الجيش والشرطة كانت جهتان لا تأتمران بأمر مرسي تخيلنا أن البيان الأول التحذيري موجه للمعارضة مرسي كان يُضلل بالمعلومات المقدمة إليه سواء بنقصها أو عدم صدقها لرئيس عجز عن إقالة السيسي بعد تأكده من الانقلاباا يونيو ليست انقلابا على مرسي بل انقلابا على ثورة يناير مجزرة الحرس الجمهوري أثبتت أن30 لرئيس كان ساذجاً عندما آمن للجيش بدت على الدكتورة أميمة كامل -مستشار الرئيس "المخلوع" محمد مرسي- أثار الصدمة مما يحدث في مصر، خاصة بعد أحداث الحرس الجمهوري، وكأنها فقدت شهيداً كأمهات الشهداء والمصابين، لكنها في الوقت ذاته كانت متفائلة، ومطمئنة . كانت تردد "أنه لن يُحكم في أرض الله إلا بمراد الله" هكذا استهلت حوارها مع شبكة الإعلام العربية "محيط"، وأضافت توقعت سيناريو ياسر عرفات، وخُدعت في وزير الدفاع، فقد كنت أظنه حريصاً على مصلحة الوطن العليا، وأوضحت أنه حتى اللحظات الأخيرة قبيل الانقلاب، كنت أظن أن الانقلاب على الثورة المضادة وليس على الرئيس الشرعي المنتخب بإرادة شعبية .. فإلى نص الحوار: الدكتورة اميمة كامل هل لك أن تصفي لنا اللحظات الأخيرة قبل عزل الدكتور مرسي ؟ الحقيقة كان هناك إحساساً قبل 30-6 بأن مشكلة كبيرة ستحدث في مصر، لكن لم يتوقع أحد إلى أين سيصل مداها، لكن كان لدينا شعور بأننا سنتجاوزها كما تجاوزنا العديد من المشكلات السابق، فمشكلات المعارضة لا تنتهي لأنها جزء من الحكم، لكن اكتشفنا إنه انقلاباُ عسكرياً كامل الأركان، اتضح ذلك من الإنذار الذي أطلق في البيان الأول، لكننا تجاوزنا الكلمة واعتبرناها مجرد ضغط على الطرفين خاصة الطرف الآخر الذي يرفض المشاركة في جلسات الحوار،وتوهمنا جميعنا أن الفريق السيسي حريص على الثورة وعلى مصر، لكننا فوجئنا بالعكس تماما، فوجئنا به ينحاز لفريق دون الآخر، وينحاز إلى الفريق المفتقد لشرعية الصندوق، وتساءلنا في هذه اللحظة "أليس المؤيدين من الشعب المصري ؟أم أن المعارضة فقط هي الشعب"؟. لكن هل تقاس ادارة الدولة واللحظات الحرجة بالتخيل والتوهم على الرغم من وجود كم من الخبراء حول الرئيس ؟ ربما يكن معك حق فيما تقول، لكن ما لا يعلمه الناس أن مفاصل الدولة يتحكم فيها رجال النظام السابق، ومن بينها مصادر المعلومات التي دائما لم تصل كاملة إلى الرئيس وإن وصلت كاملة ليست حقيقية ولا حقيقية بيد الرئيس، حتى أنه كن يُبّلغ بافتتاح مشروعات تم افتتاحها بالفعل من قبل. الخداع وكيف قيمت أداء الفريق السيسي في هذه المرحلة ؟ في قراءتي البسيطة لما حدث، يمكنني القول أن أداء السيسي، اتسم بالخداع، فقد كان يشعر الجميع بالتبسط والتقارب من الناس، لكنه بعد إلقائه البيان الأول تحول إلى شخص أخر لا نعرفه ولا يعرفنا . ولمَ لم يتخذ الدكتور مرسي خطوة استباقية ضد وزير الدفاع بعد هذا البيان ؟ بمنتهى الصراحة..الرئيس كان عاجزاً عن إقالة السيسي، بعد تأكده من الانقلاب، ولو سلمنا بضرورة اتخاذ قرار ضده، فمن كان سينفذه.. الجيش أم الشرطة ؟ وهاتان جهتان لا تأتمران بأوامر الرئيس. وكيف تعلقين على من يردد أن السيسي كان اختيار مرسي ؟ وهل كانت هذه سذاجة سياسية؟ أستطيع قول هذا بصراحة، لأن الرئيس مرسي أطمئن للقوات المسلحة بصورة كبيرة ورأى أنها مؤسسة وطنية لا يمكن أن تكون ضد الشعب في يوم من الأيام، لكن بعد مجزرة الحرس الجمهوري، ثبت عكس ذلك. صلاحيات محدودة إذاً فقد كان مرسي رئيساً بلا صلاحيات؟ صلاحيات الرئيس كانت محدودة.. وأذكر أنني في يوم كنت أتحدث مع الدكتورة باكينام الشرقاوي وسألتها لماذا لا نفعل كذا ؟ أليست الدولة معنا ؟، فأجابتني كلا.. الدولة ليست معنا ، وكان هذا الموقف بعد نحو 6 أشهر من حكم الرئيس، أضف إلى ذلك أن هناك مجموعة من القوانين كانت متواجدة منذ عهد مبارك أعاقت عملية التطهير، فضلاُ عن الرئيس مرسي رفض اتخاذ أية إجراءات استثنائية. هل يمكن القول أن العام لم يكن كافيا لاستكمال الصلاحيات المحدودة"؟ الرئيس مرسي بدأ محاولات جدية، لكن الأمر ليس متوقفاً على الإصلاحات فبعض المؤسسات كانت تحتاج لتطهير كامل وإعادة هيكلة من جديد، فقطاع كالداخلية يحتاج لهذا خاصة أنه تربى على عقيدة تجعله فوق الشعب حتى لو غَيّر شعاره، كذلك من العقبات أن ميزانية الرئاسة كانت محدودة جدا لا تتيح الاستعانة بخبرات أو كفاءات بعينها. لكن الشعب خرج ضد مرسي في 30 يونيو لأنه لم يرى انجازات ؟ لا يمكن أن تقول أن هذا هو الشعب، بل جزء من الشعب خرجوا للتصوير، والشعب الذي اعلمه هو من يقف مع الشرعية . هل لي أن أسألك عن راتبك الذي كنت تتقاضينه من الرئاسة ؟ هذا ليس أمرا سرياً فقد كنت أتقاضى 10 آلاف جنيه شهرياً . قائد الانقلاب فيما يخص مجزرة الحرس الجمهوري من يتحمل المسئولية في رأيك ؟ بالطبع ..قائد الانقلاب العسكري، يشاركه كل من ظهر معه في المشهد وقالوا أن هذه إرادة الشعب، وزيفوا الحقائق، فهذه الجموع التي تحدثوا عن إرادتها "كومبارس" جاءوا للتصوير وتكررت مشاهدهم في وسائل الإعلام، بينما لم يعيروا انتباهاً للملايين التي أعلنت تأييدها للرئيس المنتخب، وقد خرجت هذه الملايين معبرة عن رفضها لما يسمى بخارطة الطريق التي أعلنها السيسي وقراره بتجميد الدستور ومن ثم إلغائه . لكن هناك أطرافا مشاركة في اللعبة السياسية هي الكتلة غير المؤدلجة من الشعب المصري ومؤسسة الرئاسة المصرية والولاياتالمتحدة الأمريكية؟ كيف ترين أدوارهم في هذه اللعبة ؟ الشعب المصري مظلوم، فقد وقع عليه ضغط إعلامي غير مسبوق بأيد خبيرة وخبيثة، رسمت له صورة ذهنية سلبية للرئيس وجماعة الإخوان المسلمين، وضيعت كل إنجازات مرسي، وسفهت آرائه، وشيطنة المحافظين والوزراء، لكنه في الوقت نفسه ظالم، لأنه لم يسعَ لإعمال عقله، والبحث عن الحقيقة فيما يعرض عليه. لكنكم مسئولون عن هذا الشعب، فلماذا سمحتم بتضليل الإعلام بالوصول إليه ؟ الفضائيات وزخمها، وعددها، وإلحاحها، وإمكانياتها، كانت سبباً في الدفع باتجاه آخر، حتى التلفزيون المصري الذي هاجم في البداية ثورة يناير، لم يتحول بعدها كما ظننا ولكن ظل عميلا لمبارك ونظامه، لذلك لم يكن من السهل في هذه الآونة إنشاء مؤسسات إعلامية موازية، فالقنوات تحتاج بميزانيات ضخمة، لكني أثق أن الشعب المصري سيدرك الحقيقة، وأرجو ألا تكون بعد فوات الأوان. إذاً يأتي الدور على الطرف الثاني مؤسسة للرئاسة كيف كان دورها في المعادلة ؟ الرئيس بذلك أقصى جهد، وكان يفضل عدم الصدام ولا اتخاذ القرارات الاستثنائية والحقيقة في رأيي أثبتت التطورات أن هذا لم يكن صحيحاً . وما دور الولاياتالمتحدة إذا ؟ خيوط صناعة المشهد الذي نحياه لا يمكن أن يكون مصنوعاً داخل مصر، فقد تم بحنكة وبخيال فريد في الخداع فقد استطاع هذا الفريق الخارجي بمساعدة بعض الأطراف الخارجية في تحويل الشعب ليحمل من ثار عليهم في 25 يناير على الأعناق، نعم إنه إبداع الخداع الذي يتجاوز حدودنا القطرية.. وهذا ما يمكن أن اسميه الخدعة الكبرى.. لكن عندنا أمل أن الشعب سيتجاوز ذلك سريعاً. عودة الرئيس في رأيك ما هي السيناريوهات المستقبلية للأزمة الراهنة ؟ السيناريو الأفضل، يتمثل في عودة الرئيس مرسي بظهير من الشعبية والشرعية، وفي ظل الملايين في الميادين التي تؤيده، وهذه آية من أيات الله، فهذا الرجل الذي كان يُسب في القنوات ليل نهار يُهتف باسمه اليوم في الميادين ليل نهار، ومن كان يراه ضعيفا أصبح يصفه بالشجاعة. لكن هناك سيناريو صدامي انطلق بمجزرة الحرس الجمهوري؟ هذا أكبر تحدي لنا، فقد أعلنّا أننا سلميين، ولن ننجرف لسيناريو الصدام، ولن نستسلم، فالضغط الشعبي سيؤثر ونحن نراهن عليه. عذرا لكن مؤيدي مرسي خسرتموهم على مدار عام ؟ صحيح.. هناك أخطاءً حدثت، وأتوقع لو كان هناك فرصة ثانية لثورة مصر وليس للرئيس مرسي فقط سيتم تداركها.. لأن ما جرى ليس انقلاباً على الرئيس، وإنما على ثورة يناير ومكاسب الشعب المصري منها.. كما أحسب أن ما وقع من أخطاء لم يكن ليؤدي لهذه النتائج الكارثية على الوطن إن لم تتدخل عوامل أخرى... ولكن إن شاء الله تكون هناك فرصة ثانية لمصر لتداول السلطة بشكل شرعي سلمي. من يوم 29 يونيو إلى الأربعاء كيف مرت عليك شخصيا هذه الأيام؟ الحقيقة كانت أيام صعبة، كانت صدمات يومية الواحدة تلو الأخرى، لكن كل ما يحدث وما حدث لن يفعل شيئاً أكثر مما فعلته مذبحة الحرس الجمهوري. لكن في تلك الفترة أين كنت ؟ مرت بين هبوط معنويات وأمل في القدرة على الفعل والصمود، وأنا كنت في بيتي آخر 10 أيام، حيث أنهيت عملي بإتمام مشروع حقوق المرأة المصرية، وكنت أستعد لزف البشرى للمصريين بمناسبة مرور عام على حكم الرئيس، فقد وعدنا الناس بذلك ووفينا. ضغوط ومساوامات هل تعتقدين أن الدكتور مرسي لازال في مقر الحرس الجمهوري؟ نعم أعتقد ذلك .هل تعتقدين أن هناك خطورة على حياة الدكتور مرسي؟ ممكن.. وياسر عرفات نموذج . هل تم إبلاغك بإقالتك كمستشارة لرئيس رسميا؟ من قاموا بالانقلاب ويديرون البلاد الآن اعتبروا أن ما مضى من زمن وإجراءات بعد ثورة يناير كأن لم يكن، وكأنه لا وجود له . وأين الدكتورة باكينام الشرقاوي الآن؟ لا أدري عنها شيئا وحاولت الاتصال بها، لكن هاتفها غير متاح، ولا ترد على رسائلي، كذلك هي مختفية من صفحات فيس بوك، لكن لا أظنها محتجزة، فقد علمت أنها غادرت قصر القبة مساء الأربعاء. هل تعتقدين أنه تُجرى ضغوطاً أو مفاوضات الآن مع الرئيس؟ بالتأكيد، ليتنازل عن السلطة ويتنحى.. للأسف هم يعدون لمحاكمة الرئيس بتهم ملفقة ضخمة، ورغم ذلك أنا مستبشرة ومتفائلة، فلن يحدث شيء في مُلك الله إلا بإرادة الله.. أين تتوقعين أن تكوني إذا حدث السيناريو الآخر ؟ لا أدري، إما أعود لبيتي وأولادي، أو ربما في ظل هذه الهجمة الانتقامية يحاولون الانتقام من كل من كان حول الرئيس.. لكن بالتأكيد لن أترك مصر.. فالأشجار تموت واقفة. هل من كلمة أخيرة توجهينها لأحد ؟ نعم أوجه كلمتي الأخيرة للشباب بحكم تكوينهم، فغالباً ما تكون رؤيتهم أفضل منا، لأنهم لا يملكون ذات التعقيدات التي عند الكبار، لذا أياً كانت نهاية الموقف، فلابد أن يتقدموا الصفوف.