قال الباحث السياسي والمتخصص في الشئون التركية أحمد أبو حسين تعليقا على التظاهرات التي تشهدها تركيا حاليا، ومطالبات المعارضة بإقالة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أن السبب وراء هذه التظاهرات ليس الحديقة التي يتحدثون عنها، لكن السبب وراءها هو إحساس التيارات الليبرالية والعلمانية واليسارية التركية بالتهميش وبشكل خاصة الشباب منهم الذين لا يثقون في الأحزاب المعارضة ولا يجدون مكانا لهم سوى الاحتجاج في الشوارع. وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع برنامج ( آخر النهار) الذي تبثه فضائية ( النهار) أن الأمور بدأت في الهدوء نسبيا في أسطنبول، لتشتعل في أنقرة وبعض المدن التركية الأخرى التي خرج الناس فيها للتعبير عن الغضب متحفزين ضد الشرطة بعدما رأوا من استخدامها للعنف بشكل غير مبرر في اسطنبول ضد المعارضة، لافتا إلى أن موضوع الحديقة أتى نتيجة لتراكم حالة الاستقطاب الشديد التي تعيشها تركيا بين التيار الإسلامي المحافظ ، والتيار العلماني والليبرالي. وأشار أبو حسين إلى أنه بالرغم من معدلات التنمية العالية الموجودة في تركيا والتي لا يستطيع أن ينكرها أحد، إلا أنه من الممكن اعتبارها تنمية رأسمالية تعمل على توسيع الفجوة بين طبقات المجتمع التركي المختلفة، موضحا أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يتمتع بشعبية عالية في مناطق وأنحاء كثيرة من الدولة التركية، باستثناء أسطنبول وأنقرة وبعض المناطق التي ينتشر فيها الفكر الأتاتوركي العلماني الذي أكبر ما يخشاه هو أسلمة تركيا، مؤكدا أن الاستقطاب في تركيا يفوق بكثير ما تشهده مصر من استقطاب. وأكد أنه لا يمكن للرئيس عبد الله جول إقالة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، لكن الممكن هو أن يتقدم أردوغان باستقالته، لافتا إلى أنه يتوقع أن يفوز أردوغان في أية انتخابات حتى وإن تقدم باستقالته، ثم رشح نفسه بين آخرين، وأن التصريحات التي نقلت عنه بأنه يستطيع أن يحشد أكثر مما تستطيع المعارضة، هي تصريحات مقتطعة من حديثه الذي جاء ردا على تصريحات قالها زعيم المعارضة بأنه سوف للحشد خلال المرحلة القادمة، مؤكدا أن أردوغان اعترف باستخدام الشرطة للعنف المفرط ضد المتظاهرين، وتعهد بإجراء تحقيق حول ذلك.