيها شيء مختلف.. الأسرة المصرية، وما كان يقال في السابق عن حزب الكنبة (أي غير المشاركين في الحراك السياسي) نزلوا في هذه الثورة، وشاهدنا كل مصر في الشارع. استوقفنا مشاهد المصريين والأطفال.. هناك صورة لسيدة عمرها نحو 90 عاما في عربة وممسكة بعلم مصر. ثورة عظيمة كانت تستحق دعم القوات المسلحة، وأيضا تستحق الدعم الدولي. وقال أن اتجاه الدولة المصرية هو المضي قدما نحو المستقبل، ولا بديل عن خارطة المستقبل كما أكد ذلك السيد رئيس الجمهورية والسيد وزير الدفاع، لأن الشعب هو من اختار هذه الخارطة، ولا بد على مصر أن تتحرك في الاتجاه الصحيح. وعن الوضع في سيناء، ذكر أنه في العناصر المسلحة لديها ارتباط بحركة حماس وبعمليات التسلل للعناصر التي تنفذ عمليات في هذه المنطقة. سيناء لم تكن تتميز بهذا الطابع الذي نراه الآن، لم يكن فيها الفكر الديني المتطرف. وأكمل أن هذا شيء استجد على سيناء حديثا. أعتقد أن هذا الأمر بدأ يظهر ويتنامى عقب الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من الشريط الحدودي (مع قطاع غزة)، وترك هذا الأمر لمصر، وتلاحظ مع هذا انتشار ظاهرة الأنفاق وعبور بعض العناصر من التيارات الدينية الجهادية الموجودة في حماس، وبدء عملية نقل هذا الفكر إلى أبناء سيناء، ومن نتيجة هذا ما نراه اليوم، يضاف إليها تزايد أعداد الهاربين من السجون المصرية عقب ثورة 25 يناير 2011. لأن سيناء لم يكن فيها أي وجود للشرطة، وبالتالي أصبحت سيناء ملاذا آمنا للعناصر الجهادية الهاربة من السجون المصرية، وبدءوا التمركز هناك. هذان النوعان، ومعهما عنصر ثالث هم العناصر الإجرامية التي رأت انتهاج الدين للحصول على مكانة. كل هذه مجموعات من العناصر تحمل توجهات مختلفة. هم قادمون من خلفيات مختلفة، لكن في النهاية نتيجة عملهم واحدة في سيناء. هذا الموقع الجغرافي ارتبط بالقرب من قطاع غزة، وهذه المنطقة هي من المناطق الأقل أمنيا وفقا لاتفاقية السلام (مع إسرائيل). وعن حادث رفح وحادث الاختطاف، أشار أن هذه أمور تتوافر فيها بعض المعلومات، والمخابرات العامة المصرية قدمت بعض المعلومات، تم الإعلان عنها في حينه، هناك معلومات عن الحادث وما زال القضاء العسكري والأجهزة الأمنية المختصة إلى الآن، يعملون في هذا، وقد لا يكون الأمر قد اكتمل بشكل كامل لإعلان نتائجه، خاصة أنه أمر متشابك بشكل كبير جدا، في طبيعة التوقيت الذي تم فيه التنفيذ وطبيعة الأفراد الذين شاركوا فيه. أعتقد أن الأجهزة المسئولة عن هذا الأمر ما زالت تعمل، وعند اكتمال الصورة والمعلومات بشكل كامل، فبالتأكيد القوات المسلحة المصرية عازمة على أن تخبر الشعب بحقيقة هذا الأمر لأننا نعلم، والسيد الوزير عبد الفتاح السيسي أكد أكثر من مرة أننا لن نترك حق هؤلاء المقاتلين المصريين الذين تم الغدر بهم بهذا الشكل وقت صيام رمضان. وفي سياق آخر، أكد أن علاقات مصر مع أمريكا أمر سياسي يمكن توجيه سؤال مؤسسة الرئاسة عنه، لكن على مستوى التعاون العسكري فمناورات «النجم الساطع» مستمرة وجار التنسيق لها والإعداد لها منذ العام الماضي، وهي من كبرى المناورات المخططة في تاريخ «النجم الساطع». وأضاف أن هذا أمر ليست فيه مشكلة، لأن تعاونهم كمؤسسة عسكرية مصرية مع الجانب الأميركي تعاون تاريخي يرجع لسبعينات القرن الماضي، وأنه كان مثمرا جدا، وتوجد استفادة من الجانبين، سواء في مجالات التسليح أو التطوير أو التدريب المشترك.