اصابتني حالة من البلادة العقلية والعجز الفكري مؤخرا فلم اعد قادرا علي استيعاب ما يحدث حولي وبدأت اشعر بغربة شديدة داخل وطني وانتابتني حالة من الرفض للجميع واصبحت اظن حقا انني من كوكب اخر او علي اقل تقدير من دولة اخرى .. فلا هذا وطني ولا هؤلاء اهلي .. فمعظم من كنت اظنهم شرفاء وجدتهم ينهشون بوحشية ونهم في لحم الوطن دون ذرة من خجل او وازع من ضمير وظهرت حالة من السفالة والوضاعة لم اكن اتخيلها في بشر واستباح الجميع عرض الوطن وشرفه لا لشيء سوى الفوز بمنصب او الحصول على بعض المال الحرام او على سبيل المكايدة السياسية وهكذا هنت يا وطنى على ابنائك لتهن على الاخرين. توالت تلك الافكار على خاطرى وانا ارى سياسيين واعلاميين ونشطاء يسارعون الى الاعتذار لدولة الامارات الشقيقة التى احبها واعترف بايادى الراحل الكريم الشيخ زايد رحمه الله ليس على مصر وحدها لكن على كل العرب بعد التصريحات الغريبة التي اطلقها الدكتور عصام العريان ضد دولة الامارات وهى التصريحات التى ارفضها جملة وتفصيلا رغم رفضى لموقف الامارات المعادى للثورة المصرية حيث وجدت الامارات تفتح ابوابها للصوص والفاسدين من رموز ورجال النظام البائد ثم تتخذ بعض المواقف المعادية لمصر منها اطلاق العنان لهذا ال- "خلفان" ليسب رئيس مصر لدرجة انه قال موجها حديثه له "ستأتى الينا زاحفا" وهو كلام نرفضه مهما اختلفنا مع الرئيس و? اعلم كيف تركه حكام الامارات ليقول ذلك الا اذا كانوا موافقين على ذلك - وهو تصور اقرب الى المنطق -خاصة وان خلفان ليس رجلا عاديا بل رجل مسئول حيث يعمل رئيسا لشرطة دبى .. وايضا ما قامت به السلطات الاماراتية بالقبض علي عدد من المصريين بمزاعم غير منطقية خاصة وان معظمهم يعيش في الامارات منذ سنوات عديدة فلماذا لم يحدث معهم ذلك منذ فترة .. كما لا استطيع ان استوعب ان تقوم دولة الامارات بالمشاركة في بناء سد إثيوبيا وهو كلام نشرته العديد من المصادر ولم تنفه حكومة الامارات حتي الان. ما فعلته وتفعله الامارات قد يكون له ما يبرره من حسابات ومصالح خاصة بها اما ما لم اجد له مبررا هو موقف بعض المصريين من هذا الامر فمثلا قام به بعض السياسيين بالتقدم ببلاغ للنائب العام ضد العريان يتهمه بالعمل على الاساءة للعلاقات المصرية الاماراتية وقام اعلاميون بمهاجمة العريان وبادر نشطاء سياسيون بتنظيم وقفة امام سفارة الامارات للتضامن معها ضد العريان وحتي لا اظلم احدا سأقول ان هؤلاء جميعا يتمتعون بحسن النية والحرص علي العلاقات القوية مع الامارات.. لكن الامر بهذا الشكل يستوجب طرح بعض الاسئلة التى تحتاج الي رد يوضح موقفه لانه من الجائز ان حالة البلادة العقلية التي اصابتني جعلتني لا استطيع استيعاب تلك التصرفات - السابقة لعصرها - في التعامل مع هذه المسألة. واول هذه الاسئلة هو ان هناك موقفا مشابها تماما لما قام به العريان بل اكثر وضوحا في السب والقذف لبلد عربي وشعب باكمله وهو ما فعله باسم يوسف مع قطر في حلقة كاملة استخدم فيها كل طرق السب الكفيلة بقطع علاقات مصر مع عدة دول مرة واحدة فلم نسمع منكم كلمة استهجان واحدة بل اعجبكم جدا ما فعله باسم ووصل الامر ببعضكم الي مهاجمة صحفي قطري قرر ان يدافع عن وطنه فرد بعض السباب بسباب نرفضه وننكره وتناسيتم ان من بدأ بالساب هو باسمكم. وحتي لا يتهمني احد بانني اقبل ان يسب وطني كائنا من كان فاننى احمد لكم موقفكم من الهجوم علي الصحفي القطري الذي سب وطني حتي وان كان رد فعل، واشد علي ايديكم واطالبكم بذلك في كل وقت وحين واشجعكم علي التصدى بعنف وقسوة لكل من يحاول الاساءة لمصر وعلي رأس هؤلاء ضاحى خلفان - ان كنتم صادقين - الذي يسب مصر ممثلة في رئيسها ويهين شعبها ليل نهار وللاسف لم نسمع منكم كلمة واحدة للرد عليه بل وصلت سفالة البعض الى مداها فى اجراء حوارات صحفية مع هذا الخلفان وفتح المجال له اكثر واكثر ليسب وطنكم وكأن الامر يسعدكم. وقامت حكومة الامارات بالقبض علي عدد من المصريين بتهم عجيبة وغريبة فصنعتم ودنا من طين واخري من عجين وكأن الامر لا يعنيكم ووصلت السفالة بالبعض بالوقوف امام سفارة الامارات للمطالبة بالقبض علي اخوانكم في الوطن .. وهو امر يمكن ان نتقبله ان كانوا مخطئين لكنه يدفعني الي ان اعود بذاكرتي الي الوراء قليلا عند مشهد الفبض علي المحامي احمد الجيزاوي بالمملكة العربية السعودية في قضية جنائية فبادرتم الي مهاجمة السعودية وشعبها وحكامها مما احدث ازمة بين البلدين وطالبتم بالتدخل للافراج عن المحامى المتهم وهو امر محمود نشكره لكم .. لكن لماذا لم تتخذوا نفس الموقف مع من ألقت السلطات الاماراتية القبض عليهم في قضية سياسية دون ادلة واضحة ومعلنة حتي الان وانتم من دعاة الحرية.. والامثلة والاسئلة كثيرة جدا والاسئلة اكثر واكثر وجميعها - للاسف - لم اجد لها سوى اجابة واحدة وهي انكم تتاجرون بوطنكم وتستبيحون عرضه وشرفه وتتركونه نهبا لغيركم طالما ان ذلك سيحقق لكم أحلامكم في مكايدة نظام حاكم ترفضونه حتي لو على حساب مصر الاكبر من الجميع.