نظرا لمساهمتها الفعّالة في وقف الحرب في بلادها وتاريخها الحافل بالدفاع عن حقوق المرأة الافريقية فازت داعية السلام الليبيرية ليما جبووي بجائزة نوبل للسلام لعام 2011؛ حيث قامت غبوي بتعزيز تأثير النساء في غرب إفريقيا في الحرب وبعدها، وكذلك تشجعهن على المشاركة في الانتخابات، وهذا التحفيز كان أحد الأسباب التي أوصلت إيلين جونسون - شريكتها في الجائزة - إلى سدة الرئاسة في ليبيريا. كانت مستشارة نفسية مع أبناء الجنود الذي خدموا في جيش "تشارلز تايلور"، وعلقت قائلة إن الاغتصاب كان لعبة الحرب، فالنساء يُغتصَبن يوميا والأطفال كانوا يخطفون ويرسلون للخدمة في الجيش ويعلَّمون كيفية استخدام السلاح ويرسلون مباشرة إلى الحرب.
لا تعدّ نوبل أول جائزة تفوز بها ليما، حيث فازت بجائزة "الشجاعة" من قِبل مؤسسة الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي في عام 2009، في غانا.
نضالها السياسي حينما بدأت الحرب (في ليبيريا) كانت (ليما) في السابعة عشرة من عمرها.. تحطمت آمالها، غير أنها لم تستسلم حيث يرجع الفضل إليها في تعبئة وقيادة النساء لتحدي أمراء الحرب ودفع الرجال نحو السلام في ليبيريا خلال أحد أشد حروب إفريقيا الأهلية ضراوة. و أسست منظمة أفريقية تًعرف باسم "المرأة من أجل السلام والأمن".
ويعتقد كثيرون أنه لولا تلك المجموعة من النساء الذين دأبوا على التجمع في مونروفيا للصلاة وللاحتجاج بالأقمصة البيضاء، لما انتهى الصراع في ليبيريا عام 2003 وهو الصراع الذي أودى بحياة ربع مليون نسمة.
إذ قامت بجمع النساء من كافة الأديان والمجموعات الإثنية للصلاة من أجل السلام، متحديات الشمس والمطر وأصوات القذائف والمواجهات، لكن المجتمع استغرق ثلاث سنوات قبل أن يقتنع بأن المظاهرات السلمية التي يقوم بها نساء عاديات يمكن أن تؤدي إلى إيقاف الحرب.
وفي عام 2002 نفذن "إضرابا عن ممارسة الجنس"، حتى انتهاء العنف والحرب الأهلية، وطالبن لفك "الإضراب" الإعلان عن وقف فوري لإطلاق النار والحوار بين الحكومة والمتمردين ونشر قوات للفصل بين المتصارعين. وبعدها بعام نجحت هذه المجموعة بقيادة ليما جبووي، بانتزاع وعد من الرئيس تايلور بحضور محادثات السلام التي جرت في غانا آنذاك.
خيم الفشل على المحادثات وتم تفجير مجمع السفارة الأميركية في العاصمة، مما دفع نحو مائتين من النسوة إلى سد طريق الخروج لمنع وفود الفصائل المتحاربة من الخروج من الغرفة التي كانت تعقد فيها المحادثات، ورغم محاولات الأمن اعتقالهن وقيام أحد زعماء الحرب بضربهن ودفعهن فقد صمدن ليرين بعد ذلك اتفاقية أكرا للسلام، وتضع الحرب أوزارها في ليبيريا.