قالت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية, إنه بعد أقل من عام على ترك الجيش المصري للحياة السياسة رسميا, والدخول في حقبة جديدة من الحكم المدني, دفع الجيش مرة أخري بقيادته للعملية السياسية مرة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى بداية الإحداث عندما نظم وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي, وزملاءه الضباط ما وصفته ب"انقلاب" ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو، في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها مصر ضده. وذكرت الصحيفة أن القوات المسلحة تولت رئاسة البلاد خلال الفترة الانتقالية المضطربة التي أعقبت ثورة يناير في عام 2011، حيث تراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي, مشيرة أنهم ارتكبوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك إرسال 12 ألف من المدنيين إلى المحاكم العسكرية. وزعمت الصحيفة أن عددا قليلا في ميدان التحرير, يدرك أن الجيش بقيادة "السيسي" قد ألغى العملية الديمقراطية, عندما قام باعتقال وقمع زعماء جماعة الإخوان ومؤيديهم. ونقلت الصحيفة عن محمد محمود، أحد المتظاهرين المؤيدين للجيش في ميدان التحرير قوله " إن البلاد بحاجة إلى الوقوف على قدميها، والشخص الوحيد الذي يستطيع مساعدة البلاد هو "السيسي", لأنه رجل محترم يحب مصر". وقالت الصحيفة إنه منذ "انقلاب" يوليو، تزايد بث محطات التليفزيونية الخاصة والعامة في مصر لمقاطع فيديو وأغاني كدعاية للجيش المصري, ورأت الصحيفة أنه لهذه الأسباب وغيرها، رحب المصريون بدبابات الجيش عندما ظهرت في ميدان التحرير خلال الانتفاضة الأولي - ومرة أخرى في أعقاب الإطاحة بمرسي. ومن جانب آخر أشارت الصحيفة إلى إصرار العديد من المصريين إلي توجيه التهمة لأنصار "مرسي", بإطلاق النار أولا في مذبحة الحرس الجمهوري والتي قتل فيها الجيش والشرطة أكثر من 50 من مؤيدي مرسي خارج مقر الحرس الجمهوري. وقال ضياء فرجال احد المؤيدين للجيش في ميدان التحرير "بالتأكيد، أريد حكومة منتخبة ديمقراطيا لكن طالما أن الجيش منصف وعادل سوف ندعمه , أريد الجيش لحماية مصر من العنف ". وأكد فرجال انه صوت لمرسي في الانتخابات الرئاسية العام الماضي لكن مصالح مرسي كانت مع جماعة الإخوان وليس المصريين. وأشارت الصحيفة إلى انه مثل العديد ممن في ميدان التحرير أعطى فرجال ولاءه للجيش. وذكرت الصحيفة أن في وقت متأخر من مساء الجمعة دعا الجيش الصحفيين الأجانب لعرض المسيرات المؤيدة للسيسي من طائرة هليكوبتر عسكرية، وترى الصحيفة أن ربما يكون ذلك هدفه كسب ودا دوليا. ونقلت الصحيفة عن علي سوايسي أحد مؤيدي مرسي, والذي كان يحتج في "رابعة العدوية" قوله "يريدوننا أن نخاف من الجيش لكننا لا نخاف إلا من الله" مشيرا أن الناس اعتادوا على الجيش مثلما اعتاد البعض على العبودية.