أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شئون القدس أحمد قريع أن حكومة الليكود اللإسرائيلية يتحتم عليها اتخاذ قرارات شجاعة للعودة لمسار المفاوضات وهو الأمر الذي يتطلب أيضا قيام أمريكا بدور عادل وغير منحاز وخاصة في ظل الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط. وقال قريع، في حوار مع موفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله، إن لديه شكوكا في أن حكومة الليكود ستكون شجاعة في اتخاذ قرار مثلما فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي في أوائل التسعينيات إسحاق رابين عندما ذهب إلى أوسلو وبدأ في تنفيذها بالفعل لأنه اتخذ قرارا شجاعا رغم كونه رجلا عسكريا وصلبا. وأضاف "المفاوضات هى مسار نضال وليست نزهة فالذهاب للمفاوضات يبدأ عندما تغلق كل المسارات الأخرى مع تمسكنا بحقوقنا وعدم التنازل عنها مطلقا فليس هناك مخاوف من هذا المسار والشعب الفلسطيني على درجة وعي كبيرة وتعلم من كل ما سبق". وردا على سؤال لقريع، على خلفية خبرته التفاوضية في اتفاقية أوسلو حيث عرف عنه أنه مهندس هذه الاتفاقية من الجانب الفلسطيني، حول المغزى من قدوم إسرائيل على إجراء مفاوضات في الوقت الراهن الذي يشهد توترات كبيرة غير مسبوقة في منطقة الشرق الأوسط. قال قريع "بمتابعة مسار التفاوض الذي خاضته إسرائيل، نجد أن مؤتمر مدريد بدأ منذ عام 1991 وهو العام الذي شهد اندلاع الحرب على العراق، وكانت المنطقة مقبلة على بداية تغيير، وبالتوازي مع تلك الأحداث وحتى لا يكون هناك قضية صارخة كالقضية الفلسطينية، بدأت إسرائيل فى الدعوة لاجتماعات مدريد. وكان الأمر أنذاك معروفا أن هناك استغلالا للأجواء بالمنطقة من أجواء التشويش على القضية الفلسطينية وإظهار أن القضية تأخذ طريقها للحل". وقال قريع إن المنطقة الآن أيضا تشهد تغييرات غير مسبوقة على الإطلاق، وتغيرات غير مفهومة وأجواء غير مستقرة" مضيفا "إسرائيل الآن منتعشة من داخلها وفي حالة ترقب، ومن هنا قد يكون هناك تردد داخل إسرائيل في الإسراع في الحل أو قد يكون هناك إصرار على الإسراع في الحل وقد يقول البعض دعونا نقطف ثمرات الوضع العربي المتردي بحل مشكلتنا أو يرى البعض دعونا نرى ما الذي سيحدث في المنطقة". وأكد قريع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق تحت ضغوط أمريكية وهو يعرف جيدا الحدود التي سيمضي خلالها، لافتا إلى أنه في نفس الوقت، تستمر عمليات بناء المستوطنات، ويسعى أيضا نتنياهو إلى أن يأخذ شرعية للكتل الاستيطانية وجرى الحديث عن وقف غير معلن أو "هادىء" - على حسب وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري - للاستيطان. وأشار قريع إلى أنه رغم ذلك، فإنه داخل هذه الكتل الاستيطانية هناك استمرار لعمليات البناء والتوسيع. وإذا تمت الموافقة على ذلك، إذا فنحن نعطي شرعية للكتل الاستيطانية، وهذا لا يمكن أن يحدث. ولذلك فهناك مراوغة من الجانب الإسرائيلي. ولفت قريع إلى أن الوضع الآن يعتمد على مدى جدية الدور الأمريكي، ويعتمد أيضا على أن يكون هناك دور أمريكي عادل وغير منحاز. فليس من غير المناسب أن تقول أمريكا أن الاستيطان يمثل عقبة أمام السلام. فالاستيطان ليس عقبة فقط، بل هو أمر غير شرعي وغير قانوني ويجب أن يزول وكل قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن تصف الاستيطان بأنه غير شرعي وغير قانوني. ويبدو أن كيري اختار مجموعة من المساعدين الذين لديهم خبرة في التفاوض مثل مارتين إنديك للمساعدة في الكثير من الأمور".