ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن المأزق الذي تمر به مصر ، بسبب تدخل الجيش في السياسة اليومية أصبح أكثر خطورة، موضحة أنه في كل مرة تقوم قوات الأمن بإطلاق النار من اجل استعادة النظام، يقلل من مصداقيتها. أضافت الصحيفة في مقالتها الافتتاحية اليوم، أنه لا يمكن التقدم نحو الشرعية على حساب شهداء، مؤكدة أن حتى لو اتضح أن الضحايا في أعمال العنف التي حدثت نهاية هذا الأسبوع مبالغ فيها، ففي النهاية هم "شهداء"، مضيفة أن المألوف، الاحتجاجات ثم الشهداء، والشهداء تؤدي إلى احتجاجات مرة أخرى، أصبحت عملية "لا نهاية لها". أشارت الصحيفة، إلى أن دعوة جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي للحوار، كان من الممكن أن يكون سبب في تراجع الجيش عن أفعاله، إذا كان الحوار "هادف"، مطالبة جماعة "الإخوان" بإعادة النظر في موقفها إذا أرادت أن يكون هناك أي فرصة للعودة إلى الحياة الطبيعية ، قائلة:" ولكن الجيش هو الذي يجب أن يتخذ الخطوات الأولى". وعلقت "الجاريان"، على دعوة السيسي للشعب المصري لمنحه تفويض ضد العنف والإرهاب، معتبرة أنه لا يمكن أن يُقرأ على أنها محاولة لإعطاء علامة إلى جماعة "الإخوان" بأحقيته. وترى الصحيفة، أن ما يعمق المخاوف الآن محاولات لتجريم مرسي، و التهم الموجهة إليه بداية من التخابر مع "حماس"وهروبه من السجن، قائلة أنه يحتمل أن يكون قد حدث هذا بالفعل، وبالتالي يمكن أن يتم وضعه في السجن بتهمة القتل والتجسس، مشيرة على انه لا توجد يد أحكم من السيسي للقيام بهذه العملية، ولكنها ترى أن التهم، مثل "التخريب الاقتصادي" وما شابه ذلك، مثيرة للسخرية، لأن الأخطاء السياسية ليست جرائم في بلد متحضر، مضيفة:" في الواقع، إذا كان هناك تخريب من هذا النوع، وهناك بعض الأدلة على أن القوى المناصرة لمرسي هي الأطراف المذنبة. وأضافت الصحيفة، أن السيسي يحاول تبني سياسية "الحميمية" مع الشعب متشبها بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مستنكرة قول السيسي لمرسي منذ ستة أشهر أن "مشروعه لم يكن يعمل بشكل جيد"، قائلة: أنه مكتوب في الوصف الوظيفي له انه يمكن يقدم المشورة لرئيس منتخب، و لكن لا يمكنه أن يملي عليه قراراته. واختتمت الصحيفة قولها انه ليس من المفترض أن يعطي الجيش المصري الاستحقاق في العملية السياسية، مطالبة الشعب المصري بالحد من نفوذ الجيش، وليس تعزيزه.