تناول عدد من الكتاب بالصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الجمعة عددا من القضايا المهمة، ففي مقاله "رأي" بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان "النهاية سعيدة .. ولكن" أكد رئيس التحرير السيد البابلي أنه لم يكن هناك نهاية سعيدة أفضل مما جرى في سيناء بعودة الجنود المختطفين السبعة دون إراقة دماء . مشيرا إلى أن النهاية التي جاءت على نحو مثير ليس فيها الكثير من الغموض والأسرار والصفقات كما يعتقد البعض، فلقد كان ما حدث نوعاً من الحرب النفسية التي تم إدارتها بنجاح وذكاء. ونقل البابلي عن مصدر رفيع المستوى تأكيده أنه كانت هناك اتصالات وحوارات عبر وسطاء، ولكنها كانت تحمل رسالة واحدة وهى أن العملية العسكرية والأمنية ستكون شاملة وحاسمة وأن العقاب سيشمل كل من شارك أو تواطأ فيها أو تستر على مرتكبيها. وأوضح أنه على الرغم من أن هناك بعض المطالب التي تحمل قدراً من الموضوعية ويجب أن تبحث في إطار الحلول الشاملة لأهالي سيناء، ولكن الأسلوب الذي تم أتباعه لتحقيق هذا الهدف يتنافى مع القانون ومع كل الاعتبارات ويجب أن يحاسبوا على ذلك دون تهاون ودون تخاذل. وقال البابلي في نهاية مقاله "إن التحية ليست واجبة فقط للقيادة السياسية ولجيش مصر العظيم ولرجال الأمن، ولكن تمتد أيضا إلى رجال مخلصين عقلاء من شيوخ القبائل ومن رموز سيناء تحركوا بفهم ووعى وبأعلى درجات المسئولية ومهدوا الطريق للوصول إلى هذه النهاية التي أسعدتنا جميعاً والتي حافظت على كرامة وكبرياء هذا الوطن، ولم نكن نحلم بأكثر من ذلك، ولعلها تكون البداية للانتقال من مرحلة الفوضى إلى مرحلة الدولة". الشعور بالزهو وفي مقاله "خواطر" بجريدة "الأخبار"، أكد الكاتب جلال دويدار أن من حق الرئيس محمد مرسى أن يشعر ولأول مرة بالزهو الذي كان غائبا طوال الشهور العشرة من رئاسته بعد أتمام الإفراج الآمن عن جنودنا. وأشار دويدار إلى أن الرئيس حاول استثمار هذا الإنجاز لفتح قنوات تواصل مع القوى الوطنية المهمشة وهو الأمر الذي يجعلنا نقول انه ربما تكون هناك فرصة لرتق ثوب الوفاق الوطني المهلهل. وقال الكاتب "أن الرئيس مطالب في هذه الحالة بان يقول لنا بمسئولية ووضوح كامل على أي أساس يمكن إقناع الشعب والقوى السياسية بدعواته لجمع الشمل أن عليه أن يدرك أن الخروج من المأزق لم يعد يتحمل الوعود والكلام المرسل وإنما يتطلب تحركا وعملا مخلصا وتجاوبا لتفعيل مضمون هذه الدعوة صدق الرئيس عندما قال أن مصر أكبر من الجميع وإنها تحتاج لجهود كل القوى أكثرية ومعارضة لبناء المستقبل الوصول إلى هذا الهدف يحتاج أن يتحول ما يقوله- وما أكثره -إلى واقع وحقيقة". وفي مقاله "مرور الكرام" بصحيفة "الشروق" قال الكاتب وائل قنديل : في زحمة الفرح بتحرير الجنود من خاطفيهم في سيناء لمن يتوقف أحد أمام حكم البراءة الصادر في اللحظة ذاتها أمس في قضية قتل متظاهري ثورة 25 يناير بالمرج وكأن الأذن المصرية تطبعت على استقبال أحكام البراءة في قضايا قتل الثوار فصارت خبرا عاديا لا يستفز أحدا أو يثير اهتمامه وغضبه. وأكد قنديل أن كلا الفريقين السلطة والمعارضة يتسابقان في تقديم ما لذ وطاب من أطباق دعوات التصالح مع النظام الساقط متبلة بشعارات المصالحة الوطنية بحجة الاستقرار ودفع العجلة للأمام . وأضاف "لقد كانت الأمة كلها مشغولة أمس بقضية إطلاق سراح الجنود، فريق يكدح ويكد في محاولة تسفيه الإنجاز الذي تم وإهالة التراب على أداء مؤسسات الدولة في هذه الأزمة وفريق يدافع باستماتة عما تم ويعتبره نهاية المطاف كضربة قاصمة للفريق المناوىء وعلى ذلك لم يكن هناك من يرفع صوته غاضبا من استمرار هطول براءات قضايا قتل الثوار". وتابع "أن الفرحة بالقمح وعودة الجنود وإطلاق مشروعات اقتصادية كبيرة لا ينبغي أن تنسينا أبدا أصحاب الفضل .. تصالحوا مع الشهراء قبل أن تفكروا في مصالحات من النظام القديم". تجربة الإسلاميين وقال الكاتب فاروق جويدة في مقاله "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" : إن أخطر ما يواجه الآن تجربة الإسلاميين في حكم مصر هو الانقسام الخطير بين القوى السياسية الدينية التي انشطرت عن بعضها على طريقة الانشطار النووي وتحولت إلى شراذم سياسية وبدأت رحلة التصفيات والإحلال وتبادل الأدوار. وأكد جويدة أن من نتائج الانقسامات بين القوى الدينية أن النشاط السياسي استغرق تماما جهد وإمكانات هذه القوى فابتعدت تماما عن مجالها الأساسي وهو الدعوة والسعي إلى تهذيب أخلاق الناس وسلوكياتهم وقد أدى ذلك بالضرورة إلى إهمال قضايا المواطنين والأزمات اليومية التي يعانى منها المواطن المصري الذي بدأ يتساءل ماذا قدمت لي الثورة وماذا فعل لي الإسلاميون؟. ورأى الكاتب أن القوى الإسلام السياسي لم تستطع أن تقدم طرحا فكريا معاصرا يخاطب العصر بلغته وشواهده بل إننا لا نتجاوز إذا قلنا أن هذا الطرح بكل جوانب التخلف فيه قد أساء من البداية لهذه القوى وفتح أبواب كثيرة للطعن في توجهاتها ومع الإعلام الحديث وآلاف الفضائيات والإنترنت والفيس بوك وجدنا أنفسنا أمام قرية صغيرة لا يستطيع احد أن يخفى فيها شيئا. وأضاف "لم تستطع القوى الإسلامية رغم وصولها للحكم أن تحسم مواقفها من ظواهر قديمة تحمل آثارا مؤسفة وذكريات مرة وهى قضية الإرهاب، أن ما حدث في سيناء من تهديد لأمن مصر تحت شعارات دينية شديدة التخلف لأنها تعتبر الشعب المصري بجيشه ومفكريه وأمنه من الكفار وتستبيح دم كل من يرفض أفكارها المريضة. هذه القوى المتخلفة تمثل عبئا على التيارات الدينية وهى في السلطة الآن". وتوقع جويدة أن يكون الصراع القادم بين القوى الإسلامية التي خرجت من قدسية الدين إلى مستنقع السياسة وبدأت رحلة الصراعات بينهما على السلطة. مشيرا إلى أن هذا أخطر ما يهدد مستقبل هذه التيارات بل أنه يمثل أكبر تهديد لمستقبل الوطن كله أن نجد أنفسنا يوما أمام فصائل سياسية تمارس كل ألوان العنف بسلطة القرار وقدسية الدين وغفلة المجتمع".