- فهمى : السلفيين وقفوا ضد الفتنة الطائفية فى ظل غياب دور الدولة - الهضيبى : لن ينتهى التمييز طالما تتعامل الدولة بأنها الوصية على الشعب رغم قيام الثورة و نجاحها فى إسقاط رأس النظام و لكن استمرت التوترات و رغم الهدوء النسبى لأزمة الفتنة الطائفية و لكنها لا تنفك أن تشتعل من جديد ، و أرجع الباحث السياسى " جورج فهمى "سبب ذلك لسقوط رأس النظام فقط فى حين أن النظام لم يتغير ، فى ظل غياب الأمن و عدم القدرة على حسن إدارة البلاد . جاء ذلك خلال مؤتمر التيار الشعبى عن " تجديد الاندماج الوطنى و إدارة التعددية الدينية فى مصر " ، و أكد فهمى أن الأمر الايجابى هنا هو " اختفاء الدولة البوليسية التى سمح بمزيد من التحرك للقوى السياسية و خاصة السلفيين . و عن وضع الأقباط تحدث فهمى أن رغم اعتراضاتهم على نظام السادات و لكن بعد اغتياله من الجماعات الإسلامية ، فجعلهم يقبلون بحكم مبارك ، الذى صدر فكرة " بعبع الإسلاميين " . و لكن ذلك لم يستمر فمع حادثة " نجع حمادى ، هتف الأقباط " ياللى حاكمنا بالمباحث ولادنا ماتوا فى الكنائس " " ياللى حاكمنا بالحديد ولادنا ماتوا ليلة العيد " ، و حملوا المسئولية للنظام لضلوع أحد أقباط الحزب الوطنى بالصعيد بالحادثة . و تصاعد الأمر مع " حادثة كنيسة القديسين " و هنا تطور موقف الأقباط فلم يكتفوا بالاعتراض داخل أسوار الكنيسة ، و لكن خرجوا بتظاهرة إلى شوارع شبرا ، و انضم لهم عدد من من القوى تضامنا مع الأخوة المسيحين ، و ذلك ما دفع العديد من شباب الأقباط للانضمام للثورة من بدايتها . أما عن فترة ما بعد الثورة ، فاتسمت بخروج الأقباط للضغط من خلال الشارع رافعين مطالبهم ، و اشتراكهم بالمليونيات و فى الحركات السياسية ، و رفضهم أن تتحدث الكنيسة نيابة عنهم . و لأول مرة أثناء خطبة البابا شنودة هتف شباب الأقباط ضد المجلس العسكرى ، و مع قدوم بابا جديد أصبح الاتجاه لإصلاح البيت من الداخل . كما حدث تغير لدور السلفيين الذين وصفوا دوما بالتشدد ، فى حين أنهم من وقفوا فى ظل غياب الدولة لرأب صدع الفتنة الطائفية بالعامرية بالإسكندرية ، مؤكدا على أهمية أن تتحمل الدولة مسئوليتها فى هذا الصدد . و من جانبه قال الباحث السياسى " إبراهيم الهضيبى " أن التمييز لا يتوقف على الأقباط فقط ، فالتمييز يشمل البدو و أهل النوبة ، و أن أسباب ذلك ترجع لنشأة و تطور الدولة المصرية الحديثة ، التى أثرت ايجابيا و سلبيا على المجتمع ، و سيطرة الدولة و تعاملها مع الشعب بمنطق " الوصى " . و سيطرة الدولة على كل المؤسسات الازهر و الكنيسة و الطرق الصوفيه و قانون الاوقاف و بعد فتره انسحبت الدوله و اصبح ما يدير المجتمع السوق . و أن فكرة " اسلمة الدولة " ظهرت مبكرة فى عام 1881 ، و صعد التيار الوهابى فى السبعينات ، و سيطرة التيارات السلفية ، فى ظل ضعف الأزهر ، و على الرغم من فوة الخطاب الأخوانى فى الثمانينات ، و لكنه تأثر فى التسعينات بالخطاب السلفى . و رأى الهضيبى أن الحل ضد التمييز هو توقف الحكم على المصرية بشكل مركزى ، و إعادة تشكيل مفهوم الدولة و توقفها عن التعامل بنظرة فوقية مع الشعب . كما أكد أن التمييز لا يشمل كل الأقباط ، و أن التمييز يتوقف على عوامل اقتصادية و اجتماعية .