يشهد شهر رمضان المقبل عرض أكثر من مسلسل يدور حول المرضى النفسيين، لا سيما مرضى الاكتئاب، وربما تكون هي المرة الأولى التي يشهد فيها الشهر الكريم هذا العدد من المسلسلات التي تركز على المرض النفسي بعد تزايد أعدادهم خلال الفترة الماضية نتيجة زيادة ضغوط الحياة والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد. ورغم أن السينما والدراما في مصر كثيرا ما ألقت الضوء على هذا الجانب في الحياة، لكنها غالبا ما كانت تقترب منه بشكل كوميدي، دون أن تتناوله كمشكلة أو ظاهرة يعاني منها المجتمع،كما هو الحال في الفيلم الشهير "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين" وغيره من الأعمال. ولعل صورة الطبيب النفسي في الدراما أو السينما خير شاهد على هذه النظرة السلبية لهذا الجانب، حيث كان دائما الرجل الذي يعاني هو من مرض نفسي، وغالبا ما كانت المشاهد التي يحظى بها عبارة عن مواقف كوميدية مع البطل. غير أن دراما رمضان المقبل أنهت تلك النظرة للطبيب النفسي والمريض أيضا من خلال مسلسلات تدور في مجملها حول المرض النفسي، وإن لم تتخل عن الجانب الكوميدي في المعالجة في محاولة للتخفيف عن المشاهد ورسم الإبتسامة على وجهه حتى وإن كانت تعالج ظاهرة في المجتمع. ومن أبرز المسلسلات التي اختارت السير في هذا الطريق "نظرية الجوافة" للفنانة إلهام شاهين، والتي قاربت على الإنتهاء من تصويره تمهيدا لعرضه في شهر رمضان. وبدأت القنوات الفضائيات في عرض برومو المسلسل حيث ظهرت فيه الهام شاهين تجسد دور طبيبة نفسية، ويشاركها البطولة فتحي عبدالوهاب،انتصار، سماح أنور، نيللي كريم، هاني رمزي، ولبنى عبدالعزيز، تأليف وإخراج مدحت السباعي. إلهام شاهين تقول إن المسلسل ورغم أنه يدور في إطار كوميدي، لكنه يرصد بجدية الحالة العامة التي يعيشها المجتمع من أزمات ومشاكل نفسية نابعة من الاكتئاب والضغوط الحياتية التي يعيشها المواطن منذ أكثر من عامين. وتدور الأحداث حول قصة طبيبة نفسية تصادف نماذج وشخصيات من مختلف طبقات المجتمع ولكنهم جميعا مرضى نفسيين، حيث يعتمد على استضافة أحد النجوم في كل حلقة يعاني من مرض نفسي معين. وتدافع إلهام عن الاسم الغريب قائلة إنه الاسم معبر عن أحداث المسلسل وطبيعته، حيث عادة ما تنصح الطبيبة المريض الذي يلجأ إليها باتباع "نظرية الجوافة" للعلاج، مفضلة عدم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول المقصود بتلك النظرية خشية أن تحرق أحداث العمل. كما تجسد في العمل نفسه الفنانة رجاء الجداوي دور طبيبة نفسية وعصبية ومن كثرة التعامل مع المرضى كادت أن تصاب بمرض نفسي خاصة أنها تعيش بمفردها بعد أن تركها أبناؤها وهاجروا للخارج.