تقدمت حركة النهضة التونسية الحاكمة لقادة الجبهة الوطنية للإنقاذ المعارضة بخارطة طريق، من أجل الخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد بعد اغتيال المعارض التونسي محمد البراهمي أمس الأول الخميس رمياً بالرصاص أمام بيته شمال العاصمة تونس . وضمن بنود خارطة الطريق قبول حركة النهضة "بإقالة الحكومة الائتلافية الحالية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وتحديد موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية في أجل قصير"، كما قبلت أيضا حل روابط حماية الثورة التي تتهمها المعارضة باستخدام العنف ضد خصومها السياسيين . ورفضت النهضة في بنود خارطة الطريق دعوة المعارضة لحل المجلس التأسيسي، واقترحت "مواصلة العمل في كتابة الدستور" ورفضت النقاش في مسألة مراجعة بمراجعة الوظائف السامية, التي أسندت إلى منتسبيها، واشترطت الحركة تراجع النواب المستقلين من المجلس الوطني التأسيسي عن استقالاتهم. وكان 42 نائباً من المجلس الوطني التأسيسي التونسي ينتمون إلى كتل المعارضة أعلنوا مساء الجمعة، عن الانسحاب من المجلس والدخول في اعتصام مفتوح بمقر المجلس، وذلك حتى القبول بحل المجلس. وأصدر النواب المنسحبون بياناً جاء فيه: "نحن نواب الشعب، أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، وإثر الاغتيال السياسي الغادر بالرصاص الحي، الذي استهدف، يوم ذكرى الجمهورية الخميس 25 يوليو 2013، واقتناعاً منا بضرورة وصحة الموقف الوطني والشعبي الداعي لحل المجلس الوطني التأسيسي واستقالة الحكومة المؤقتة والرئيس المؤقت لفقدانهم الشرعية والمشروعية، قررنا الدخول موحدين في مسار نضالي يتبنى هذا الموقف وينحاز للإرادة الشعبية ويساهم في إنقاذ البلاد وإنجاح المرحلة الانتقالية الثانية لتجنيب تونس أي فراغ". وأكد البيان أن النواب المنسحبين يعلنون "انسحابهم من المجلس الوطني التأسيسي والدخول في اعتصام لحل المجلس ولإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تترأسها شخصية وطنية مستقلة، ويلتزم كافة أعضائها بعدم الترشح لأي استحقاق انتخابي، وتكليف لجنة خبراء لإنهاء صياغة الدستور في أسرع وقت وعرضه على الاستفتاء الشعبي". وتمخضت مبادرة حركة النهضة لحل الأزمة بعد اجتماع عاجل عقده مجلس شورى الحركة مساء اليوم، وقال القيادي بالحركة لطفي زيتون في تصريحات إعلامية إن النهضة تطرح هذه المبادرة بغرض حلحلة الأزمة الحالية وذلك بالتشاور مع مختلف القوى الفاعلة في المشهد السياسي، مشددا على أن النهضة منفتحة على جميع القوى من أجل تدعيم الوحدة الوطنية في إطار الشرعية . يذكر أن جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة كانت قد دعت أنصارها إلى العصيان المدني وإلى حل المجلس الوطني التأسيسي وجميع السلط المنبثقة عنه، ومنها الحكومة ورئاسية الجمهورية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني .