فنان عمل في المجال الفني منذ حوالي سبعة وثلاثين عاما، أثرى خلالهم الساحة الفنية بالعديد من الأعمال التليفزيونية والأفلام والمسرحيات، ومن أبرز أعماله مسلسل "ليالي الحلمية"، "أميرة في عابدين" و"يتربى في عزو"، ومن الأفلام "ملاكي إسكندرية"، "خيانة مشروعة"، "حين ميسرة"، و"الرهينة"، ومن المسرحيات "عطشان يا صبايا"، و"الحب بعد المداولة". فاز مؤخرا بمقعد الوكيل الأول لنقابة المهن التمثيلية. هو الفنان القدير سامح الصريطي، الذي تحدث في حواره مع "شبكة الإعلام العربية محيط" عن أزمة وزارة الثقافة، ونزوله للمظاهرات يوم 30 يونيو. كما حكى عن دوره الجديد في مسلسل "خيبر" الذي يدخل به السباق الرمضاني القادم، وعن خطته لتطوير النقابة. بالإضافة إلى توجيه رسالة للرئيس د. محمد مرسي. قال الصريطي أن دوره في مسلسل "خيبر" يتمثل في شخصية "محمد ابن مسلمة"، وهو قائد مسلم وكان حارسا للرسول عليه الصلاة والسلام. استخدمه الكاتب يسري الجندي في تبليغ تعليمات الرسول. وهذا هو العمل الوحيد الذي يشارك به في رمضان القادم. واعتبر الصريطي أن تركيبة المسلسل وترتيب الأحداث والمرحلة التاريخية التي يتحدث عنها، بل وكل لقطة فيه مهمة ويحمل همها؛ لصعوبة ما مر به في آداء الدور حيث أنه يجسد شخصية تعد من صحابة الرسول. أما عن صعوبة التمثيل في المسلسلات التاريخية فقال الصريطي أنهم يصورون خارج الاستوديوهات في الصيف في درجة حرارة تصل إلى أربعين درجة مئوية، وهم يرتدون ملابس شتوية ثقيلة، وهذا يعد معاناه كبيرة جدا لهم. وعن الأعمال الأخرى التي قام بها الصريطي في هذه الفترة أشار إلى أنه قام بتصوير مسلسل "حفيظ" في العراق، وهو بطولة مجموعة من الفنانين العرب والعراقيين، وتدور أحداثه في منطقة محافظة "ميسان" منطقة المعمار العراقية. وبسؤاله عن أكثر الأدوار التي أثرت فيه على مدار تاريخه الفني، أكد الصريطي أنه بمجرد انتهاءه من تمثيل الدور يصبح ملكا للجمهور، أما عن المعاناة فتكون كلها قبل الدور، وأثناء الدور تستمر المعاناه مصحوبة بمتعة، لكن بعد الإنتهاء من تصوير العمل أصبح ملك المشاهد. وعن ذكريات الأعمال فلابد أن يذكره أحد الأشخاص بمناسبتها. أما عن مسلسل "ليالي الحلمية" وما يمثله للفنان فقال: هذا العمل ضخم جدا، ويعد وثيقة فنية، كلما يعاد عرضه يشاهده الناس ويستمتعون به؛ فالشخصيات التي شاهدوها شعروا بأنها شخصيات حقيقية. وهذا المسلسل لا ينسى، وهو يعد من الأدوار النادرة التي مثلت فيها دور الشر الخالص من "ساسه لراسه"، وهو شخصية المهندس حلمي خليف، الذي كان يرتكب الشر دون أي دوافع؛ حيث كانت تركيبته شريرة، ومصدر للشر والسوس الذي ينخر من عظام المجتمع. واسعدني جدا أن الناس اتخذوا موقف من هذه الشخصية". أما عن بدايات الفنان سامح الصريطي بالمسرح الغنائي وممارسته الغناء، فقال أنه كان يغني فقط في المسرح عندما يكون هناك دور غنائي. كما أنه قام بتجربة عام 1986 حيث كون فرقة قدمت مسرحية "عالم كورة"، واستمرت في تقديم أعمالها الخاصة في الأقاليم وتناولها كلمات غريبة عن الجمهور في هذا الوقت، ولكنها كانت تجربة سريعة ولم يكن الهدف منها أن يكون مطربا. وبسؤاله عن المشاكل التي يواجهها المسرح حاليا، وهل كان هذا مقصودا أم لا؟ فأجاب بأن المشاكل التي واجهها المسرح هي التي واجهت مصر في كافة المجالات، وأن المسرح بالطبع يعد جزءا من عدم إيمان الدولة بأهمية دور الفن كقوى ناعمة، فعندما حدث بعض الاهمال وبرز دور القطاع الخاص كاجتهاد فردي مع السياحة، وبعد انحصار السياحة تقلص دوره من جديد، لكن المسرح كفن وفكر وممبر للحرية وعمل أدبي بلا شك تأخر لعدم دعم الدولة له والاهتمام به وبدور العرض نفسها. أما عن اعتصام وزارة الثقافة الذي يتواجد فيه الصريطي يوميا فقال: "علينا أن نقول رأينا؛ حيث كان لنا طلبات، وتم تجاهلها تماما، كما تم تجاهل الحوار معنا، وبالتالي سنستمر في الاعتصام. وقررنا أن يكون اعتصامنا مفتوحا حتى 30 يونيو للخروج مع الشعب المصري للتعبير عن رأينا في اسقاط النظام، وعدم تحقيقه الاهداف التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير. وسنستمر في الاعتصام حتى بعد 30 يونيو إلى أن تتحقق مطالبنا، ومطالب الشعب المصري، فنحن جزءا من الشعب نعبر عن فكره، وبالتالي سنظل نناضل معه إلى أن نحصل على حياة كريمة راقية تليق بشعب مصر، وبالمواطن المصري وبدولة مصر". وعن توقعاته لما سيحدث في يوم 30 يونيو بعد نزول انصار الرئيس د. محمد مرسي في مظاهرات الجمعة الماضية قال الصريطي: "بصرف النظر عن أي توقعات، وأن شعب مصر سينزل هذا اليوم بالكامل، لكنني اناشد وأنادي بأن يكون التعبير عن الرأي بشكل سلمي، وأن نحفظ كل نقطة دم لكل مواطن مصري أيا كان فكره، فنقطة دم المصري والإنسان الذي ربنا كرمه غالية علينا، وغالية على المسلم الحقيقي، وغالية على كل مواطن مصري سواء كان مسلما أو مسيحيا؛ ولذلك سنظل ننادي بأن تكون مظاهرات 30 يونيو وإبداء الرأي فيها سلميا؛ حتى نستعيد احترام العالم لنا، الذي فقدناه بنسبة كبيرة عندما تم ممارسة العنف في مواجهة الرأي والرأي الآخر". أما عن مظاهرات تركيا فأكد الصريطي بأن مصر لم تكون رد فعل، بل هي صانعة الفعل بغض النظر عما يحدث في الدول الأخرى، وهي من تطالب وتسعى لأن تحيا حياة كريمة، وأن تسترد مكانتها المفقودة في العالم. وبعد انتخابه وكيلا أول لنقابة المهن التمثيلية، والفنان سامي مغاوري وكيل ثاني، ومحمد أبو داوود سكرتيرا عاما للنقابة، وخليل عثمان أمين الصندوق، قال الصريطي أنهم سيتكاتفوا جميعا لخدمة عضو النقابة، وأنهم يحاولون الانتهاء من مشروع الإسكان ودار المسنين، وابتداءا من هذا الشهر سيقوم بحملة لفحص طبي عام لكل أعضاء النقابة، بالتعاون مع جمعية "قلوب مصر" والتي هو عضوا بمجلس إدارتها، بمشاركة شركة "ميرك" للأدوية. وفي الوقت نفسه سيحاول الانتهاء من أضخم موقع للفنانين المصريين يليق بمكانتهم في العالم، بالإضافة للعمل اليومي من حل مشاكل الأعضاء ورعايتهم الصحية مع التطوير في التأمين الصحي والعلاج الذي تنظمه النقابة، وباقي الأنشطة اليومية التي يؤدوها، ولو تم الانتهاء مما سبق سيقوموا بعمل "داتا بيز" كاملة للأعضاء، ووضع اليد على مشروع حق الآداء العلني وبداية أولى الخطواط المؤثرة فيه. وفي نهاية الحوار وجه الفنان سامح الصريطي كلمة للرئيس د. محمد مرسي قائلا: "سيادة الرئيس، نقابة المهن التمثيلية أول من اصدرت بيانا لتهنئة سيادتكم برئاسة الجمهورية كأول رئيس منتخب، ودعونا الشعب المصري للوقوف صفا واحدا خلفك، وجاهدنا جميعا لبذل الجهد والعطاء من أجل رفعة مصر، لكن فوجئنا بقراراتكم المتتالية التي تقسم الشعب نصفين، بدءا بضرب عرض الحائط بحكم المحكمة الدستورية وعودة مجلس الشعب، ثم الرجوع في القرار، ثم الإعلان الدستوري الذي قسم الشعب، والدستور الذي لم يعبر عن جموع الشعب المصري، ومن بعده الحشد المقابل لأي رأي؛ ولذلك نعتذر بشدة لفقداننا الثقة بكم وبقراراتكم التي لم تحقق ولو خطوة واحدة من أهداف ثورة 25 يناير، ونعتذر لخروجنا 30 يونيو لنقول لسيادتكم شكرا.. ونريد إعادة بناء الدولة فعلا على أسس سليمة يريدها الشعب من جديد".