بهاء طاهر: على المثقفين ان يوجهوا غضبهم إلى اقيادة السياسية وليس الوزير جمال فهمي: المثقفون في حرب سينتصروا بها..ومصر تتعرض لعملية "نشل" المثقفون يوقعون على استمارات "تمرد" في مؤتمرهم "الثقافة تخاطب وجدانى.. مصيبة لو وزيرها إخوانى"، "لا للوزير المتحول"، "الإبداع مالوش جماعة ولا يعترف بالسمع والطاعة"، "إبداعنا المصري من قبل الميلاد..لا محتاج نهضة ولا إرشاد"، "الثقافة المصرية لن تصبح وهابية" أبرز الشعارات التي رددها الأدباء والمثقفين في وقفتهم الاحتجاجية امام سلم نقابة الصحفيين مساء أمس الخميس اعتراضاً على وزير الثقافة دكتور عاء عبدالعزيز. الوقفة تبعها مؤتمر شارك فيه عدد كبير من الأدباء والمثقفين والناشرين من بينهم الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، والكاتب الكبير بهاء طاهر، والروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد، والدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون، والشاعر زين العابدين فؤاد، والكاتب أسامة عفيفى، والشاعر السماح عبد الله، والناشر محمد هاشم، وفنان الثورة رامى عصام، والمخرج خالد يوسف، والفنان سامح الصريطي، والكاتب والقاص محمود الورداي، والشاعر والناقد شعبان يوسف، ورئيس هيئة الكتاب السابق د.أحمد مجاهد، والإعلامي حسين عبدالغني، والفنان مدحت العدل، والكاتبة فتحية العسال، عبلة الرويني. في تصريحات خاصة ل"محيط" وصف الشاعر زين العابدين فؤاد وزير الثقافة أنه بلا كفاءة، في مكان كبير ومن ثم احتمال تخريب الوزارة قائم، مؤكداً أن أمر الوزير لا يشغله، بل ما يشغله فعلاً هو حرية المثقف المصري فالشعب دفع من دمه لبناء مؤسسات الثقافة وليس لتخريبها، مؤكداً ان الوزارة بأكملها عديمة الكفاءة، لافتاً إلى خشيته من تجريف الثقافة الذي أصبح هناك إمكانية لحدوثه. من جانبه قال الفنان سامح الصريطى ل"محيط" أن هدف الوقفة هو تعبير عن احتجاج المبدعين لتكبيل الحريات، فتجاهل المثقفين هو تجاوز للشعب، مؤؤكداً ان الوقفة تهدف إلى التأكيد على لإطلاق الحريات والحفاظ على هويتنا وحفظ المجتمع من التشدد. ولفت إلى أن المثقفين والفنانين والمبدعين سيواجهون كل محاولات تغيير وجه مصرنا الحضارية، فالشعب الذى قام بالثورة ليستعيد مجده ودوره العربى والإنسانى، لن يعود للجاهلية والتخلف. الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد قال ل"محيط" أنه شارك في الوقفة درءاًً لأية تطورات يمكن أن تحدث، يكون من شأنها الاعتداء على استقلال الثقافة، أو التمهيد لأخونتها. ورغم أن عبدالمجيد من دعاة إلغاء وزارة الثقافة، ورغم تأكيده على ان وزير الثقافة د.علاء عبدالعزيز لم يرتكب ممارسات خاطئة بعد باستثناء الطريقة غير اللائقة التي تعامل بها مع د.أحمد مجاهد، إلا أنه أكد أن هذه الطريقة تحمل من الإهانة الكثير وتعد رسالة تخويف للآخرين، مؤكداً أن الوقفة تهدف إلى إقالة الوزير وتقف بالمرصاد لمحاولاته لأخونة الثقافة. ولفت عبدالمجيد إلى أن الوزارة منتهكة، منذ عهد مبارك فقد كان امن الدولة يفرغها من قوتها، ولأن هذا هو حال مؤسسات الثقافة فإن ملئها بكوادر إخوانية يمكن فعله بسهولة. بدأ "المؤتمر الأول للمثقفين، من أجل المحافظة على الهوية المصرية الوطنية" ورفض الدكتور علاء عبد العزيز، وزيرًا للثقافة بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، وردد المشاركون فى المؤتمر النشيد الوطنى، خلف الفنان الشاب محمد محسن. وألقى وكيل نقابة الصحفيين، الكاتب الصحفى جمال فهمى، كلمة رحب فيها بالحضور قائلاً أن نقابة الصحفيين هى المكان المناسب لهذا المؤتمر. وأكد فهمى أن الشعب يواجه خطر حقيقى وجودى واستثنائى، ربما لم نر مثيلا له على امتداد تاريخنا المعاصر والحديث، رغم أن هذا التاريخ مر به مراحل كثيرة شديدة السوء والظلام، لكن ظلمة بهذا القدر وخطرا بهذا المستوى، أظن أننا لم نواجهه، وأن هذه الرموز من صناع الجمال والإبداع، دليل على أننا أمام حرب سننتصر فيها إن شاء الله. وأكد فهمي انه لم يسمهع باسم وزير الثقافة من قبل، لكن القضية ليست في الأشخاص بل في السياق الذى أتى الوزير فى ظله، فالوزير قد أُهدي الوزارة، ومصر الآن تتعرض لعملية "نشل" دولة ومجتمعا، من خلال السيطرة على مفاصل الدولة، بهدف جر مصر إلى الظلام الذي عاشت فيه تلك الجماعات، فهم يكرهون الثقافة، ولا يريدون أي صناعة لها بل يريدون إلغائها. الكاتب الكبير بهاء طاهر أكد أنه سعيد لأن قوى المثقفين والمبدعين توحدت من اجل مطلب واحد، هو الحفاظ على مصر وثقافتها وهويتها، واختلف طاهر مع جمال فهمي الذي قال ان مشكلة الثقافة تتمثل في تعيين وزير ثقافة لا يعرفه أحد، قائلاً أن وزير الثقافة لم يصنع المشكلة بل صنعها من عين وزير مجهول التاريخ والهوية، وأجلسوه على نفس المقعد الذي جلس عليه ثروت عكاشة وفتحي رضوان وغيرهما. ومن ثم فمشكلة المثقفين ليست مع الوزير بل مع القيادة السياسية التي عينته. وأشار طاهر إلى أنه على مدار تاريخ الوزارة لم يتفق جموع المثقفين على وزير واحد، إلا أنهم كانوا يختلفون مع قامات كبيرة فى قضايا موضوعية، ولكن لم تحدث أبدا بهذا الشكل، أن يأتى شخص من غياهب المجهول، ليصبح المسئول عن الأوبرا والمسرح والكتاب، مؤكدًا على أنه من الضرورى على جميع المثقفين أن يوجهوا غضبهم لمن أتى به. وقال بهاء طاهر إن الشعب الذى صار يهتف وينادى بسقوط المرشد، بات عليه أيضًا أن يسقط حكم المرشد، ما دمنا نعانى من كل هذه المصائب والسخافات فلا بد أن يسقط هذا الحكم. وشدد بهاء طاهر على أن كل من يسعى لإسقاط الثقافة المصرية، سيذهب لمزبلة التاريخ، ولكن ستظل الثقافة مرفوعة الرأس، وسيظل المبدعون هم قادة الحياة الفكرية الحقيقيين، وسننتصر كما انتصرنا من قبل. في كلمته قال الدكتور أحمد مجاهد الرئيس السابق للهيئة المصرية العامة للكتاب، أنه على المثقفين ألا يسمحوا لجماعة الإخوان المسلمين ومن والاهم بأن يسلبوا منا وزارة الثقافة مهما فعلوا، قائلاً: "سنعقد فعالياتنا فى المجلس الأعلى للثقافة وليأتوا لنا بالأمن ليمنعنا فهذا بيتنا ولن نتركه مهما فعلوا". وقال الدكتور أحمد مجاهد أن الثقافة كانت تتمتع بمساحة أكبر فى عهد النظام السابق ولو كانت صغيرة، مؤكداً أن الإخوان لا يريدون أخونة الوزارة، لأن ذلك يستلزم أن يكون لديهم مشروع ثقافى بديل، وهم لا يملكون هذا المشروع عبر التاريخ، ولكن مشروعهم الرئيسى هو تجريف الثقافة المصرى. من جانبه أعلن الناشر محمد هاشم تضامنه مع ادكتور أحمد مجاهد ضد وزير الثقافة، وناشد هاشم، خلال مشاركته فى المؤتمر جميع الأدباء والمثقفين بالتوقيع على استمارة حملة "تمرد" لسحب الثقة من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى. وكان متطوعون قد قاموا بتوزيع استمارة "تمرد" عللى جموع الأدباء والمثقفين المشاركين ووقع الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، والكاتب الكبير بهاء طاهر على الاستمارة.