يعد ارتفاع معدلات الإصابة بالسكر في مصر والتي تبلغ حوالي 11% من إجمالي عدد السكان، بمثابة جرس إنذار لمرضي السكر وعائلاتهم، لتوخي الحذر من المشاكل الصحية التي قد تنجم عن الصيام مثل انخفاض سكر الدم، وهى حالة تنتج عن انخفاض معدلات الجلوكوز في الدم بشكل كبير وتكون إما بسبب عدم تناول الطعام أو أخذ جرعات كبيرة من الأدوية، وقد يؤدي الإهمال أو البطء في معالجة انخفاض سكر الدم إلى فقدان الوعي والإغماء. وينصح الأطباء مريض السكري بمتابعة مستويات السكر في الدم بصورة متكررة أثناء النهار وتسجيل تلك المعلومات لمناقشتها مع طبيبك. إتباع نظام غذائي صحي ومن جانبه، أكد الدكتور شريف حافظ أستاذ أمراض السكر بجامعة القاهرة، أنه يجب أن يكون نظامك الغذائي في رمضان صحي ومتوازن. حاول أن تأكل أطعمة مثل، القمح والبقول في السحور، حيث إن تلك الأطعمة تطلق السكر ببطء ويعني ذلك ثبات مستويات السكر في دمك مما يساعدك على التقليل من الشهية على مدى ساعات الصيام. وينصح في الإفطار بتناول الأطعمة التي تطلق السكريات بسرعة مثل الفواكه، التي تزيد من مستويات السكر في دمك بسرعة، يليها الكربوهيدرات (النشويات أو السكريات) بطيئة المفعول. ويجب تجنب الأطعمة ذات المحتوى العالي من الدهون المشبعة كالسمن، وحاول زيادة كمية السوائل المتناولة خلال ساعات الإفطار. ممارسة التمارين الرياضية ينبغي محاولة الحفاظ على نشاطك البدني المعتاد أثناء الصيام، ويمكنك المشاركة بأمان في التمارين الرياضية الخفيفة إلى المتوسطة، ولكن من الأفضل تجنب التمارين العنيفة، بالذات بالقرب من الإفطار، في الوقت الذي يكون مستوى السكر في دمك منخفضاً. متى تفطر؟ يجب عليك قطع الصيام فورا واستشارة طبيبك في حالة: - انخفاض مستوى السكر في الدم - انخفاض جلوكوز الدم عن مستوى 60 ملج/ديسيلتر. - ارتفاع مستوى السكر في الدم - زيادة جلوكوز الدم عن مستوى 300 ملج/ ديسيلتر نوع السكر يعتمد على الصيام أوضح الأطباء أن مخاطر الصيام تكون كبيرة على بعض المرضى ويجب ألا يصوم هؤلاء، أما بالنسبة للبعض الآخر فتكون المخاطر قليلة أو مقبولة وقد يسمح لهم بالصيام. وتعتمد درجة الخطر على نوع السكر ومدى ضبطه ووسيلة العلاج المتبعة ووجود مضاعفات للسكر. ويمكن للطبيب المعالج أن ينصح المريض بدرجة المخاطر التي يشكلها الصيام عليه. فهناك أخطاراً عامة قد يتعرض لها مرضى السكر في الصيام. فيمكن أن يؤدي الصيام إلى هبوط معدل السكر في الدم أو إرتفاع نسبة سكر الدم أو نقص السوائل في الجسم "جفاف". وتتضاعف هذه المخاطر إذا كان الصيام في فصل الصيف ما يعني ساعات صيام طويلة (متوسط ساعات الصوم يومياً هذا العام 16 ساعة). ويعرف مرض السكر عموماً بأنه اختلال في نسبة السكر في الدم اختلالاً مرضياً وعلى وجه الخصوص ارتفاع النسبة فوق المعدل الطبيعي. وينتج مرض السكري عن فقدان هرمون الأنسولين الذي تفرزه خلايا خاصة، هي خلايا "بي" في البنكرياس أو عن قلة كمية الإفراز أو قلة استجابة خلايا الجسم له في بعض الحالات. وتنقسم أنواع مرض السكر بشكل عام إلى: - النوع الأول والذي يصيب صغار السن ويعالج غالباً بحقن الانسولين. - النوع الثاني ويصيب غالباً كبار السن ويمكن ضبطه بتنظيم الوجبات أو مع أقراص أو حقن الانسولين. - سكر الحمل والذي يصيب النساء الحوامل وغالباً ما يزول بعد الحمل. أعراض نقص السكر وتجدر الإشارة إلى أن أعراض نقص السكر تشمل: أن يشعر بعض المرضى بعلامات من قبيل الدوخة والضعف والاضطراب وعدم التركيز وزغللة العين وفقدان الوعي. وأحياناً لا تكون الأعراض واضحة، لذا في حالة شك المريض في هبوط السكر عليه اختبار نسبة السكر في الدم. وأحيانا يصعب اختبار الدم في حالة هبوط السكر، لذا على المريض افتراض أن هناك هبوط وعليه الإفطار فوراً. أما معدل السكر في الدم الموجب للإفطار، فعلى مريض السكر أن يفطر فورا إذا وصل معدل سكر الدم إلى: -60 أو أقل في أي وقت من نهار رمضان. -70 أو أقل في صباح يوم الصيام خاصة إذا كان المريض تناول الانسولين أو الأقراص المحفزة لإفرازه قبل الإمساك. - 288 أو أعلى في أي وقت، لأن ذلك يعني أن الجفاف دفع بالسكر للإرتفاع وقد يؤدي إلى مضاعفات. مرضى السكرمن النوع الأول: عامة لا ينصح مرضى السكر من النوع الثاني بالصيام، ذلك لأن الجسم مع هذا النوع لا ينتج أي أنسولين وبالتالي يتعين ألا يتوقفوا عن تناول الانسولين، لأن ذلك يعرضهم لخطر نقص الانسولين في الدم. كما أن هناك خطرا آخر وهو أن الجفاف مع نقص الانسولين قد يعرضهم إلى زيادة كبيرة في نسبة السكر في الدم ما يؤدي حتماً إلى حدوث مضاعفات، مثل حموضة الدم "كيتواسيدوزس". وهذا تطور خطير قد يؤدي إلى فقدان الوعي بسرعة ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة لو لم تتم معالجة الحالة على الفور في المستشفى. وفي حال إصرار مرضى النوع الثاني على الصيام فعليهم ضبط مواعيد وحجم الجرعات من الانسولين وأن يراقبوا مستوى السكر في الدم بانتظام لتفادي أي هبوط في السكر وضرورة الإفطار فوراً إذا حدث ذلك. أما عن تغير النظام الغذائي في رمضان، فيجب الالتزام بالمعايير ذاتها بتناول وجبات متوازنة في رمضان، مع الاحتياطات التالية: - التقليل من الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى إرتفاع نسبة السكر، مثل المشروبات المحلاة ولا يتناول المريض أكثر من ثلاث تمرات على الإفطار. - في الإفطار والسحور على المريض أن يتناول الأطعمة التي تنتج الطاقة ببطء، مثل الأطعمة المحتوية على القمح والردة والفول والأرز. - تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف، مثل الخبز الأسمر والخضروات والفواكه. - تفادي الأكل الكثير على الإفطار، لأن ذلك قد يزيد من معدل السكر. - تناول وجبة السحور متاخراً قدر الإمكان. - تناول كميات كبيرة من السوائل ما بين الإفطار والسحور لتفادي احتمال الجفاف خلال ساعات الصيام. وعن صيام مرضى السكر من النوع الثاني الذين يعتمدون على تنظيم الوجبات فقط دون أدوية: هؤلاء المرضى أقل عرضة لمخاطر الصيام، بل ربما يفيدهم الصيام إذا ساعدهم على تخفيف الوزن. مع ذلك على هؤلاء المرضى مراقبة مستوى الجفاف خاصةً إذا كانوا يعانون من أي أمراض أخرى.