أنا مهندس ذا موقع اجتماعى وأخلاقى وتثقيفى عالى ... تزوجت من امرأة تصغرنى ب 4 سنوات . احببتها فى فترة الخطوبة وتزوجنا على حب شديد جدا ... وعلى ذلك فهى تحبنى اكثر مما يتخيل اى شخص .... ترضينى بكل الأشكال وتحترمنى جداً وتحبنى جداً جداً .... وأنا أيضاً أفعل كل مايرضيها بكل الأشكال من كلام وأفعال ومفاجئات ... وهى راضية كل الرضى (حتى اهلى راضين عنها جداً وهى أيضاً راضية عنهم جداً جداً ) ولكن المشكلة تكمن فى أنى كلما رأيت اى امرأة أحس بأنى اريد الزواج مرة اخرى . والادهى من ذلك انى أريد الزواج ب 4 زوجات فعلاً أحس بأنى محتاج إلى ذلك ولا أعرف لماذا بالرغم من انى ارى من زوجتى كل أنواع الحب التى تتخيلها حتى التى فى الأفلام ولا أنا أدلها نفس الشىء لأننا نحب بعضنا جداً .... وعلى الرغم من هذا أن شعر بالذنب لهذا الشىء ولا أعرف ماذا أفعل ... اريد ان اخبرك أيضا أنها اقترحت على مرة إذا أردت الزواج ان اتزوج ...حتى انها ابلغتنى انها ذات مرة حلمت بأننى تزوجت من اخرى وكانت هى راضية كل الرضى بل وكانت تحب زوجتى الاخرى .... ماذا أفعل ؟ علي- القاهرة هي ليست الرغبة أخي الفاضل لكنه البطر حتماً هو ما يدفعك للبحث عن زوجة ثانية ولك زوجة تحبك كل هذا الحب ، الحقيقة أن أمر بعض الرجال عجيب ، إن من يرخص له بالزواج الثاني هو من يعاني نقص ما أو علة ما في زواجه الأول ، فالله تعالي حين احل التعدد واباحه لم يبيحه إلا بشروط وشروط يصعب تحقيقها وتحققها ، وأنا لا أعلم سبباً قوياً لرغبتك في الزواج الثاني بل وفي التعدد والزواج بأربع زوجات ، حين تقصر الزوجة يكون من حق الزوج الزواج بأخري حين يصبر عليها وينفذ صبره يحق له الزواج باخري ، الزواج بأخري ليس هدية تهدي للزوجة الأولي بل هو أشد عقوبة يمكن أن تقع عليها ، الزوجة قد تقبل فكرة موت زوجها لكنها لا تتقبل أبداً فكرة زواجه من امرأة أخري وتفضيله إياه عليها . وأنت بدلاً من أن تشكر الله علي نعمه وتحمده علي هذه الزوجة الصالحة الجميلة تريد ان تعاقبها بحجة أنها ترضي لا يغرنك ما تقوله لك الآن فوقت الفعل هو الاختبار الحقيقي لمشاعر زوجة محبة مخلصة متفانية في خدمة زوجها إنك بما تفكر به تدعو رجال كثيرين تهفو أنفسهم إلي امرأة أخري إلي تطبيق فكرة الزواج الثاني للانتقام من زوجة مخلصة بارة بزوجها وبيتها ، أليس دفع الضرر أولي من جلب المنفعة ؟ إننا ننصح الرجال والنساء الذين يعانون مع شركائهم بالصبر والاحتمال لأجل الأطفال ولأجل رضا الله فلعل الله أن يعوضهم خيراً لكن ماذا عن من يعانون نعمة لا يعرفون كيفية صيانتها وترف لا يقدرونه ، وكيف تضمن أن بيتك لن إن تزوجت بأخري ان يبقي بيتك الأول عامراً لا يعتريه خلل أو يتصدع ولا يتأثر بزواجك وقتها كيف ستتصرف وماذا سيكون تبريرك لنفسك ولمن حولك ، وقتها لن تسعد بالزوجة الثانية وستكون قد ضيعت الأولي . إن كان نصيبك من الدنيا زوجة صالحة متفانية في خدمتك فيكفيك هذه النعمة التي يجب ان تشكر الله عليها ، والتي من المؤكد أن رجالاً كثيرين يحسدونك عليها ، يقول الإمام علي كرم الله وجهه : من حاسب نفسه ربح ، و من غفل عنها خسر ، و من خاف أمن ، و من اعتبر أبصر، و من أبصر فهم و من فهم علم . حاسب نفسك وجنبها السقوط في فخ الرغبة والشهوة بحجج باطلة وتدبر أمر الله وشرعه وشريعته في خلقه ، أنا لست ضد التعدد وحاشا لله أن أكون ضد ما أحل الله وأباحه . لكن الأصل في الإسلام زوجة واحدة والتعدد استثناء ، فلا تجعل رغبتك فيما هو غير موجود تنسيك قيمة الموجود لديك ، شكر النعمة موصول باستمرارها ، فاشكر الله علي نعمة الزوجة الجميلة واسأله أن يحفظها لك . ودع موضوع الزواج الثاني للتعساء المغلوب علي أمرهم فهو السبيل لمن يرد أن ينجي نفسه ويعصمها من الزلل لوجود علة أو أكثر في الزوجة الأولي أما أنت فلا مبرر لك سوي الرغبة العارمة والافتتان بالنساء ورغبتك في اقتناء أكثر من واحدة كأنهن مزهريات أو قنينات للزينة ولسن مخلوقات من لحم ودم ومشاعر واحترامهن واجب . ما أكرمهن إلا كريم وما خذلهن إلا لئيم كما علمنا معلم البشرية وهاديها صلي الله عليه وسلم يقول د.مصطفى محمود في كتابه "عصر القرود" : برغم أن الإنسان مشى على القمر وتحكم في طاقة البخار ، والبترول والكهرباء والذرّة ، وغزا الفضاء ..لكنه بقدر ما حكم هذه الأشياء ، بقدر ما فقد التحكم في نفسه ، وبقدر ما فقد السيطرة على شهواته . ولهذا فنحن أمام إنسان أقل رحمة ، وأقل مودة وأقل عطفاً وأقل شهامة وأقل مروءة .. وأقل صفاء من إنسان العصر الزراعي المتخلف. و لقد تقدمنا عشر خطوات إلى الأمام ، و سرنا مثلهم إلى الخلف . عواطف عبد الحميد نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي