أكد وزراء ليبيون إن التفجير الذي وقع الإثنين الماضي خارج إحدى مستشفيات مدينة بنغازي الشرقية ربما نتج عن حادث عرضي. ووفقا لما جاء على هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» كانت الحكومة الليبية قد أكدت أول الأمر على ان سيارة مفخخة انفجرت خارج المستشفى في عمل ارهابي أودى بحياة ثلاثة أشخاص. ولكن وزير الداخلية عاشور شويل قال الثلاثاء إن "كل الدلائل تشير الى ان الانفجار كان حادثا عرضيا" وقع لسيارة كانت تنقل مواد متفجرة. يذكر أن الوضع الأمني في ليبيا ما زال حرجا منذ الانتفاضة التي أدت إلى الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، وهي الانتفاضة التي انطلقت شرارتها الأولى في بنغازي. ألغام ومذ ذاك، أبتليت ليبيا بسلسلة من التفجيرات حملت جماعات اسلامية أو موالون للقذافي مسؤوليتها والمواجهات بين ميليشيات متنافسة. وقال وزير العدل صلاح الميرغني إنه "من المبكر التوصل إلى استنتاجات" حول تفجير الإثنين. ومضى الوزير للقول "حتى لو ثبت أن التفجير كان عرضيا، فإنه من غير الطبيعي أن تنقل المتفجرات في سيارة بهذه الطريقة." وأضاف "لقد أصيبت المدينة بأسرها بالهلع، وقتل صبي في السادسة عشر، علاوة على شخصين لم يتم التعرف على هويتيهما ولم نزل لا نعلم إن كانا يستقلان السيارة التي انفجرت أم لا." وقال الوزير إنه لا يستطيع نفي احتمال أن يكون صيادو أسماك هم الذين كانوا ينقلون المتفجرات لاستخدامها في عملهم. وكان تقرير أصدره خبير متفجرات في وزارة الدفاع الليبية قد خلص إلى أن سيارة من نوع مازدا رصاصية اللون انفجرت عندما كانت تقل مواد تدخل في انتاج الالغام المضادة للدروع. وقال مسؤولون وشهود إن سيارة ثانية من طراز تويوتا انفجرت هي الأخرى بعد انفجار السيارة الأولى مباشرة. وتجمع حشد غاضب في مكان الحادث، موجها اصابع الاتهام إلى مسلحي الميليشيات ومطالبا السلطات بطردهم من المدينة. وردد كثيرون هتافا يقول "ثوري يا بنغازي". وتضاربت التقارير الأولية في تقدير عدد القتلى والمصابين، إذ قال وكيل وزير الداخلية عبدالله مسعود إن الانفجار خلف 15 قتيلا وأكثر من 30 جريح. ولكن وزارة الصحة قالت الثلاثاء إن العدد الحقيقي بلغ ثلاثة قتلى و14 جريحا. وكانت ثلاثة مراكز شرطة في بنغازي قد فجرت في الاسبوع الماضي دون أن تسفر الهجمات عن سقوط ضحايا.