الماء من أهم المشاكل التي تواجه الصائم خاصةً في فصل الصيف، لذا يعتقد الكثيرون أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور تحمي من الشعور بالعطش أثناء الصيام، وهذا اعتقاد خاطئ لأن معظم هذه المياه تكون زائدة على حاجة الجسم، لذا تقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها. ويشتد شعور الصائم في شهر رمضان المبارك بالعطش مع دخوله فصل الصيف إذ يمتد الصيام إلى أكثر من 15ساعة في اليوم فيستمر الجسم في فقد الماء على مدار تلك الساعات ليصل إلى الإفطار وهو في حاجة ماسة لتعويض فوري وكافٍ لما فقدته الأنسجة من سوائل. وفقدان الماء من الجسم وعدم تعويضه يسبب الجفاف، خاصةً أن الماء المفقود يصاحبه فقدان الأملاح المعدنية الهامة مثل البوتاسيوم والصوديوم مما يؤثر بالسلب على وظائف الجسم خاصة الكليتين والدماغ والقلب، ناصحاً بضرورة تناول السوائل بوفرة 8 أكواب ماء على الأقل وعدم الانتظار حتى الشعور بالعطش. ومن جانبه، أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، ل"محيط"، أن الإفطار بالماء البارد يسبب الشعور بمزيد من العطش. كما أن الإكثار من تناول المشروبات المثلجة في رمضان لا يحل مشكلة العطش بل يضاعفها، وذلك لأن الماء والمشروبات المثلجة تقوم بتبريد الأغشية المخاطية للأنف والفم مما يجعلها أقل قدرة على أداء وظائفها في حماية الجهاز التنفسي، كما أنها تقلل العصارات الهاضمة مسببة صعوبة في عمليات الهضم. كما يؤدي اللجوء للمثلجات إلى انخفاض المناعة في الجسم، وذلك عكس اللجوء للمشروبات الدافئة أو الحارة كالألبان والماء والشوربة والعصائر الطبيعية التي تسبب شعوراً حقيقياً بالارتواء بلا مشكلات صحية. مشروبات ترفع المناعة وأكد أن احتساء الشوربة في بداية وجبة الإفطار في رمضان يعد مثالياً للتنشيط المتدرج للمعدة وزيادة تدفق الدم في الغشاء المخاطي المبطن لها خاصةً شوربة عش الغراب والفول النابت والعدس، مشيراً إلى أن عش الغراب يرفع المناعة ويعد مهدئاً مهما للأعصاب ولوظائف العقل ويقي من السكتة الدماغية، والاكتئاب، فضلاً عن أهميته لانقباض القلب وتنظيم ضغط الدم ونبضات القلب ويساهم في توزيع وتنظيم السوائل في الجسم واستقرارالماء داخل الدم والأنسجة. وأضاف بدران أن الفول النابت درع واقية من الحساسية ومنشط لاستيطان البكتيريا الصديقة داخل جسم الإنسان والتي تعمل على إنتاج مواد غذائية كفيتامين وتخلص الجسم من السموم وتحمي الطعام من التخمر والتعفن داخل الأمعاء وتقي الإنسان من العدوى وتنشط الجهاز المناعي. وحذر بدران من إفطار الصائمين بشراهة على كميات كبيرة من الأطعمة خاصةً السكريات والكربوهيدرات والدهون والمخللات، لافتاً إلى أن ذلك يؤدى إلى ارتخاء المعدة والإصابة بعسر الهضم وضيق التنفس. وعن أفضل مشروب صحي يقدم للأسرة المصرية، يقول الدكتور مجدي إن شوربة عيش الغراب هي الأفضل لأنها مرتفعة القيمة في الماء85% والبروتين، كما أنها قليلة النشويات وهى نشويات من النوع المنشط للبكتريا الصديقة في الأمعاء. بالإضافة إلى احتوائها على كمية كبيرة من المعادن، مثل "السيليثوم" وهو أحد مضادات الأكسدة والذي يؤدي نقصه إلى ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة والتهابات الجلد وسقوط الشعر والأنيميا ونقص هرمون الغدة الدرقية ونقص قدرة الجسم على التخلص من المعادن الثقيلة، كالزئبق والرصاص وانخفاض كفاءة جهاز المناعة والإصابة بالربو الشعبي والعقم في الذكور. كما أنها تحتوي على النحاس المقوي للقلب والفسفور المفيد للعمليات العقلية والبوتاسيوم الذي يساعد على عمليات التمثيل الغذائي ويقاوم الاكتئاب والزنك والماغنسيوم وفيتامين "سي" و"بي"، بالإضافة إلى الصوديوم والكايتين وحمض الفوليك وغيرها من العناصر. وأضاف بدران أن "البيتا جلوكان" الموجود بشوربة عيش الغراب يساعد مرضى حساسية الأنف على التحسن وبالتالي فهو مفيد ل20% من المواطنين المصريين و25% من أطفال العالم الذين تنتشر بينهم حساسية الأنف المسببة للعطش والاحتقان والسيلان وانسداد الأنف والصداع وتسرب إفرازات الأنف ويؤدي إهمالها إلى الإصابة بحساسية الصدر. 7 نصائح للتغلب على العطش ويرجع الدكتور بهاء ناجى استشاري التغذية وعلاج السمنة، السبب في ذلك إلى نوع الغذاء الذي يتناوله الصائم، حيث إن هذا يلعب دوراً كبيراً في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام، لذا يقدم ناجي بعض النصائح للتغلب على العطش: - عدم تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من التوابل والبهارات خاصةً في وجبة السحور. - تناول كميات قليلة من الماء على فترات متقطعة بعد الإفطار. - تناول الخضراوات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألياف التي تظل وقتاً في الأمعاء فترة طويلة، مما يقلل الإحساس بالجوع والعطش. - الابتعاد في وجبة الإفطار عن تناول الأكلات والأغذية المالحة والمخللات، لأنها تزيد من حاجة الجسم إلى الماء، ويفضل بدلاً منها الخضراوات المطبوخة، مثل الفاصوليا والكوسة، كما يفضل تناول اللحوم إما مسلوقة أو مشوية لسهولة هضمها. - الإكثار من السوائل التي تساعد على ترطيب الجسم، مثل العرقسوس والتمر الهندي والكركديه، لأنها تقضي على ميكروبات عديدة بالجهاز الهضمي. - الإكثار من تناول السلطة، لأنها تحتوي على عناصر غذائية مرطبة ومفيدة وغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات التي تمد الجسم بالحيوية والنشاط والماء اللازم له، والسلطة كاملة القيمة الغذائية تتكون من بقدونس، والكرفس وخيار وطماطم وبصل وقرنبيط وأنواع أخرى من الخضروات لا تحصى. - يؤكد الخبراء أن البطيخ من الفاكهة الصيفية المفيدة في أيام الصيام، حيث يغنى عن عشرات الأصناف من الخضراوات واللحوم، لما له من أثر ملطف على المعدة، إضافة إلى غناه بالعديد من العناصر التي تكفى حاجة الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم خاصةً في أيام الصيف الحارة. وقد أوضح العديد من الأطباء أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور لا يقضي على الشعور بالعطش أثناء الصيام في اليوم التالي، لأن معظم هذه المياه تكون زائدة على حاجة الجسم، لذا تفرزها الكلية بعد ساعات قليلة من تناولها. كما أن شرب العصائر المحتوية على مواد مصنعة وملونة صناعياً والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر خطر على الصحة، حيث أكد أطباء التغذية أنها تسبب أضراراً صحية وحساسية لدى الأطفال، وينصح باستبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه.