تتعرض محافظة الغربية لأزمة شديدة في مياه الري شأنها شأن باقي محافظات مصر وقد ازدادت الأزمة بعد الظروف المتغيرة في أعالي النيل من قبل دول المصب خاصة أثيوبيا التي أعلنت عن إقامتها لسد النهضة والذي سيتسبب في نقص حصة مصر من المياه. خرجت "شبكة الإعلام العربية محيط" لتلتقي بفلاحي وأهالي محافظة الغربية وتتعرف منهم على آرائهم في الأزمة يقول "السيد محمد" أنهم يعيشون في جفاف مستمر وقلق مميت يقضونه في انتظار كارثة حقيقية تحل عليهم بسبب نقص المياه التي قد تعرض أراضيهم للبوار مبيننا أن نقص مياه الري بدأ يظهر واضحا خاصة في نهايات الترع والفروع بأطراف المحافظة مما دفع الكثير منهم إلى اللجوء للمياه الجوفية لري الأراضي والمحاصيل الصيفية كالذرة والقطن. ويضيف "محمد إبراهيم" أن المسئولين ما عليهم إلا أن تتعالى أصواتهم بوعود تلو الأخرى ولكن لا يشعرون بالفلاح الذي يجلس أمام أرضه ويده ترتجف في انتظار قطرة مياه أو قطرة للحياة وصمت المسئولين يعنى خراب بيوت عشرات الآلاف من المزارعين وانهيار مصدر رزقهم الوحيد لافتا إلى أنه بجانب انسداد جميع المجارى المائية والترع إلا أن نبات ورد النيل طغى وغطى المياه بالكامل في فروع نهر النيل بالغربية وسط تجاهل المسئولين ووزارتي الري والزراعة وهو من الحشائش التي تلتهم كميات كبيرة جدا من المياه.. وأكد "محمود عبد الموجود" على أن مشكلة عدم وصول المياه لأراضيهم الزراعية تسببت في تلف مساحات كبيرة من الذرة و الأرز داخل المشاتل التي تم حرمانها من المياه مشيرا إلى أنهم قاموا ببذر حبوب الذرة في الأرض منذ 3 أسابيع ولكنهم ينتظرون وصول مياه الري إضافة إلى زراعات الأرز . كما بين "صلاح فارس" أنهم كانوا يعتادون على انقطاع المياه في الماضي ولكن الجميع يعرف متى تعود المياه للترع حسب الجدول المعتمد من قبل وزارة الري ولكن الآن لا أحد يعلم شيء وهو ما يضطر الفلاحين للجوء لمياه المصارف وخصوصاً مصرف شبين ومصرف محلة روح وسمنود والجميع يعلم أن تلك المصارف بها كيماويات المصانع والشركات مما ينبأ بحدوث كارثة صحية لا يحمد عقباها وكل هذا في ظل غياب تام من المسئولين بالمحافظة الذين لا يمتلكون سوى الوعود الرنانة. واستكمل حديثه قائلا أن المسئولين إذا لم يكون لديهم حل لأزمة المياه فعلى الأقل يقوموا بتخليص المجارى المائية من انتشار نبات ورد النيل و هو العامل الرئيسي في إهدار الماء حيث إن كل نبات واحد يستهلك لتر ماء يوميا هذا بالإضافة إلى وجود هذا النبات بكميات كبيرة في مجري النهر والترع المتفرعة منه مما يعطل حركة سريان الماء ويفقده تدفقه ويهدر منه الكثير. وأشار "عبد الحكيم محمد" إلى أنه من ضمن المشكلات التي تعتبر عامل من ضمن العوامل المتسببة في وجود تلك الأزمة هو تراكم كميات هائلة من المخلفات والقمامة ومياه الصرف الصحي في المجارى المائية وهو ما يعرضها للانسداد والمسئولين متخاذلين تماما عن القيام بحملات لتطهيرها منذ فترة طويلة مما أدي إلى عدم وصول مياه الري بالكميات الكافية إلي تلك الأراضي وتسببت في تلف الآلاف من أجود أنواع الأراضي الزراعية. كما هدد فلاحى ومزارعي المحافظة بتصعيد الأزمة والخروج في مظاهرات حاشده وتنظيم وقفات احتجاجية أمام مبنى المحافظة احتجاجا على الأزمة التي تضيع مصدر رزقهم وتتلف أراضيهم التي هي أغلى ما يمتلكونه في الحياة ولن يقوموا بفض اعتصامهم إلا بعد أن يجد المسئولين حلا لأزمتهم. وفي سياق متصل أكد المستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية على أن الدولة يجب أن تتبنى وسائل حديثة في ري الأراضي الزراعية حيث أن طريقة الغمر المستخدمة في الري تهدر كميات هائلة من المياه وهو ما لا يتناسب مع الأزمة التي تعانيها مصر في هذة الآونة مطالبا المزارعين بضرورة العودة مرة أخرى إلى الدورة الزراعية الثلاثية، التي كان معمولا بها في الماضي حتى تستعيد الأرض عافيتها ونلتزم بزراعة المحاصيل الإستراتيجية والأساسية كالقطن والقمح والأرز والذرة، من أجل توفير رغيف الخبز. كما قال اللواء سعيد عبد المعطي السكرتير العام لمحافظة الغربية أن المحافظة كانت تزرع 140 ألف فدان من محصول الأرز وتم تخفيضها إلى 70 ألف فدان فقط وذلك بسبب أزمة المياه حيث أنه من المعروف أن محصور الأرز من أكثر المحاصيل التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه في زراعتها .