قال عماد عبد الغفور، المستشار السلفي للتواصل الاجتماعي لمحمد مرسي، إن الرئيس لا يستشير أي أعضاء بارزين من الإخوان عند اتخاذ أي قرار، وأن هناك مجموعة مقربة منه يمكن تسميتها بمجموعة إدارة الأزمات وهم مجموعات متخصصة في قضايا مختلفة، ضاربًا المثال بأنه من الناحية الاقتصادية يؤمن أن «مرسي» يثق في «خيرت الشاطر» و«حسن مالك»، نافيًا أن الرئيس يتخذ القرارات عن طريق أوامر تصدر له، وأنه رجل متعلم ومستقل ويقرأ معظم التقارير التي تصل إليه وعلى علم بكافة القضايا. وأوضح «عبد الغفور» في حواره مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن أداء الرئيس مرسي «أعلى من المتوسط»، معترفا بأنه أداء ليس جيدا بنسبة 100 % ، غير أنه عاد وقال بأن ذلك ليس مخيبا للآمال، داعيا الرئيس لفتح الطريق لجميع الأحزاب لتشارك المسئولية وعدم حصرها على الإخوان فقط، موضحا أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن العديد من المصريين لا يشعرون أنه رئيسًا لكافة المصريين. و أعرب «عبد الغفور» عن احترامه لمعاهدة «كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل، مؤمنًا أن هناك بعض القضايا بداخلها في حاجة إلى إعادة التفاوض مثل الوضع الأمني في سيناء، وأنه التقى مؤخرًا بالرئيس الأمريكي الأسبق «جيمي كارتر» الذي أكد له أن المعاهدة تمنح للفلسطينيين حق تقرير المصير وهو الأمر الذي يحتاج من وجهة نظر المستشار إلى إعادة تفعيله. أما بشان واقعة اختطاف الجنود المصريين التي وقعت الشهر الماضي أوضح عبد الغفور أن المشكلة تعود إلى عهد الرئيس السابق «حسني مبارك» حيث كان يتم معاملة شعب سيناء معاملة قاسية للغاية لدرجة كان يتم إحتجاز أسرة تاجر مخدرات بأكملها إذا لم يتم العثور عليه وكان يتم تلفيق القضايا لهم وهناك حوالي 700 شخص مدان من شعب سيناء، وكانوا يطلبون من خلاله أن يمنحهم الرئيس «مرسي» عفوًا عن هذه الجرائم ولكنه رفض ذلك وعرض عليهم إمكانية تقديم محاكمة عادلة ولكنهم رفضوا هذا الأمر. وأضاف المستشار أنه في الحادث الأخير طالبوا بالإفراج عن 18 سجين ولكن كان هناك ضغطًا من الجيش وعندما شعروا بأنهم محاطون من قبل الجيش قاموا بالإفراج عن الجنود، مؤكدًا أنه يذهب إلى سيناء منذ عام وهناك العديد من محاولات التوسط من أجل تقديم خدمات للشعب هناك مثل إعادة تطوير الأراضي لمساعدتهم على حياة معيشية أفضل، ومحاولة تحسين أحوالهم لكي لا يشعروا بأن الدولة لا تتذكرهم. أما بشأن تواصل الرئيس «مرسي» مع إيران أكد المستشار أن الذين قاموا بتوجيه النقد له بشأن هذا الأمر كان حزب «النور» وليس السلفيين، وأن نقدهم كان بسبب إحضاره للشيعة إلى مصر وهناك مخاوف من أن تتحول البلاد إلى التشييع، معربًا عن خوفه من أن تتحول مصر إلى دولة شيعية، ولكن يجب أن يكون هناك علاقات سياسية واقتصادية مع طهران ولكن الخوف من وجود جماعات داخل مصر ولاءها يكون لإيران. وعن إطلاق الشيخ عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، أوضح «عبدالغفور» أنه الآن بين أيادي السلطات الأمريكية وهي الوحيدة المعنية بإطلاق سراحه أو الإبقاء على احتجازه، مؤمنًا أنها إذا أطلقت سراحه سيكون أمرًا عظيمًا يزيد من شعبية أمريكا في المنطقة ويوفر مليارات من الدولارات لأنه سيزيد من شعبيتها في الشوارع الإسلامية التي تنفق واشنطن المليارات لتحسينها. كما أشار المستشار إلى وجود الكثير من الآراء السلبية تجاه بعض الإجراءات التي تتخذها الحكومة الأمريكية والتي تكون ضد رغبة الشعوب في المنطقة وبعض الأوقات ضد رغبة الشعب الأمريكي ذاته، ضاربًا المثال بأفغانستان وما تفعله هناك وأهمية أن تمنح واشنطن الشعب الأفغاني حق تقرير مستقبله وأن استخدام الطائرات للقتل يعد جريمة، معربًا عن إيمانه بأهمية الحوار وإيجاد الحلول السياسية عاجلاً أو أجلاً. وعن حزب «الوطن» التابع له أكد «عبد الغفور» على أنه غير متحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، وأنه لديه علاقات جيدة مع الإخوان وحزب «الوفد» وأن خلافه معهم سياسي فقط ولم يصل إلى درجة تبادل السب، مضيفًا أنه لا يوجد أي تحالف أيضًا بين حزبه و بين «الجماعة الإسلامية» في الوقت الحالي وأن التحالف كان في الانتخابات وهو ليس سياسياً يدوم بعدها. كما أوضح أن هناك اختلافات جوهرية في الأيديولوجية بينهم وبين الجماعة الإسلامية، فالأخيرة دعت مؤخرًا لإنشاء لجنة لتأمين الشوارع والأولى رفضت ذلك بشكل قاطع مؤمنة بأن هذا عمل الشرطة والجيش وأن هذه اللجنة الشعبية من شأنها أن تكون بذرة للمليشيات وهو الأمر الذي يشكل خطرًا. وأعرب «عبد الغفور» عن إيمانه الكامل بأن جميع القوانين يجب أن تحصل على توافق شعبي كامل خاصة تلك القوانين المتعلقة بالشريعة الإسلامية، مشددًا على أنه يريد بالطبع رؤية تطبيق الشريعة وهذا هو مطلب الشعب المصري وهناك إجماع على ذلك ما بين المرشحين السابقين للرئاسة في العام الماضي. أما بشأن المرأة أشار المستشار إلى أن الدستور الحالي يكفل لها كافة الحقوق في التعليم والعمل والملكية، مشددًا على أنه يرفض إرغام أي شخص على أي شيء لا يوافق عليه، ضاربًا المثال ببناته الذي لا يمكنه إجبارهن على شيء. أما عن الأوضاع في سوريا، أكد «عبد الغفور» أن الأمر معقدًا للغاية ويختلف عن الوضع في مصر في مرحلة ما بعد الربيع العربي، وأن المشكلة في سوريا تكمن في عدم وجود وسيط قوي بين النظام والمعارضة يعمل على إيقاف العنف وإقناع الطرفين أن المصلحة تكمن في وقف العنف «نحن في حاجة إلى وسيط قوي في الشرق الأوسط».