فسّر العالم اللغوي عبدالمنعم الغروري معنى شهر رمضان لغوياً بشكل يختلف عن المتعارف عليه، فمعروف أن "رمضان" في اللغة يعني الرمضاء "أي من شهور الحر في السنة"، وهو ما ينفيه الغروري قائلاً أن شهر رمضان شهر هجري يتغير بين الربيع والخريف والصيف والشتاء طوال السنة، والسطور القادمة تحمل معنى رمضان في رأي العالم اللغوي. يقول الغروري: في المعجم الوسيط ص 386 يقول: رمضان: الشهر التاسع من الشهور الهجرية بعد شعبان وقبل شوال. ورمضان لا يُصرّف لأنه عَلم ينتهي بالألف والنون، وجمعه رمضانات، أرمضة، وأرمضاء، ورماضيين . وهو الشهر الوحيد الذي ذكر في كتاب الله عز وجل في سورة البقرة: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ...". وحيث أن العربية هي لغة شمولية تتكاثر بالنحت والاشتقاق دون سائر ألسنة البشر - كما يقول الغروري - فإن النحت يفسر المعني اللغوي للفظ رمضان بالمعادلة الآتية: رمضان = ضامن + الرمّ. وضمن كما ورد في المعجم الوسيط ص 565 : ضمن الشيء أو العمل، أي جزم بصلاحيته وخلوه مما يعيبه، فيصبح أسم الفاعل منه هو ضامن. أما رمّ فورد في المعجم الوسيط ص 387 : رم الشيء أي أصلحه وأزال عنه الفساد، وهنا دمج العربي الأصيل حرفي الميم للاختصار، وأصبح "رمضان" يعني الإصلاح والترميم وإزالة الفساد. ورمضان هو شهر الصيام نهارا والقيام بالعبادة ليلاً، يرم الجسم بالصيام فيصلحه، ويرم العقيدة بالقيام طول الشهر. وهنا تحققت المعادلة اللغوية المعني والمبني للفظ رمضان . فشهر رمضان كما يقول الغروري ليس من شأنه الإحساس بجوع الفقراء طول العام لأنهم يصومون كما نصوم، إنما الأصل منه إصلاح النفس والعقيدة.