فى ضوء التوتر القائم والأستقطاب الحالى والدعوة الى العنف وممارسته سواء كان هذا فى سيناء أو فى القاهرة وبعض المحافظات مثل ما حدث ويحدث فى الايام الماضية . خرج علينا البعض مدعياً كعادتهم تفسير الامر وكأن السيسى يدعو الجماهير للنزول الى ميادين التحرير فى القاهرة والمحافظات للأقتتال الأهلى . وبالطبع فهذا محض افتراء وكذبة تدخل فى جعبة الأكاذيب الكثيرة التى نسمعها منذ ثورة 30 يونيو وسقوط مرسى ونظام الأخوان . ولذا لأبد أن نقرأ تصريح النزول فى اطار كلمة السيسى يوم الاربعاء الماضى والتى أوضح فيها للرأى العام الداخلى والخارجى أن ما تم يوم 3 يوليو من أعلان خارطة الطريق لم يكن مرتب له ومعد بنفس السيناريو الذى تم الأعلان عنه . ولكن تراتب الاحداث ومسارها ونتائجها كانت قد تحددت نتيجة لتعنت مرسى وجماعته فى تجاهل الأرادة الشعبية التى سبقت 30 يونيو والتى تمثلت فى توقيع 22 مليون مواطن على تمرد . وتجاهل خروج الملايين الى الميادين فى 30 يونيو رفضاً للنظام وللجماعة ومطالبة الجماهير بأنتخابات رئاسية مبكرة ذلك الطلب الذى ألح فيه السيسى على مرسى تنفيذاً لأرادة الجماهير على أن يكون قرار مرسى قراراً ذاتياً بأنتخابات مبكرة تلبيه لهذه الأرادة فكان الرأى الرفض و القاطع من الجماعة لهذه المطالب . الشئ الذى جعل السيسى يخضع لأرادة الشعب ويمتثل لطلب الجماهير وتفادياً لما يعكر السلم الأجتماعى ويهدد سلامة الوطن وهذا دور القوات المسلحة الوطنى والتاريخى . فكانت خطة الطريق التى لا ولن تقصى تياراً يريد أن يشارك فى بناء الوطن وفى المشاركة فى الشرعية الدستورية .وكانت الدعوة للمصالحة الوطنية تلك المصالحه التى تعنى توافق الجميع حول أجندة وطنية مصرية تؤكد مبادئ ثورتى يناير ويونيو وتعطى حق المواطنة التى لا تفرق بين أحد والتى تستظل بالهوية المصرية وتعتز بالحضارة والتاريخ المصرى الذى شارك فى صنعه الجميع والذى يعطى الجميع حق المشاركة فى بناء الوطن حيث أن الأحداث قد أثبتت أن مصر أكبر من أى فصيل وأن مصر لا تحكم بغير كل المصريين بعيداً عن خلط الدين بالسياسة أملاً فى مكاسب سياسية ثبت فشلها . ولكن رأينا أن الجماعة رفضت وما زالت ترفض كل ما حدث وهذا حقها بل يصبح من حقها الاعتصام السلمى الذى لا يجرمه القانون . ولكن ما رأينا غير ذلك . رأينا الدعوة للعنف والتحريض على الدم رأينا المصرى يقاتل المصرى والدم المصرى الغالى يسال على الأرض فلا فرق بين دم مصرى وأخر فقتلانا جميعهم مصريون . وكان أخر التصعيد وضع عبوة ناسفة أمام مديرية امن الدقهلية . ناهيك عن العمليات التى تتم ضد الجيش والشرطة فى سيناء. هنا كانت دعوة السيسى للنزول لتجديد اعلان ارداة الشعب الذى أراد التغيير مع العلم أن مواجهة الأرهاب لا يحتاج تفويض لمؤسسات الدولة لمواجهته . ولكن دعوة النزول تعنى التأكيد على أرادة الشعب صحاب الثورة ومفجرها والتأكيد على المصالحة الوطنية والتشارك فى بناء الوطن فهذا حق لكل مصرى لم يحرض على العنف ولم تلوث يداه بدماء المصريين الطاهرة . حق لكل من لم يقترف جريمة فى حق الوطن والمواطنين يعاقب عليها القانون فى اطار محاكمة عادلة بعيداً عن اى احقاد او تصفية حسابات . فحق الوطن والقانون لا مجال فيه للمصالحة . غير ذلك لابد أن تمد أيادى الجميع للمصالحة والتوافق لبناء مصر وطن لكل المصريين لأنه لم يبنى دم وطناً ولم يرسى ارهاب حكماً . فلاحكم ولا سلطة بغير توافق الجماهير وكسب مصداقيتها . فلننبذ العنف ونعلم أن مصر لن تحكم بفصيل سياسى واحد ولنعى أن مصر متدينه من قبل الاديان ولا تحتاج لاحد أن يعلمها التدين . فمصر المسلمة ستظل كذلك بأيمان المسلمين وقناعة غير المسلمين وتاريخ مصر يعى ذلك ويحفظه ويثبتة . فلينزل الجميع يوم الجمعة تأكيداً على حب الوطن وعلى التصالح ونبذ الفرقة ورفض العنف ومحارية الارهاب الذى هو خطر على الجميع ويجب أن يرفضة الجميع حتى نبنى مصر وطن لكل المصريين.