وصف خبراء سياسيون حملة «تمرد» التي تسعى لجمع خمسة عشر مليون توقيعا من المصريين، لسحب الثقة من الرئيس المنتخب محمد مرسي، بأنها مراهقة سياسية، وغير قانونية، غير أن المنتمين لهذه الحملة يرون قانونيتها، ويتوعدون باستخدام ما يجمعونه في القضاء لسحب الثقة من الرئيس مرسي، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة عبر القضاء. وقالت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، أن حملة «تمرد» التي تهدف للضغط على الرئيس محمد مرسي للدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أثارت ردود فعل متباينة في البلاد. ونقلت الوكالة تصريحات لمحمد عزيز، عضو قيادي في الحملة أن الاحتجاجات كوسيلة للتغيير لم تعد مثمرة في مصر، وأن الدستور يقول أن الشعب هو المصدر الوحيد لجميع السلطات، مؤكدًا أن الحملة تتبنى إجراءات قانونية وديمقراطية لسحب الثقة من الرئيس، فبحسب شرعية الشعب في اختيار رئيسهم إذا تم جمع 15 مليون توقيع سيرفعون قضية ضد شرعية «مرسي». كما أشار «عزيز» إلى أنهم نجحوا في جمع 800 ألف توقيع في القاهرة فقط، بينما جاء الجزء الأكبر من محافظات قناة السويس «بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس». ولكن «ممدوح أحمد» محامي جماعة «الإخوان المسلمين» في شمال وشرق القاهرة أكد أن الحملة ليس لها أي أساس قانوني أو دستوري، وأنها أسلوب جديد من المحاولات المستمرة من المعارضة لحشد الشعب ضد «مرسي» والمشروع الإسلامي. ويرى «ممدوح» أن مثل هذه الحملات سوف تفشل مثل مظاهرات «احتجاجات الإنقاذ» ومظاهرات أخرى شرعت لزعزعة حكم الرئيس، مضيفًا «صندوق الاقتراع هو الحكم القانوني الوحيد». وقال «أحمد بان» باحث سياسي في مركز «النيل» للدراسات الإستراتيجية، أن النهج الجديد المستخدم من قبل المعارضة مجرد «مراهقة سياسية» ويظهر «عدم وجود أدوات حقيقية»، مشيرًا إلى أن الأحزاب والحركات الناشئة الأخرى سوف تحتاج إلى وقت طويل لبلورة ظهورهم ومصداقيتهم في الشارع. كما وصف «بان» حملة «تمرد» بأنها تشبه القفزات في الهواء التي لم تنجح في التغلغل في الأطر القانونية، مضيفًا أنه بدلا من لجوء المعارضة لمثل هذه الحملات يجب عليهم إعداد تحالفات جيدة لبناء كتلة كبيرة من أجل الانتخابات البرلمانية وتقديم بدائل أفضل لكسب أصوات الشعب. أما بشأن حملة «تجرد» التي أطلقتها «الجماعة الإسلامية» بهدف جمع توقيعات لداعمي «مرسي»، أوضح عاصم عبد الماجد عضو قيادي في الحملة أنها تشير إلى التجرد ووضع الخلافات والأحقاد جانبًا من أجل البلاد، إلا أن «عزيز» لا يرى أهمية حقيقية للحملة في الشارع واصفًا مبادرة الإسلاميين بأنها «نسخة مزيفة من منتجاتنا الأصلية».