صدر مؤخرا بمناسبة شهر رمضان كتاب جديد بعنوان (الصيام وصحة الإنسان) للدكتور “كارم السيد” أستاذ الفلسفة بكلية العلوم جامعة الأزهر، وقد تناول الكتاب كل ما يتعلق بالتشريعات والأحكام الرمضانية والصيام والغذاء وفوائده في الوقاية من الأمراض، وتخصص الباب الأخير في عرض شئون رمضانية متنوعة كصيام الأطفال وأهم العادات الحديثة والقديمة خلال شهر رمضان. انطلاقا من قدوم شهر الصوم في الصيف قدم الكتاب المعني اللغوي لكلمة “رمضان” وهو لفظ مشتق من الرمض، أي شدة الحر، وأوضح أن صوم شهر رمضان فرض علي المسلمين في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، وصام المسلمون أول رمضان في تاريخهم بدءا من يوم الأحد الموافق 62 من فبراير 426 ميلادية. كما عرض الكتاب أهم الفروق بين صوم المسلمين وصوم اليهود والنصاري، وأهم مبطلات الصوم التي توجب قضاءه كالأكل والشرب المتعمد، والحيض والنفاس، والمبطلات التي توجب قضاء الصوم والكفارة كاللقاء الجنسي الفعلي المتعمد، ومكروهات الصوم كتقبيل الزوجة أو معانقتها إذا لم يكن الزوج لديه القدرة للتحكم في نفسه ولا تحركه شهوته متحدثا أيضا عن أنماط الصيام وأقسامه وأسباب استئثار الله بتقدير جزاء الصوم لذاته العليا، وصيام التطوع في الإسلام كصيام ستة أيام من شوال والتسعة الأوائل من ذي الحجة. وفي الباب الثاني تحدث الكاتب عن الصيام الإسلامي كوقاية وعلاج في “الحد من الشهوة الجنسية” أكد أن البحث العلمي اثبت أن الصيام يهذب الغريزة الجنسية، فصيام عشرة أيام مثلا “صيامًا متواصلاً” يؤدي إلي خفض مستوي هرمون الذكورة “تستسيرون Testosterone” فتنخفض الرغبة الجنسية، ولكنها تعود بعد انتهاء مفعول الصوم بثلاثة أيام من التغذية، حيث يرتفع مستوي هرمون الذكورة في اليوم الرابع، مشيرا إلي أن الصوم يساعد علي الوقاية من البدانة “السمنة” وأمراض القلب وتصلب الشرايين، والحساسية والجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية، وتأخير ظهور الشيخوخة وتقوية جهاز المناعة والوقاية من الإصابة بالسرطان، ويساعد الصيام أيضا في علاج بعض الأمراض السابقة وليس الوقاية منها فقط، ثم يتطرق الكتاب إلي بعض الأمراض المزمنة التي تبيح الفطر كالداء السكري المزمن وبعض الأمراض الصدرية الحادة وتجلط الأوعية الدموية وهبوط القلب وارتفاع ضغط الدم. ويتناول الكاتب في الباب الثالث الشئون الرمضانية المتنوعة كتحقيق العبودية وتزكية النفس بتقوية الطاقة الروحية في الإنسان، موضحا أن الصيام المتواصل علي مدار 03 أو 29 يوما يعمل علي تسكين هياج هذه الشهوة وغيرها من الشهوات والغرائز الجسدية ويرفضها ويتسامي بها إلي مقام رفيع هو توجيهها تبعا لأوامر الله ورسوله بالأسلوب الذي رسمه الشرع الحنيف. كما يبين الكتاب فضل الصيام علي الصائمين حيث يوضح أنهم يدخلون من باب الريان بالجنة، ويوضح المرخص لهم بالإفطار كالمرضي، والشيوخ والهرم وعقاب المجاهرين بالفطر عمدا، ويذكر أن الصيام فرض علي الطفل بعدما يبلغ الحلم (21 41) عند الذكر و11 31 سنة عند الانثي، مستعرضا طرق تشجيع الأطفال علي الصوم وأهم النصائح التي يجب اتباعها عند صيام الأطفال، ويعرض العادات القديمة والحديثة في شهر رمضان كاستطلاع هلال شهر رمضان قديما والمسحراتي وفانوس رمضان وإحياء ليالي شهر رمضان في العالم.. أما الفصل الأخير فيتحدث عن استطلاع الأهلة وتحديد بدايات الشهور الهجرية، وأهمية توحيد بدايات الشهور في العالم الإسلامي.