حذّر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي من أن تسليح المعارضة في سورية سيؤدي إلى تدمير هذا البلد. ونقلت قناة (العالم) الإيرانية عن صالحي قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عدنان منصور، إن تسليح من وصفهم ب"المأجورين" في سورية "يصعّد من الأزمة السورية ويؤدي إلى تدمير هذا البلد". وقال إنه بحث مع منصور العلاقات الثنائية والإقليمية، لا سيّما الموضوع السوري حيث اتفق الجانبان على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة من قبل البلدان المؤثرة. وأكد صالحي إن "إيران ستكون حاضرة في مؤتمر جنيف 2 إذا ما تم انعقاده"، مشيراً إلى أن طهران توافق على أي اجتماع بشأن سورية يحل الأزمة ويوقف نزيف الدم. وقال "الغربيون يتعاملون بازدواجية مع الملف السوري حيث لا ينبسون ببنت شفة حيال جرائم الجماعات الإرهابية، بل ويمدونهم بالسلاح الأمر الذي يرفضه الضمير الدولي". وشدّد على أن إيران ترفض فرض إرادة خارجية على الشعب السوري، معتبراً أن "الشعب السوري هو من يقرر مستقبله ومصيره". ورأى أن سورية تتعرّض ل"عدوان دولي من قبل بعض البلدان الغربية ومجموعة من الدول العربية". وجدّد التأكيد على "دعم إيران للشعب السوري اقتصادياً لا سيما بعد تدمير هذا البلد"، وقال "سنواصل هذا الدعم على الصعيد السياسي أيضاً". من جانبه، قال الوزير اللبناني إن "ما يربطنا بإيران هو أكثر من علاقة عادية"، وإن "إيران وقفت دائماً بجانب الحق منذ قيام ثورتها وكان للبنان نصيب من هذه الالتفافة الطيبة". وقال منصور "سنتابع بكل جدية تطبيق الاتفاقيات ووضعها موضع التنفيذ ونطمح إلى أن ترتقي الاتفاقيات بيننا إلى مستوى العلاقات السياسية". واعتبر أن إرسال السلاح للمعارضة السورية لا يخدم عملية السلام والحوار، وأضاف "العالم كله يتطلع إلى جنيف 2 لأنه قد يكون الملاذ الأخير للحل السياسي في سورية"، معرباً عن أمله بأن "يتحقق السلام في سورية بأقرب فرصة بسبب تداعيات الأزمة على دول الجوار". وتابع قائلاً "نحن مع إيران والى جانبها مع كل عمل يوقف نزيف الدم في سورية، وطلبنا من المجتمع الدولي أن يقدم لنا ما يستطيع لتجاوز أزمة اللاجئين السوريين في لبنان". وشدد وزير الخارجية اللبناني على ضرورة الحوار بين الأفرقاء السوريين إذا أرادوا الحل، وقال إن "النظام في سورية ممثل اليوم بالرئيس (بشار) الأسد، ويجب الحوار معه"، معتبراً أن "المشكلة لا يمكن أن تحل إلاّ من قبل الجانبين". ورأى أن رفض الحوار لا يؤدي إلى نتيجة بل سيطيل الصراع في سورية، مؤكداً أن إرسال السلاح إلى سورية سيطيل من أمد الأزمة.