ذكرت صحيفة "زمان" التركية أن النظام السوري يحاول جاهدًا إحكام السيطرة على العاصمة السورية دمشق وبعض المناطق في الجنوب، وذلك بعد ما فقد السيطرة شبه الكاملة على المناطق الشمالية والشرقية. ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم الدعم العسكري غير المحدود من روسيا وإيران للأسد، ولكن يبدو أن هذا الأخير لن يتمكن من إطالة أمد وعمر النظام أكثر مما مضى، لذا فإنه يسعى بشتى الطرق إلى تشكيل وإقامة الدولة النصيرية في المناطق التي يتكاثر بها النصيريون في المناطق الغربية المحيطة بالساحل السوري، منوهة إلى أن خطة الأسد هذه هي الخطة "ب" التي تعني إقامة الدولة النصيرية المذهبية بعد فقدان السيطرة على باقي الأراضي السورية. ونوّهت الصحيفة المذكورة إلى أن تزايد الاحتمالات حول شروع الأسد بتنفيذ الخطة "ب" وهي إقامة الدولة النصيرية باتت أكثر وضوحًا مما مضى، مشيرة إلى أن الدلائل عليها في هذه الأوقات كبيرة وكثيرة، منها المجازر التي ارتكبتها قوات النظام والميليشيات المسلحة التابعة له "الشبيحة" ضد السكان السنة في مدينة بانياس الساحلية والقرى التابعة لها، الأمر الذي يعني التهجير الكامل والقسري للسكان السنة وتوطين النصيريين مكانهم وتوسيع دائرتهم، هذا بالإضافة إلى ما أشيع عن نقل البنك المركزي ووزارة الخارجية إلى مدينة طرطوس التي يتواجد بها النصيريون بكثرة. من جانب آخر، ذكرت الصحيفة نفسها أن إقامة دولة درزية في الجنوب السوري، إلى جانب دولة علوية ممتدة على الساحل سيضر بالسكان السنة أيّما ضرر، حيث إن هذا الأمر سيغلق على بلاد الشام الطريق أمام البحر المتوسط تمامًا، مؤكدة على أن هذا الشيء في حال تحقّقه فإنه سيعود بالفائدة المحتومة على حزب الله الشيعي اللبناني وإيران وإسرائيل أيضًا، فإيران ستضمن لها منفذًا آمنًا على البحر المتوسط والمنطقة، وستستطيع التحرك عبره كيفما تشاء، وروسيا أيضًا ستؤمّن وجودها العسكري في البحر المتوسط، وسيكون بمقدرتها الحفاظ على مصالحها في تلك المنطقة، أما إسرائيل فإنها ستضمن بإقامة الدولة الدرزية في الجنوب لحماية نفسها من الخطر المحتمل الذي قد يقدم من الشمال. أما عن موقف الدول الغربية والولايات المتحدةالأمريكية حيال هذا الأمر؛ فقد ألمحت الصحيفة إلى أن المهم للدول الغربية وأمريكا ليس هو اتخاذ قرار بتسليح الثوار من عدمه، أو تقسيم سوريا إلى عدة دويلات، إنما الأهم هو ما يعود بالفائدة على إسرائيل، لذا فإنه ليس من المحتمل أن تقوم أمريكا بالاعتراض على الخطة "ب" التي ينفذها الأسد، بينما يبقى الأمر خطيرًا على تركيا والدول العربية إذ يتطلب الموقف منهم اتخاذ ووضع هذه الظاهرة في حساباتهم وسياساتهم الإقليمية.