أكد الأديب والروائي المصري علاء الأسواني أنه وفقاً لمبدأ النظام الديمقراطي لا يجوز إعطاء السلطة لأي مسئول بدون القدرة على محاسبته، تلك المحاسبة التي لا توجد التي بدورها إلا من خلال القدرة على سحب الثقة من المسئول حتى ولو كان منتخباً. وذكر الأسواني في مقاله الأسبوعي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أنه في جميع الدول الديمقراطية يأتي الرئيس بإرادة الشعب عن طريق صندوق الانتخاب فيكون من حقه أن يكمل مدته القانونية ولكنه إذا ارتكب جرائم أو اتخذ قرارات تهدد الوطن وتضر بالمجتمع يكون من حق البرلمان سحب الثقة منه والإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة، حيث يكون عندئذ أمام هذا الرئيس احتمال من اثنين: إما أن يكسب الانتخابات من جديد فيستمر في السلطة أو يخسر ثقة الناخبين ويفقد معها منصبه. وأشار الأديب والروائي أن سحب الثقة من رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء المنتخب تقليد مستقر في النظام الديمقراطي حدث من قبل كثيرا في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وايطاليا واليونان واسبانيا وهولندا وفنزويلا والأرجنتين والبرازيل. وأوضح الأسواني أن انتخاب الشعب لرئيسه يشبه تماما التوكيل الذي يمنحه الإنسان لمحاميه، لا هو عقد إجباري أبدي ولا هو صك على بياض يفعل به ما يشاء، حيث يكون إلغاء توكيل المحامي مثل حق الشعب سحب الثقة من رئيسه، قائلاً "هذا ما سيحدث بإذن الله في 30 يونيو، فسوف ينزل ملايين المصريين إلى الشوارع ليطالبوا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة". وقال الأسواني أن الإخوان يرفضون رؤية الواقع ويتهمون من يطالبهم بانتخابات مبكرة بأنهم فلول نظام مبارك أو علمانيون كفار ضد الإسلام، لافتاً أن هذه الخزعبلات يرددها أعضاء الجماعة لأنهم لا يريدون أن يعترفوا بفشلهم وجرائمهم. وتابع قوله أن الإخوان يعيشون في عالم افتراضي بعيد عن العالم الطبيعي، حيث يعتبرون أنفسهم مقدسون اختارهم الله وحدهم وكلفهم بإعلاء كلمته واستعادة مجد الإسلام وبالتالي يعطون لأنفسهم الحق في الكذب والتضليل والغش والاعتداء على الناس وقتلهم، وهم يقنعون أنفسهم بأن جرائمهم ضرورية من أجل نصرة الإسلام بينما لم يسيء أعداء الإسلام إليه قط مثلما أساء إليه هم بأفعالهم المنكرة. وشدد الأسواني أن الإخوان إذا فكروا قليلا واسترجعوا ما حدث خلال العام الذي حكموا فيه مصر لتبين لهم أن الذي قسم الوطن وأضاع مصالحه وجعل سمعة الإخوان في الحضيض هم أعضاء الجماعة أنفسهم، مذكراً بأنه جاء إلى السلطة رئيس منتخب من جماعة الإخوان هلل ملايين المصريين فرحا في الشوارع، بهزيمة ممثل النظام القديم أحمد شفيق أكثر من فرحتهم بانتخاب مرسي الذي لم يكونوا قد سمعوا عنه قبل الانتخابات. وركز على أن تفاءل المصريون بأول رئيس مدني منتخب بعد الثورة كان كبيراً، حيث لبى دعوته للحوار ممثلون عن القوى الوطنية والثورية «ومعظمهم على خلاف فكري مع الإخوان» لكنهم جميعا أبدوا استعداد طيبا صادقا لمساعدته حتى ينجح في تحقيق أهداف الثورة والنهوض بمصر. ولفت الأسواني أنه بعد أسابيع قليلة اكتشف المصريون للأسف أن الرجل الذي انتخبوه ليس الرئيس الفعلي وإنما هو مرؤوس صغير لمكتب الإرشاد وأن من يحكم مصر ليس مرسي وإنما خيرت الشاطر، فضلاً عن أن المصريين اكتشفوا أن الإخوان ليسوا حزبا سياسيا ولا حتى جماعة دعوية وإنما هم طائفة دينية سرية فاشية تربي أبناءها على التعصب والإحساس بالتفوق على الآخرين واحتقارهم والاستهانة بحقوقهم وبالتالي يكونون على استعداد لارتكاب كل الجرائم بدءا من الكذب والحنث بالعهود وحتى القتل. وعلق الأسواني على مظاهرات 30 يونيو، قائلاً أن المتظاهرين سيعتصمون ولن يعودوا إلى بيوتهم حتى يعلن مرسي تنحيه عن الحكم والقبول بانتخابات مبكرة ، مشيراً إلى أن كل طوائف المجتمع أعلنت اشتراكها في ذلك اليوم العظيم الفنانون والطلبة والعمال والنقابات المهنية والأحزاب والقوى الوطنية جميعا والأهم من ذلك المواطنون العاديون الذين لم تكن السياسة تهمهم من قبل . ونوه أن يوم 30 يونيو سيكون أمام الشعب اختياران إما أن يثبت أنهم حريصون على بلادهم ومستقبل أولادهم ويتم خلع هذا النظام عن الحكم، وإما الاستسلام لتضيع البلاد بعدها إلى الأبد، مختتماً بأنه مؤمن تماً أن هذا اليوم سيكون احتفالياً لجلاء العصابات الفاشية عن البلاد.