أجمعت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم على الإنجازالكبير الذي حققه الجيش فى معركة عبرا بالجنوب والقضاء على الفتنة المسلحة التى قادها الشيخ أحمد الاسير بصيدا. وأشادت بحسم الجيش على إنهاء "الظاهرة الأسيرية" إلى الأبد وإعطاء درس لكل من تسول له نفسه السير باتجاه خلق الفتنة بين أفراد الشعب اللبناني..وتساءلت ماذا بعد الأسيروما هو مستقبل أمثال الحالة الاسيرية. وقالت صحيفة "البلد"..ماذا بعد الأسير هو السؤال الذي بدأ يفرض نفسه مع اقتحام الجيش اللبناني في معركة دامية دامت نحو 24 ساعة، مجمع بلال بن رباح منهيا هذه الجزيرة الأمنية التي طالما شكلت عنوانا للتوترات الأمنية والمذهبية..وهل هي ظاهرة أفلت في صيدا أم إنها عدوى ستنتشر في أكثر من منطقة. وأضافت الصحيفة أن الاحتقان المذهبي يبدو إلى تزايد وهذا ما عكسه بيان رؤساء الحكومات السابقين أمس وأين اختفى الشيخ أحمد الأسير ورفيقه الفنان فضل شاكر، قيل إنه دخل إلى مخيم عين الحلوة، وقال القيادي السوري في الجيش الحر إنه صار في سوريا..وبين الاحتمالين برزت حقيقة فرار الشيخ الأسير من منطقة محكمة الحصر من قبل الجيش،حقيقة استحضرت مشهد خروج شاكر العبسي من مخيم نهر البارد الذي كان محكم الحصار أيضا. ومن جانبها أشادت صحيفة "الديار" بإنجاز الجيش فى عبرا، وقالت إن دم الجيش لم يعد سائبا والرد سيكون عنيفا على كل الاعتداءات وأن مرحلة أحمد الأسير لن تكون كما قبله بالنسبة للتعامل مع الأوضاع الأمنية وأن قيادة الجيش اللبناني تملك احتياطا من الجنود الأشاوس المدربين والذي أصبح عدده كبيرا وهذه القوة تستطيع مكافحة أي توترأمني في أي نقطة من لبنان إضافة إلى اشتراك القوة الضاربة في شعبة المعلومات معه. وأكدت أن الجيش اللبناني حظي أمس بغطاء شعبي من كل اللبنانيين الذين وقفوا الى جانب الجيش اللبناني وقيادته وتضامنوا مع أسر شهداء الجيش والجرحى حتى إن الجيش حظيت عمليته في صيدا وإجراءاته في طرابلس لضبط الأوضاع بغطاء من القيادات السنية في لبنان بالإضافة إلى مختلف القيادات اللبنانية. وشددت "الجمهورية" اللبنانية على أن "الحال الأسيرية" تنتهي عسكريا والتحدي بإنهائها سياسيا بمعالجة مسبباتها..وكتبت تقول :إن صيدا تبدأ اعتبارا من اليوم باستعادة حياتها الطبيعية على رغم فداحة الخسائر التي نجمت عن فتح الشيخ أحمد الأسير الحرب على الجيش اللبناني، إلا أن الحرص على الاستقرار والتقاطع الخارجي والداخلي على رفض الحرب الأهلية فعل فعله بتسريع الحسم العسكري وطي الصفحة الأليمة التي شهدتها المدينة. وقالت إن هذه الصفحة لا تختصر كل المشهد السياسي من الاحتقان في الشارع السني في ظل الخشية من استثمار "حزب الله" ما حصل سياسيا، إلى السؤال الذي تردد على كل شفة ولسان :ماذا بعد انتهاء الظاهرة الأسيرية؟ وهل ستشهد البلاد ولادة ظواهر مماثلة،أم أن هذه التجربة شكلت درسا للجميع بضرورة معالجة مسبباتها بخروج الحزب من سوريا ووضع سلاحه على مشرحة الحوار الجدي قبل فوات الأوان؟ وهل ستسرع هذه الأحداث ولادة الحكومة العتيدة وكيف يمكن تثمير حالة الطوارئ السياسية التي شهدتها البلاد، فضلا عن الإجماع على دور الجيش اللبناني، بخطوات سياسية عملية وتحديدا حكومية . وذكرت أن عدد شهداء الجيش ارتفع إلى 21 شهيدا بعدما انتشل الصليب الأحمر اللبناني خمسة شهداء جددا من أرض المعركة، كما سقط ما يزيد على 60 قتيلا من أنصار الأسير، معظمهم من داخل مجمع الأسير، حيث عثر على ما يزيد على 24 قتيلا توزعوا في باحاته ومحيطه. ولفتت الأخبار اللبنانية إلى أهمية الحسم العسكري، وقالت أن الجيش يفك أسر صيدا ونهاية ظاهرة الأسير :"القائد" يفر من أرض المعركة بقوة سلاح الجيش الذي انتفض لكرامته على السياسيين الذين لم يمنحوه غطاء كاملا لتوقيف قتلة جنوده وضباطه...لكن الانتصار - كما تقول الصحيفة - لم يكتمل باعتقاله، بعدما فر من أرض المعركة، تماما كما جرى عام 2007 مع قائد فتح "الإسلام" شاكر العبسي.