تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الأحد عددا من القضايا المهمة. فقد أعرب الكاتب مكرم محمد أحمد، في عموده "نقطة نور" بصحيفة الأهرام عن اعتقاده أن البعض يبالغ في تقدير الآثار المحتملة لاحتجاجات "ميدان تقسيم" على مكانة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ومدى صلاحية التجربة التركية لان تكون مثالا لحكم اسلامى معتدل يرفض العنف والإرهاب. عناد أردوغان ونبه الكاتب إلى أن عناد أردوغان واعتداده الشديد بنفسه، ورفضه المطلق لاحتجاجات ميدان تقسيم التي انتشرت في أكثر من 78 مدينة تركية يمكن أن تزيد النار اشتعالا، بعد أن توسعت حركة الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الثاني. ولفت إلى أن جموعا واسعة من أجيال تركيا الجديدة تعتقد أن أردوغان صادر حرياتها وحقوقها في حرية التعبير، وفئات عريضة من الطبقة الوسطى تخشى من تدخل اردوغان المتزايد لتغيير أنماط حياتها، بعد ملاحظاته الأخيرة عن ضرورة أن تغير النساء التركيات أنماط ملابسهن، وتحديد الإنجاب بثلاثة أطفال وإصداره قانونا جديدا يحرم شراء الخمور ما بين العاشرة صباحا والسادسة مساء. وقال انه ورغم أن أردوغان يحظى بمساندة 50 في المائة من الأتراك ينتمي غالبيتهم إلى ريف الأناضول، والى الشرائح المحافظة الأكثر تمسكا بقيم الإسلام، لكن ذلك لا يعفى أردوغان من المسئولية تجاه نصف المجتمع الآخر الذي يستند إلى طبقة وسطى واسعة تتبنى مفاهيم الحداثة، وترى تركيا جزءا من المجتمع الأوروبي وتعتقد أن سياسات أردوغان الأوتوقراطية لم تعد تلائم بلدا يصر على حقه الديمقراطي. مخاطر معنوية وفي عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار"، نبه محمد بركات إلى أن ما يجب ان ننتبه إليه جيدا وننزعج بشأنه جدا في قضية سد النهضة الذي بدأت إثيوبيا في الإجراءات التنفيذية لإقامته علي مجرى النيل الأزرق ليس فقط قدر المخاطر والأضرار الكبيرة التي ستلحق بمصر وتصيبها جراء بناء السد سواء كانت هذه الأضرار تتصل بنقص متوقع في حصة مصر من المياه أو انخفاض في قدرة السد العالي علي توليد الكهرباء أو الأضرار الناجمة عن انهيار السد نتيجة عدم استقرار منطقة الإنشاء بفعل الزلازل، بل هناك بالإضافة إلي هذه المخاطر المادية الواضحة قدر كبير وهام من المخاطر المعنوية لابد من الالتفات إليها والاهتمام بها والتعامل معها بإيجابية ووضوح سعيا للوقاية منها وعلاجها قبل أن تستعصي علي العلاج بعد استفحالها وتضخمها . وأوضح الكاتب أن المقصود بالمخاطر المعنوية هنا هي الصورة الذهنية التي أصبحت سائدة ومنتشرة عن مصر في القارة الإفريقية ولدي دول وشعوب القارة وهي في مجملها للأسف صورة سلبية وتعطي انطباعا سيئا عن مصر وتضعها في موضع المتعالي علي الأفارقة وغير المهتم بتقوية ودعم المصالح والعلاقات الأخوية مع الدول والشعوب الإفريقية ووجه الكاتب حديثه لمن لا يعرفون افريقيا وأهلها قائلا ان هذه قضية مهمة بالنسبة إليهم وانها مسألة مؤثرة جدا في علاقاتهم مع الشعوب والدول حيث انهم يعطون للمشاعر الإنسانية الودودة والدافئة معني كبيرا وأهمية بالغة كما انهم يحترمون ويقدرون من يساعدهم ويتفهم مصالحهم ويتعاون معهم وهم بالتالي يقفون معه ويساندونه ولا يتخلون عنه وقت الشدة . ولفت إلى أنه من هنا تأتي أهمية الصورة الذهنية لمصر عند الأخوة الأفارقة الآن وخطورة كونها للأسف حاليا صورة سلبية أو على الأقل ليست صورة ايجابية بالقدر الكافي . مشددا على ضرورة القيام بعمل سريع وعاجل وجهد مكثف لتعديل هذه الصورة وأن يكون ذلك في إطار خطة مدروسة وعمل منظم ببرامج تنمية محددة ومشروعات مشتركة بيننا وبينهم تضع المصالح المشتركة موضع الاعتبار وتعيد لمصر المكانة الرائعة والصورة المشرفة التي كانت لها في عيون وعقول وقلوب كل الأفارقة منذ سنوات ليست بالبعيدة . وتساءل في نهاية المقال "هل نفعل ذلك أم نظل فيما نحن فيه من غفوة وعشوائية!" غضب الممرضات وفي مقاله "يوميات وآراء" بصحيفة "الجمهورية"، تناول الكاتب السيد البابلي رئيس التحرير الحديث عن غضب الممرضات في مصر واحتجاجهن على الإساءة التي تعرضن لها في أحد الأفلام السينمائية التي تعرض حاليا، وذلك من خلال تجسيد بطلة الفيلم لدور ممرضة تخل بالآداب العامة والقيم المجتمعية. ولفت الكاتب إلى أن هذه لم تكن هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الممرضات للإساءة والتشويه في أفلامنا السينمائية، ولكنها ربما كانت المرة الأولى التي تتحرك فيها نقابة التمريض بقوة وجماعية لمحاولة إيقاف عرض هذا الفيلم. ورأى أن من حق ممرضات مصر أن يثرن وأن يعترضن، فلقد تعرضن للظلم طويلا ولم ينصفهن أحد، فهن الهدف الأسهل للإساءة والتجريح على كل المستويات، سواء من المرضى أو أقاربهم وأحيانا من الأطباء أنفسهم. وأشار إلى أنه شاهد إحدى الممرضات وهى تتعرض لإهانة بالغة تصل إلى حد الاعتداء عليها من أقارب مريض كانوا داخل العناية المركزة في إحدى المستشفيات الجامعية وهم يحاولون إطعام المريض بأطعمة لا تتناسب وحالته الصحية بعد إجرائه لجراحة خطرة، ورفضهم الانصياع لتعليمات الممرضة بالاكتفاء بالسوائل. وأعرب عن أسفه بسبب انتشار البذاءات هذه الأيام، فما أكثر الذين ظهرت معادنهم الرديئة على الساحة، فلم يعد يخرج منهم إلا السباب والنواقص، وما أكثر الذين لا ينظرون في المرآة ليروا عيوبهم وعوراتهم قبل أن يحاولوا أن يروا عيوب غيرهم!. وانتهى إلى التأكيد أن الممرضة الشابة ضربت مثالا في الحكمة والعطاء بالترفع عن صغائر الآخرين والانجرار لتفاهاتهم وانحطاطهم، وهو مثال ودرس للجميع في التحمل والصبر.. وإن كان السؤال.. إلى متى؟ .