أكد المفكر والكاتب كمال زاخر أن مصر لم تعرف تهمة ازدراء الأديان حتى في عصر استبداد مبارك، حيث لم يكن الضغط على ورقة الدين بهذه الفجاجة، فالحديث عن ازدراء الأديان هي لعبة سياسية في محاولة لتصفية الخصوم السياسيين، الافتاً إلى أن حكم الإخوان لمصر هو جملة اعتراضية في تاريخ مصر ، حتى وإن طالت ستنتهي حتماً. وقال في تصريحات خاصة ل"محيط" أن هذه التهم ظهرت على السطح لأن من يحكمون مصر يشعرون أنها أكبر منهم بكثير، لذلك هم يحاولون السيطرة على مصر بهذه التهم. ولفت إلى أننا نعيش في مرحلة انتقالية لها ملامح خاصة، تشبه فترة النقاهة التي يمر بها المريض فإما أن يشفى كاملا أو ينتكس، وهذه هي خطورة هذه المرحلة. معرباً عن تفاؤله بالقادم مراهناً على شباب مصر وشعبها في الحفاظ على حريات التعبير. جاء ذلك على هامش مؤتمر "شبح إزدراء الاديان في ظل حكم الإخوان" الذي استضافه حزب التجمع ظهر اليوم السبت، وأكد زاخر في كلمته بالمؤتمر أننا نعيش ردة حضارية في ظل غياب الدولة، الذي يخشى أن يتحول من مجرد غياب إلى سقوط. ولفت زاخر إلى اننا أمام قضايا غياب صريح للقانون، وذكر كيف أن وكيل النيابة في إحدى قضايا ازدراء الأديان قال لمحامي المتهم بقضية الازدراء "مش خايف من ربنا لأنك تدافع عنه"، وعقّب زاخر قائلاً كيف يفصح وكيل النيابة عن عقيدته للمحامي ويدخلها في عنصر الترهيب، مؤكداً أن هذا يضر بمنظومة العدل. ولفت المفكر القبطي إلى أننا نتحدث ليس عن ازدراء أديان، بل عن ازدراء وطن، وروى كيف اأن محامي الشيخ "أبو إسلام" طلب من المحكمة أن تغير أمين سر الجلسة أي "كاتبها" لأنه مسيحي، وكان مبرره أن "أبو إسلام" سيقول أثناء الجلسة أشياء تخالف عقيدة كاتب الجلسة الذي بالضرورة سيغضبه هذا، الأغرب كما يرى زاخر أن تستجيب المحكمة لهذا الطلب!. مثال آخر يورده زاخر عن التعامل مع الأديان، يقول أن أحد كبار الأساتذة في جامعة الأزهر سألوه وقد كان رجلاً معتدلاً فأجاب، أنه ليس هناك إزدراء أديان لأنه ليس لدينا سوى دين واحد هو الإسلام، وحين وجد حديثه صادماً قال أن اليهودية مرحلة من مراحل الإسلام وهكذا المسيحية، ثم جاء الإسلام ليكتمل الدين. في استهانة واضحة كما يقول زاخر بأي ديانة تخالف الإسلام. ويرى زاخر أن مفهوم ازدراء الأديان غامض، فمن يدافع عن من، قائلاً: لم أجد في المسيحية أو الإسلام نص يدل على وجوب ان يدافع المؤمنين عن الله، بل وجدت أن الله هو من يدافع عن المؤمنين، فلماذا تريد السلطة الحاكمة أن تقلب الآية؟. ولفت المفكر القبطي إلى أن كلية اللاهوت في ألمانيا،بها قسم لنقد الكتاب المقدس، فهم يعتمدون المنهج العلمي للتعامل مع الإنجيل كما يقول، فهناك حرية تفكير، التي بيننا وبينها عداء شديد، حتى أن البسطاء من الريفين حين يرون أن فلاناً ليس على ما يرام، سرعان ما يصفونه بأنه "عنده فكر" فالفكر في مجتمعاتنا العربية مرض، على حد وصف زاخر، لذلك الفاشيون الجديد يحاولون أن يريحون الشعب من التفكير. وأكد زاخر أنه ضد فكرة ازدراء الأديان، فالدين لا يزدرى، لكنها آلية سياسية لمطاردة الخصوم والمختلفين عن الإخوان، وروى كيف أن الرئيس الراحل أنور السادات عام 1978 أراد أن يغازل التيارات الإسلامية، فأوعز إلى مجلس الشعب بمناقشة قانون حد الردة، وخرج حينها الأزهر معترضاً وأكد أنه ليس هناك حداً للردة على حد قول زاخر، في حين أن المجلس أصر على تمرير القانون لكن الشعب وهيئاته رفضوا القانون، ووبالتالي لم يناقشه المجلس وتم سحب مشروع القانون من أمام البرلمان. ويؤكد المفكر أننا الآن أمام إعادة للقانون لكن بشكل مختلف، لافتاً إلى أن الهجوم على مصر هو الهدف وليس مواجهة العلمانيين والأقباط وغيرهم، موضحاً اننا أمام هجمة حضارية وليست أمام مشكلة إزدراء أديان التي وصفها بأنها "مشكلة مصطنعة".