الحسنة تخص والسيئة تعم .. ينطبق هذا المثال على موظف الجوازات الذي ضرب مجموعة من المراجعين بحزامه الرسمي مما جعل سيئته تعم على أقرانه بالعمل وتشويه صورتهم بعدما نشر فيديو الواقعة الذي لا يتعدى مدته 45 ثانية والموظف يتلفظ عليهم بألفاظ نابية . وأثار الفيديو موجة من السخط بين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، بمئات التعليقات حول الحادثة، التي وقعت في مقر شعبة الوافدين في جوازات جدة، وذلك في إطار حملة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة. وفي أول رد فعل رسمي على الفيديو أكد المتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات السعودية أنه قد صدرت توجيهات من الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، بإيقاف رجل الجوازات عن العمل ومباشرة التحقيق معه بعد أن ظهر في مقطع فيديو التقطه أحد المواطنين له وهو يعتدي بالضرب على مراجعين من الوافدين في جوازات جدة ، ووصف بيان الداخلية التصرف بأنه "فردي مؤسف ومخالف لمبادئ وقواعد وضوابط العمل الأمني". وشدد المتحدث الرسمي للجوازات على أنه لا يمكن القبول بهذا التصرف مهما كانت الأسباب، مبيناً أن الجهات المختصة قد باشرت تنفيذ توجيهات وزير الداخلية، تمهيدًا لتطبيق النظام بحق موظف الجوازات. ردود متباينة وآثار فيديو موظف الجوازات العديد من ردود الأفعال المتباينة ، حيث قال أبو خالد البركاني معلقاً على الخبر: "صحيح أني سعودي لكن لا نرضى بمثل هذه التصرفات وأنا أول المطالبين بمحاكمته". أما أحمد السوداني رأى أن هذه الحادثة فردية ولا تمثل كافة السعوديين، وقال أنه ذهب للجوازات السعودية وخلص إجراءاته بكل سهولة ويسر ومنتهى الرقي، وأضاف أن هناك ضابط برتبة عقيد قدم له كل المساعدة المطلوبة ولا لا تربطنه به أي صله عمل أو معرفة. من جانبها تساءلت مواطنة عراقية أين احترام البشر لدى العرب؟ وقالت : " ليس الغريب على الدول العربية والإسلامية كلها في الهوى سوى, موظف عادي في الدائرة تكبر أكثر من حجمه ويشوف نفسه اكبر من الرئيس الجمهورية". وتعجب أحمد القصيمي من الهجوم الشديد على السعودية وقال :"لاحظت أي خبر سلبي لو 34 ثانية تتحدث عن المملكة أشوف ملايين من التعليقات تسب وتشتم خاصة من الأجانب ومقطع واحد من يهودي يقتل مسلم أو شيعي يقتل ويسرح ويمرح ويتدخل في سوريا ألاقي التعليقات أقل من خمسين تعليق اللي يريد يتأكد من سبب ضرب العسكري يروح لجوازات جدة ويشوف الفوضى اللي فيها وأتوقع انه يسوي خير ويساعد ويؤيد هذا العسكري". وقال مقيم عربي بالسعودية :"تنظرون إلى هذا العسكري وتنسون ما يحصل في سوريا، نعم العسكري اخطأ بضربه الناس ولكن لا تشاهدوا ماذا يحصل في سوريا من إجرام وتفزيع من قبل عساكر النظام نحن ضد العنف ولكن ما خربت الدنيا عسكري وغلط الله يسامح الجميع للأسف أبشع الجرائم تحصل في سوريا ولا احد يتكلم وعسكري جوازات رفع حزامه خربت الدنيا عليه ما عمل جريمة الرجل غلط وربه يسامحه". على الجانب الأخر قال عبد الله :"فقط أقول صادقا إنني عندما ذهبت لأداء العمرة شاهدت في مطار جدة عسكري هداه الله على المدخل أي بعد عبور الجوازات وقبل استلام الحقائب كان يعامل المغتربين بشكل سيء مع الأسف وكانوا ليسوا من العرب مع العلم هو كان معي جيد المعاملة إلا انه أحزنني في ما شاهدت من المعاملة السيئة للغير رغم أنهم لم يقوموا بأي تصرف يسئ ، أيضا في المدينةالمنورة كان تعامل احد أفراد العسكر غير جيد للأسف ، وطبعا ليس كل العسكر سيئين إلا انه هناك السيئ . ورداً على عبد الله قال عبد الحميد :"لا أعتقد أن ولاة الأمر أو القائمين على إدارة الجوازات يرضون على هذا التصرف السيئ من هذا الموظف ، وأنا متأكد بأنه سيلقى عقابه من قبل رؤسائه، وهذه حالة خاصة لا نستطيع أن نعتبرها مقياس للتعامل ،فإنني أرى بأن رجل الأمن السعودي يتحلى بنسبة عالية من الأدب والأخلاق والأسلوب الحسن ولكن هذا لا يمنع من وجود قلة للأسف لا يرقون إلا هذا المستوى، بل يحتاجون إلى إعادة تأهيل . تجاوزات وتحذيرات وعلى الجانب الحقوقي كانت هيئة حقوق الإنسان قد دعت المديرية العامة للجوازات لوقف انتهاكات سوء المعاملة للوافدين، بعد أن رصدت 10 ملاحظات على أداء جوازات مكةالمكرمة. وانتقدت الهيئة في تقرير مفصل، عدم تفعيل الجوازات لتعميم وزارة الداخلية المتضمن الإلزام بتجديد إقامة العامل الذي له دعوى منظورة مع كفيله، في وقت فتحت فيه النار وبشدة على مخالفة تكدس المراجعين أمام البوابات وعدم السماح بدخولهم دون وجود الكفيل. واشتملت الملاحظات التي رصدتها هيئة حقوق الإنسان على سوء المكان المخصص للإيقاف بإدارة الوافدين، محذرة من مغبة انتشار الأمراض فيه. وأشار التقرير إلى تسجيل حالة استغرق ترحيل أسرة أحد الوافدين خلالها عامين كاملين، فيما نبهت لوجود تجاوزات في مسألة احتفاظ الكفيل بوثائق العامل، في مخالفة لقرار مجلس الوزراء الصادر بهذا الخصوص. وشددت الهيئة على ضرورة إيجاد نص نظامي يكفل الحماية القانونية لأبناء المواطنة السعودية لحين الانتهاء من معاملة منحهم الجنسية السعودية، ومنحهم الأولوية في كفالة أمهم لهم تحت مسمى "ابن مواطنة". وحادثة رجل الجوازات ليست الأولى بالسعودية بل تحدث من حين إلى آخر ، فقبل شهرين أعلنت مصادر إعلامية عن مقتل مواطن سوداني على يد رجل امن سعودي في الرياض وذلك أثناء حملة مداهمات للمخالفين لأنظمة العمل في السعودية. ووقعت قصة مقتل المقيم السوداني في السعودية علي يد رجل الأمن السعودي بعد أن قام رجل الأمن بقص بطاقة الإقامة للسوداني إلى نصفين مما أثار استفزاز المقيم السوداني وقام بصفع رجل الأمن على وجهه ، وقال له أن قيمة البطاقة 12000 ألف ريال سعودي سنويا في إشارة إلى مصاريف استخراج وتجديد البطاقة وبعدها قام رجل الأمن السهودي بتوجيه مسدسه نحو المقيم السوداني فأرداه قتيلا.