رعى د. جواد هادي عباس سفير العراق في الأردن حفل افتتاح معرض الفنان سلمان البصري الذي أقيم في مركز "رؤى 32 للفنون" تحت عنوان "ألوان فرشاة مهاجرة" ويستمر المعرض حتى يوم 23 تشرين الأول القادم. الفنان سلمان البصري هو واحد من أهم فناني جيل الستينات في العراق، وهو من مواليد مدينة "البصرة" عام 1939، ومن مؤسسي جماعة "الظل"، حاصل على دبلوم شرف في الفنون الجميلة، ودكتوراة في الفن التشكيلي في مفهوم الجودة وتشكيل اللوحة الفنية. وله عدة مؤلفات تدرس في معاهد وكليات الفنون في العراق، إضافة إلى عشرات المعارض الجماعية والشخصية التي توزعت ما بين بغداد وعواصم عربية وعالمية. وقد حصل الفنان سلمان البصري على عدة جوائز دولية، كما أن أعماله مقتناة في عدة متاحف عربية وعالمية. وهو مقيم في هولندا منذ مطلع التسعينات وحتى الآن وهو متفرغ كلياً. و قال الفنان والناقد شاكر حسن آل سعيد في تجربة الفنان سلمان البصري: "سلمان البصري يعلن عن مغزى حريته في تحوله عن تأكيد الذات في رسومه، وتأكيد الوجود الموضوعي للذات عبر التقائها بالعالم. إذا فإن تحولات سلمان البصري نحو جوهر العالم من نتائج مثل هذا البحث, إذ هو ليس سوى حصيلة التقائها الوجودي بالعالم من خلال الكيان المادي للذات المشترك ما بين الإنسان وكل المخلوقات الأخرى. ومن خلال هذا الموقف ينقل لنا فحوى التنوع بالملامح، فهو ينقل الموضوعية والبيئة الظاهرية إلى البيئة الداخلية فحوى أو من أثر ومن التصورية والمرئي إلى التأملي، فمن هذه النقلة نحو الكيان الجوهري للوجود، فالجوهر سيحقق بالفعل تجاوزه الديناميكي لطموحات مشروعة. إن فن سلمان البصري الأن هو ظاهرة من أجل اكتشاف موضوعية الذات في المحيط, أي ضمن تداعيات بحتة في اللاشكل بتأملاته."
وكذلك تكلم الناقد عادل كامل وقال: "نلخص مغزى صراع الإنسان مع العالم الخارجي بأنه كان صراعاً عنيفا لذا حاول الفنان إخفاء الرموز لصالح بناء رؤيته الجمالية الجديدة، إذ حاول إرجاعها إلى أصولها لتتلاشى صوفيّاً بالمحيط الخارجي، تلك الوحدة التي أطلق عليها الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا "النورانية"، فأعمال البصري تشع نوراً حتى تتحول لغة بصرية يلخص بها الفنان موقفه من الحداثة، فالحساسية والشفافية ليست مهارة في الرسم بل هي الموقف من حقيقة الأشياء أو في أسرارها الدقيقة والتعبير عنها بهذا العمق. فالفنان واقع الأمر يمتلك من ثقافة فلسفية وعلمية وتاريخية وفنية يدرك قيمة كل خطوة يخطوها على صيغة الأسلوب، فروح الشرق تجعل لوحاته وثائق نادرة لعصرنا." اما الناقد جبرا ابراهيم جبرا فقال عن تجربة البصري: "منذ أواسط السبعينات، ثمة شخص يظهر في لوحات سلمان البصري وكأنه خارج من أعماق سحيقة من تجربة الإنسان، بلا وجه محدد الملامح ولكنه جسد قوي، يؤكد مادته الفيزيائية ويؤكد حضوره رغم الزمان، رغم المكان. عابر المحنة وباقياً كالدهر معاصراً كابن اليوم، لا يلاجه البصري التساؤل والبحث عن هوية حقيقية، باقياً بعناد ولا يتزحزح يصوغ واقعيتة ضمن المدى الإنساني، ويجسد النبض بتقنيات هذا العصر، في إتجاه نورية ما، في دراما تؤكد مادتها وإنسانيتها معاً، غدت هي الشغل الشاغل الأول والأخير لهيئة اللوحة إلى ما هو أقرب إلى البحراني الصوفي، هي سجل مثير للفرح لهذة التجربة وهذا الفرح راح الفنان يؤكد حق الإنسان فيها الأن وكل يوم تعظيماً للحياة وتمجيداً لروعة الكون".