اختلف التضامن مع سوريا من بلد لأخر، البعض فضل الجهاد والانضمام لصفوف الجيش الحر، والبعض الأخر دعم الشعب السوري بالغداء والأدوية وغيرها، أما في الكويت قاموا برفع سلاح «المقاطعة» في وجه إيران وسلاح المظاهرات في وجه حسن نصر الله، بسبب أحداث القصير الأخيرة التي نجح خلالها الجيش السوري بدعم من مقاتلي حزب الله في استعادة السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية من أيدي مقاتلي المعارضة السورية. إلى ذلك، أطلقت مجموعة من الجمعيات التعاونية الاستهلاكية في الكويت حملة لمقاطعة البضائع الإيرانية يوم الثلاثاء الماضي بسبب دعم طهران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تظاهر العشرات مساء الثلاثاء ضد حزب الله اللبناني وأحرقوا صور أمينه العام حسن نصرالله. ونشرت تسع جمعيات تعاونية على الأقل من أصل خمسين في الكويت بيانا في الإعلام المحلي الأربعاء أكدت فيه سحب البضائع الإيرانية من المتاجر ردا على موقف إيران في الملف السوري؛ وتسيطر الجمعيات التعاونية الاستهلاكية على غالبية مبيعات التجزئة في الكويت وبالتالي تأثيرها مهم على السوق. بينما تصاعدت وتيرة مقاطعة الجمعيات التعاونية بالكويت للسلع والمنتجات الإيرانية استنكارا لدعم إيران لبشار الأسد، اعتبر سفير إيران لدى الكويت روح الله قهرماني في أول تعليق له على الحملة أن «هذه المقاطعة ليست في مصلحة كل من الكويت وإيران، مضيفا أن هذا الأمر سيناقش مع وزير التجارة لاحقا. وعن حرق المحتجين الكويتيين صورة حسن نصرالله أمام السفارة اللبنانية مؤخرا قال: «إنني لم أرَ شيئا وأنا في الكويت أتكلم عن الشأن الإيراني فقط». الكويت غاضبة وقال الإعلامي الكويتي سعد العنيزي إن الغضب في أوساط الكويتيين السنة ازداد كثيرا بعد أحداث القصير الأخيرة التي نجح خلالها الجيش السوري بدعم من مقاتلي حزب الله في استعادة السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية من أيدي مقاتلي المعارضة السورية. وقال العنيزي في تصريحات لموقع «سكاي نيوز عربية» إنه يتوقع تجاوبا واسعا من جانب «الكويتيين الملتزمين دينيا ومن جانب سكان المناطق المعروفة بتأييدها التقليدي لتياري السلفية والإخوان المسلمين في الكويت مثل الجهراء والأحمدية». لكن العنيزي قال إن التأثير التجاري لهذه الدعوة للمقاطعة ربما لا يكون كبيرا بالنظر إلى أن «البضائع الإيرانية على أرفف الجمعيات الاستهلاكية الكويتية ليست كثيرة وتنحصر في بعض المنتجات الغذائية المحدودة». وقال رئيس إحدى الجمعيات في بيان إن الخطوة الثانية ستكون إنهاء عقود عمل الإيرانيين العاملين في الشركات وإلغاء أقاماتهم. وتوقع العنيزي أن تتلو هذه الحملة للمقاطعة حملات أخرى للمقاطعة إذا أثبتت نجاحا في إقبال المواطنين الكويتيين على الاستجابة لها، مستبعدا في الوقت ذاته "أن يتم تنظيم حملات مضادة نظرا لحساسية وضع من قد يجهرون بتأييدهم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد". وجدير بالذكر أنه تظاهر عشرات الناشطين الإسلاميين مساء الثلاثاء أمام السفارة اللبنانية في الكويت ضد تدخل حزب الله اللبناني في النزاع في سوريا، وأحرق الناشطون صور الأمين العام للحزب حسن نصرالله. وكان مجلس التعاون الخليجي أعلن الاثنين أنه سيتخذ تدابير ضد المنتسبين لحزب الله وتحويلاتهم المالية وإقامتهم في دول المجلس. ويقيم حوالي 50 ألف إيراني في الكويت غالبيتهم يشغلون وظائف متواضعة. أما الصادرات الإيرانية إلى الكويت فحجمها ليس بالكبير وتشمل خصوصا الأسماك والمواد الغذائية. حرب مقدسة ورحب الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور علي الربيعي بالموقف الكويتي من إيران وقال : «إن حرب المقاطعة الشعبية لبضائع إيران حرب مقدسة سوف تكسر الظهر وتصيب العدو في مقتل وستنهار إيران من الداخل وهي اقوي الحروب وأشدها فتكا». ودعا الربيعي الإعلاميين والصحفيين والمغردين لإظهار فعاليات المقاطعة الشعبية لمنتجات إيران وهذا نوع من النصرة وصورة من جهاد التحريض. وقال الربيعي في تغريدات عبر حسابه علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن أهل قطر يستعدون لحملة شعبية واسعة في مقاطعة البضائع الإيرانية نصرة للإسلام ودعما لأهل الشام ومقاطعة دائمة لتجار الشيعة وصبيان حزب اللات وأوضح الربيعي أن المقاطعة الشعبية لمنتجات إيران في الكويت تزداد زخما بانضمام الجمعيات التعاونية وتتفاعل إعلاميا وشعبيا.. لله دركم يا أهل الكويت إن قُلتم فعلتم وأشار الربيعي الي وجود دعوات في السعودية لإعداد لائحة بأسماء مصالح وبضائع ومطاعم الشيعة من عملاء إيران وصبيان حزب الشيطان العاملين داخل السعودية ليتم مقاطعتها شعبيا. ومن جانبه قال الكاتب فلاح الظريان إلى أن هذه المقاطعة تمثل ضغط اقتصادي على إيران، وهي مهمة لأنها من وسائل الاعتراض على ما تقوم به تجاه الشعب السوري الأعزل. وأكّد على أنه موقف صريح وواضح وفاعل ممارسات النظام الديكتاتوري في طهران، وتدخله السافر في سوريا، كما يرى "الظريان" أنه من الواجب ألا تتوقف هذه المقاطعة حتى تكف إيران عن تدخلاتها في المنطقة وتحترم الاتفاقيات الدولية. كما أضاف "الظريان" بأن دعم المقاطعة يتم بواسطة الوسائل الإعلامية التي لها دور وتوفير البديل عنها، ويجب أن تشمل كافة المنتجات الإيرانية. عيون المواطنين في ظل الحملة القائمة التي انطلقت بصورة عفوية من بعض المواطنين واستجابت لها إدارات الجمعيات التعاونية في مقاطعة المنتجات الإيرانية، وذلك للتعبير عن رفض دعم نظام طهران لبشار الأسد في سوريا، وتدخلات ميليشيات حزب الله استطلعت بعض الآراء التي تباينت في أثر هذه المقاطعة، ولكنها اجتمعت على أن تأثيرها المعنوي سيكون كبيرًا. وقال علي البرغش:« إن هذا نوع من أنواع النصرة لأخوتنا في الشام، وهو أقل ما يمكن عمله تجاههم، حيث أن الداعم الأول للنظام السوري وحزب الله هي الحكومة الإيرانية». وأكّد البرغش على أن المقاطعة لها أثر كبير على الجانب الإيراني بدليل تصريحات سفير إيران في الكويت الأخيرة، ولا يمكن إخفاء دورها في تغيير سياسات الدول. وقال المواطن الكويتي خالد البديع:« المقاطعة تمثّل ضغط من الحكومات والشعوب اتجاه الموقف الإيراني من القضية السورية، فإيران بلد يصدّر بضائعه ويعاني من الحظر الدولي منذ سنوات.. وتظهر مدى موقف الشعب الكويتي اتجاه السياسة الخارجية لإيران، كتسجيل موقف للشعب». فيما أشار عبدالله الحميداني إلى أن المقاطعة ضربة اقتصادية لن تكون بالكافية ولكنها تمثّل مفهوم معنوي كبير، ودور المقاطعة يقتصر على المناطق المؤيدة لحقوق الشعوب، أما البقية فقد انحرفت مساراتها بأسلوب طائفي قبيح. وأكّد على أن المقاطعة تمثّل رسالة واضحة من الشعب إلى الحكومة الإيرانية، ورفض سياساتها في المنطقة التي باتت تنفق ما لديها في التأثير الداخلي في سياسات الدول الخليجية والعربية.