"نورا" ذات ال27 خريفا .. نهشها مشيها البطال .. ورمى بها فى براثن الفقر .. ليس الفقر بل الضنك .. فلا عمل تجد ولا ظهر تعتمد عليه.. فأقرباؤها هم أكثر ما تخشاهم بعدما هربت منهم منذ زمن بعيد.. ولا مسكنا تملك حيث هددها صاحب العقار الذي تسكن به بإلقائها فى الشارع .. طالبا منها البحث عن مسكن أخر .. فقد تراكمت الإيجارات لعدة أشهر.. فضلا عن سؤ سمعتها التي فاحت فى البيت .. بل في الحي كله . تهامس الناس في البداية عن علاقتها بالشباب الذين يشاهدونها تسير معهم في حي "السيدة عائشة" والذي لا يبعد عن حي "البساتين" سوى مسافة قصيرة يمضيها المرء راكبا أو سيرا بين "المقابر" الخالية.. وهنا تفشت الشائعات .. وانتشرت الأقاويل.
"نورا" كانت تعلم أن آخرة مشيها البطال "السجن" .. ولكن لا يهم عندها أن يسجن المرء غدا طالما هو الآن بخير ويحيا حياة هنيئة.. ومع ذلك فكرت للحظات فى التوبة.
فى هذه اللحظات .. تعرفت على "أيمن"32 سنة – عاطل - رسمت عليه دور الشرف فى البداية .. ورفضت السير معه فى الحرام بشكل كامل ..حتى أقنعته بشرفها وغدر طليقها السابق بها..كما قالت له.
وكان أيمن "ابن سوق".. أي انه يعرف حجم وسعر من معه.. فرفض الزواج الرسمي منها وطلب منها الزواج العرفي.. وهو ما حدث.
لم يستمر الوضع إلا أسبوع.. حتى عبر "أيمن" عن سخطه من "عيشة" الفقر.. وفاتحها فى أن يستغلا الانفلات الامنى فى مصر فى الخروج الى "وش" الكون.. السرقة.. وقتها يمكنه الزواج الرسمى منها.
لاقى اقتراحه صدى فى نفسها .. وروت له عن عملها السابق مع "أحمد" 32 سنة صاحب شركة مواد بترولية والذى تركته منذ 3 أشهر .. وكيف أنه كان ثريا يلعب بالفلوس مثلما يلعب بورق الجرائد.. وأن سرقة خزينة منزله قد تغنيها من العمل طوال حياتها.
لكن كيف تسرقه وهو يعرفها؟ .. تذكرت مواعيد عدم تواجده بالمنزل .. وحينما حان الوقت المناسب بحسب الخطة ارتدت النقاب واتفقت مع زوجها العرفى على تنفيذ المهمة واقتحما الشقة لكنهما فوجئا بأن رجل الاعمال الشاب قد استخدم عنده عاملة نيجيرية تدعى "ليزا" 41 سنة بدلا منها.
لايهم .. فالخادمة بمفردها .. قام "ايمن " بتطويقها وضربها بخشبة أفقدتها توازنها .. كمم فمها .. ثم قيداها واستوليا على مشغولات ذهبية بقيمة 70 ألف جنيه، و14 ساعة يد، و3 هواتف محمولة، وعدد من محتويات الشقة وفرا هاربين. عاد رجل الأعمال الشاب وروت له الخادمة النيجيرية ما حدث .. اتجه الى قسم الشرطة .. وهناك حرر محضرا وكتب لرئيس المباحث كل الشخصيات التى دخلت هذا المنزل من قبل .. ومنهم بالطبع "نورا".
تحريات المباحث جمعت المزيد من المعلومات عن المشتبه بهم .. وصارت كل الادلة تشير اليها .. والى زوجها العرفى .. حتى سقطا فى كمين بمنطقة السيدة عائشة .. لتحول الى النيابة. سقطت"نورا" ولسان حالها يقول " الحجر الداير لابد من لطمه".