الليبيرية ليما غبويي التي حازت اليوم الجمعة جائزة نوبل للسلام 2011 هي ناشطة من دعاة السلام ساهمت في وضع حد للحرب الاهلية التي مزقت بلادها حتى العام 2003 وقد لقبت هذه المرأة القصيرة القامة اسم "ريد" (الصهباء) بسبب لون بشرتها الفاتح على ما قالت في كتاب سيرة ذاتية اصدرته في سبتمبر. الا ان هذه المرأة الاربعينية التي تنتمي الى اتنية كبيليه حازت لقبا اخر منذ سطرت انجازات في حركات المقاومة السلمية، وهو "المحاربة من اجل السلام" في مواجهة شرور الحروب لجأت ليما غبويي الى الصلاة. وحثت نساء بلادها على ان يفعلوا مثلها، وهذا ما قمن به من دون اي تمييز بين الديانات وهن يرتدين الابيض.
وراحت هذه الحركة تتسع خلال النزاع وصولا الى الاضراب عن ممارسة الجنس، ما حمل نظام الرئيس تشارلز تايلور الى ضمها الى مفاوضات السلام ويقول ناتان جايكوبز الموظف الرسمي البالغ 45 عاما ان ليما غبويي "ليست شجاعة فحسب بل اكثر منذ ذلك بكثير. فقد واجهت عاصفة تشارلز تايلور وارغمته على ان يسلك طريق السلام في حين اننا نحن الرجال في غالبيتنا، كنا نهرب لنكون بامان".
فبعدما تمرد على نظام الرئيس الليبيري سامويل دو في ديسمبر 1989، استولى تشارلز تايلور في غضون اشهر قليلة على غالبية انحاء البلاد وانتخب رئيسا العام 1997 لكنه واجه بدوره تمردا مسلحا واضطر الى مغادرة الحكم والبلاد في 2003 بضغط من المتمردين والمجتمع الدولي.
بصفتها عاملة اجتماعية قابلت ليما غبويي يوميا خلال الحرب اطفالا جندوا بالقوة فادركت ان "الطريقة الوحيدة لتغيير مجرى الامور تكمن بان ننتفض نحن النساء وامهات هؤلاء الاطفال وان نسلك الطريق الصحيح". غبويي لديها ستة اطفال وتقيم منذ العام 2005 في غانا.
وتوضح في فيلم وثائقي حول نضال "ليبيريات من اجل السلام"، "ما من شيء يبرر ما قاموا به حيال اطفال ليبيريا" من حقنهم بالمخدرات وتسليحهم وتحويلهم الى آلة للقتل وكتبت في سيرتها الذاتية ان نضال "الليبيريات من اجل السلام"، "ليست قصة حرب تقليدية. بل انهن شكلن جيشا ضم نساء ارتدين الابيض ووقفهن عندما لم يكن احد يجرؤ على ذلك، من دون خوف لان افظع الامور التي يمكن ان يتصورها المرء كانت قد حصلت لنا".
واضافت "بهذه الطريقة استمدينا القوة المعنوية والمثابرة والشجاعة لنرفع صوتنا عاليا ضد الحرب واعادة التعقل الى بلادنا" ليما غبويي التي اسست او ادارت عدة منظمات نسائية كانت عضوا في لجنة الحقيقة والمصالحة. واتى مسارها الحافل هذا خلافا للتوقعات اذ انها كانت طفلة ضعيفة البنية لا تقاوم الامراض فاصيبت بالحصبة والملاريا والكولي را وغالبا ما كانت تتمنى "ان ينعم عليها الله بالصحة" في اعياد نهاية السنة.