قال أشرف سويلم كبير مستشاري المجلس الوطني التنافسي أن الشخصيات التي حكمت مصر على مر العصور ربما كان لها جاذبية سياسية ولكنهم فشلوا جميعًا في تحويل مصر إلى مكانة اقتصادية قادرة على المنافسة عالميًا، مشيرًا إلى أن هناك توقعات بأن الرئيس محمد مرسي ربما يستطيع تحقيق نجاح اقتصادي مثلما فعل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في إصلاح ما أصبح دولة ريعية الجوهر فيما بعد. وأوضح سويلم في مقالته المنشورة بصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أنه بينما تعد مصر واحدة من أكثر الاقتصاديات تنوعًا في المنطقة إلا أنها أصبحت موجهة للمحاباة الاقتصادية مثل أي دولة خليجية أو أفريقية لديها النفط، مشيرًا إلى أن مصر ليست الدولة الأولى التي تُذكر عند التفكير في الدول الريعية إلا أنها استثنائية في الطرق الكثيرة المستخدمة في استخراج الإيجارات، مضيفًا أن إيرادات قناة السويس وصادرات النفط والغاز والمعونة الأجنبية وتحويلات المصريين الذين يعيشون في الخارج كلها ريعية. كما أشار «سويلم» إلى أن الجانب الآخر من الإيراد المصري هو المحسوبية، ولها أشكال عديدة، فهناك وظائف القطاع العام، فمصر لديها منظومة بيروقراطية كبيرة ولكنها غير الفعالة في العالم، إلى جانب دعم المواد الغذائية والطاقة، فهذين البندين معًا يشكلان ربع آخر من الموازنة العامة للدولة. وقال سويلم أن بذرة الدولة الريعية الحديثة في مصر قد زرعت تحت اقتصاد عبد الناصر الاشتراكي، وازدهرت في ظل التحرر الاقتصادي في عهد خلفائه، وكان النموذج بسيطًا ، ولكن 60 عامًا بعد الاستقلال المصري أصبح سجل أهداف هذا النموذج بائسًا. ويرى سويلم أنه في ظل غياب نموذج نمو اقتصادي حقيقي وشامل تنشأ حركة ارتفاع مستمر للمجتمع ككل وملايين من فرص العمل ذات الرواتب الجيدة تنذر بسقوط الدولة الريعية، وهذا هو الدرس الأهم الذي لم يستوعبه الرئيس «مرسي»، فتعامل هو وجماعة الإخوان المسلمين منذ توليه الحكم منذ 10 أشهر كما لو أنه بطريقة ما يمكن استعادة النموذج القديم مع وجودهم على رأس الدولة عن طريق الحصول على المكاسب وإعادة توزيع الفوائد. كما وجه سويلم اتهاما لجماعة الإخوان بأنهم قاموا بالتقليل من الثورة لتصبح وكأنها مجرد تحول القوة السياسية والاقتصادية من مجموعة مغلقة إلى أخرى. وفي النهاية أوضح «سويلم» أن الرئيس وجماعته لديهما اختيارين فإما توجيه دفة السفينة المصرية بعيدًا عن الرحلة التي استمرت لستين عامًا مضت إلى رحلة جديدة ومثيرة يشارك فيها جميع المصريين أو مشاهدة غرق السفينة.