ليس أمام الرئيس المؤقت غير الاستقالة الحُكم العسكري في مصر لم يثمر سوى الدماء والفقر والمرض والجوع . الرئيس مرسي سيعود قريباً .. بإرادة الشعب وليس بالتفاوض . ليس هناك مفاوضات بين الجيش والإخوان وما يحدث مسرحية هزلية . لم يقبل القيادي الإخواني الشهير محمد جمال حشمت، بان يقف صامتاً حيال ما يحدث في مصر، وقد اعتاد دائما على الاعتراض على مظاهر الفساد، عندما كان عضواً بالبرلمان وقبله، لكن اعتراضه اليوم له شكل أخر، اعتراض من اجل الشرعية التي اُهدرت، واعتراض بسبب عزل أول رئيس منتخب بإرادة شعبية واعتراض على انقلاب العسكر على -حد تعبيره- اعتاد الجميع علي مصداقيته، لأنه دائما يقدم قراءات واقعية للمشهد السياسي المصري فهو ذو خبرة سياسية طويلة، وله علاقات متشابكة مع أطراف كثيرة ومتعددة من القوي الوطنية المصرية . وقد خص حشمت شبكة الإعلام العربية "محيط" بحديث عن الأزمة الحالية، وكيفية الخروج منها، ولماذا تعامل العسكر مع نظام الرئيس مرسي بهذه الطريقة، وتحدث عن وجهة نظره في الاعتصامات، كما علق على موقف شيخ الأزهر من الأزمة فإلي تفاصيل الحوار : بداية ..كيف يمكن الخروج من المأزق الحالي في مصر؟ ما ضاع حق وراءه مطالب، يزعجني ويزعج كل حر، ضياع انتفاضة وثورة 25 يناير هباءً، والتي أبصرنا بسببها طريقً الأمل، والحياة الكريمة،التي انقضّ عليها من جديد أذناب النظام السابق الذين حكْمونا ستون عاماً، ما أثمرت إلا مزيداً من الفقر والمرض والجوع، والآن نرى عودتهم اشد بطشاً وظلماً، يتقدمهم جهاز أمن الدولة، وأجهزة الشرطة التي تمارس ما كانت تمارسه من قبل من تكميم للأفواه، والاعتقالات الغير مبررة، وقصف الأقلام، والكل يرى أن الأمن يستخدم مرة أخرى كعصا غليظة فوق رؤوس الشعب المصري الذي يستحق أن يحيا كريماً عزيزاً . وكيف يمكن مقاومة هذه الأنظمة القمعية التي تعود من جديد ؟ السلمية ..سنظل نقاوم سلمياً حتى ينتهي هذا الانقلاب إلى غير رجعة، ويعود دستور الشعب ورئيسه المنتخب، اتفقنا عليه أو اختلفنا، وليكن التداول السلمي للسلطة عبر آليات ديمقراطية يرتضيها الجميع، وليس عبر انقلاب عسكري أعتمد على القوة والقتل وتصفية فصيل لحساب فصيل آخر . وهل أنت متفائل بعودة الرئيس .... ؟ القضية ليست في عودة الرئيس، بل هي أكبر من ذلك، فالأهم عودة الشرعية الدستورية، بقي الرئيس أم لم يبقى، فهذه هي الضمانة الوحيدة والحقيقية،التي تحمي حقوق المواطن أمام سلطات الدولة، بالشرعية الدستورية فقط يمكن أن يكون لدينا قضاءً مستقلاً عادلاً غير منحازٍ، وغير مسيس، وبالشرعية الدستورية يكون لدينا إعلاماً حراً هادفاً صادقاً يخدم أهداف المواطن وليس أهداف مموليه، وتضمن الشرعية الدستورية، صندوق انتخابات شفاف لا يمكن الحياد عنه، كذلك تضمن الشرعية الدستورية وجود جيش وطني قوي لا ينحاز لفصيل ولا يعمل لحساب أجندات، جيش يحمي الحدود، ويؤمّن خيارات الشعب ويحمي الشرعية، كذلك الشرعية الدستورية تضمن للمصريين حكومة قوية تنظر إلى المواطن على أنه صاحب الحق والسيادة، وليس خادماً للسلطة التنفيذية بل هي خادمة له ، هكذا أنظر إلى ما يجري اليوم . وأؤكد أنه ليس أمامنا رفاهية من الوقت، ولكن لدينا آمال وطموحات للشباب والشيوخ، والمرأة والطفل لكل الأجيال القادمة التي تنتظر ميلاد جديد لمصر حرة أبية قوية مستقرة رائده في طليعة الأمم . لو أردت توجيه رسالة إلي الرئيس المؤقت عدلي منصور فماذا تقول له ؟ أقول له أكرم لك أن تستقيل لأنك رئيس باطل، جاء بحُكم باطل، من قِبل وزير ليس مصدر سلطة، فالأفضل لك أن تستقيل، وتحترم منصة القضاء التي طالما جلست عليها، وعليك أن تحترم ثوب العدالة وقدسيته، فأنت أقسمت على احترام الدستور والقانون، فأين الدستور وأين القانون من موقفك هذا ؟ أنت مطالب يا منصور أن تحترم القانون والدستور المستفتى عليه من الشعب مصدر السلطة حتى لا تحمي انقلاباً عسكرياً، لم يعترف به العالم، ولن يعترف به الشعب المصري . وكيف تقييم موقف شيخ الأزهر الشريف من الأحداث الجارية ؟ شيخ الأزهر نحترمه ونقدره، لكنه أخطأ في حق الوطن عندما جلس إلى سلطة الانقلاب وأضفى عليها الشرعية، لذا عليه أن يسحب تأييده له وكذلك عليه أن ينكر الإعلان الدستوري، الذي أراق دماء المصريين، ودبر لمؤامرات أخرى وأضاف تهم العنف للمتظاهرين السلميين، وعلى الطيب أن يبادر بإعلان براءته مما حدث كي يزداد حب وتقدير واحترام المصريين له . البعض يردد أن هناك مفاوضات تجري بين الجيش وجماعة الإخوان فما صحة ذلك ؟ في الحقيقة ليست هناك مفاوضات، ولكن ما يحدث مسرحية هزلية حتى يعطوا انطباعاً لدى الرأي العام، أن الإخوان قد رضوا بسياسة فرض الأمر الواقع، وهم يسوقون مزيداً من الكذب والخداع، لذلك أقول لهم أن الإخوان لا تُفرض عليهم الحلول، والشعب المصري واعي، ويعرف جيداً من يخدعه، ومن يسعى لمصلحته وأقول لهم اللعبة انتهت، وأنتم تضيعون وقتكم .