ارتياح ساد الوسط الثقافي إثر الإعلان عن تولي دكتور جمال التلاوي رئاسة هيئة الكتاب خلفاً لدكتور أحمد مجاهد الذي أنهى وزير الثقافة ندبه أمس، فالتلاوي هو نائب رئيس اتحاد اكتاب واسهاماته الثقافية موضع تقدير جميع المثقفين، لكن التحفظ الوحيد على توليه رئاسة الهيئة هو قبوله لهذا المنصب بعد إطاحة وزير الثقافة بمجاهد بشكل غير لائق على حد وصف المثقفين. "محيط" استطلع الآراء. قال الناقد والشاعر شعبان يوسف رئيس تحرير سلسلة "كتابات جديدة" التي تصدر عن الهيئة، أن التلاوي إنسان جيد على المستوى الأكاديمي والإنساني، وقام بخدمات عديدة للحركة الثقافية في المنيا، وهو نائب رئيس اتحاد الكتاب، لكني اتحفظ على قبوله رئاسة الهيئة بعد الاطاحة بأحمد مجاهد بهذه الطريقة. من جانبه أكد الشاعر أحمد سويلم رئيس تحرير سلسلة "الإبداع الشعرى المعاصر"، أن أحمد مجاهد بذل مجهوداً كبيراً من أجل ان تكون هيئة الكتاب كيان ثقافي كبير، واي مثقف سوف يأتي بعده لن يبذل جهداً كبيراً لأنه أسس للعمل ووضع خطة ورؤية كاملة، وهو ما يؤكد الرؤية الطموحة التس تسير عليها هيئة الكتاب. ثمن الناقد الدكتور حسام عقل فكرة إقالة دكتور أحمد مجاهد من قبل وزير الثقافة، وتولي دكتور جمال التلاوي رئاسة هيئة الكتاب، ووصفه بأنه شخصية لها حضور الثقافي ونشاط واسع، من خلال مؤلفاته وكتبه. يواصل عقل: بالرغم من تحفظاتي على اتحاد الكتاب لفترات طويلة إلا أن التلاوي حاول أن يضخ دماء التجدد في هذا القطاع، وقد ناقشت نصوصه وأعماله الادبية في ندوات، واتصور انه سيقود هيئة الكتاب بدرجة كبيرة من الحيادية لأن الهيئة كانت تقاد بطريقة تغلب عليها التربيطات والشللية، والإنغلاق في تحديد أسماء بعينها لتحظى بالاضاءة والمشاركة في الندوات، وهناك ملاحظات كثيرة بغير حصر على أداء أحمد مجاهد عبر فترة طويلة، لأن تأبيد شخص في موقعه يخلق احتكارات إقطاعية داخل المكان ويضر به، وأنا من انصار تجديد الدماء في قطاعات الوزارة. ولفت عقل إلى أن مجاهد كان محسوبا على أفراد الحرس القديم، وهو خلية نشطة وفعالة في منظومة وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، واستمراره بعد ثورة يناير كان لغزاً غير مفهوم. واكد عقل أنه هاتف وزير الثقافة دكتور علاء عبدالعزيز، وهنأه على إلغاء ندب مجاهد من هيئة الكتاب، معتبره قراراً جريئاً وشجاعاً، وتوقعت أن يجر على الوزير الكثير من المتاعب، وهو ما حدث بالفعل فهناك من قطع طريق الكورنيش، وهناك تظاهرات وهو أمر متوقع لأن من يمكث في منصب لفترة طويلة يستطيع ان يصنع كثير من الأذرع. واعتبر الناقد ان أمام التلاوي فرصة تاريخية للنهوض بهيئة الكتاب، وإدارة العمل الثقافي بشكل أوسع من الحياد ومعايير المهنية والكفاءة. وطالب عقل رئيس الهيئة الجديد بتشكيل لجان فورية للتحقيق في ملفات الفساد المالي في المكان، لافتاً إلى أنه على صلة ببعض القيادات والاسماء في الهيئة ويعرف وجود مشكلات مالية هناك. وأضاف أنه يثق أن التلاوي سيتخذ قراراً بمراجعة كافة ملفات الفساد، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل سلاسل هيئة الكتاب، وإعطاء فرصة النشر للجميع دون مجاملات فجة، فهناك أسماء كانت تطبع أعمالها الكاملة كل عام، فمتى إذاً سينشر الشباب، ومن ثم فمراجعة السلاسل بدقة واهتمام امر هام، مع التركيز على إبداعات الثورة. وتساءل عقل أين فعاليات الهيئة والندوات والأنشطة، والأمسيات الثقافية ومناقشة الابداعات والنصوص من كل الأجيال، هي امور يجب إصلاحها أيضاً، بالإضافة إلى الاهتمام بالأقاليم، لأن الحركة الثقافية لا تزال قاهرية. وحذر الناقد التلاوي من لوبي وزارة الثقافة الذي لن يستسلم لهذه التغيرات بسهولة، وقد حذرت الوزير من قبل، لأن مقاومة هذا اللوبي مثل مقاومةالدولة العميقة في تركيا، فيجب التخلص منه بذكاء. الدولة العميقة التي تركها فاروق حسني ولا تزال متمكنة في كل مفاصل وزارة الثقافة، وهذا اللوبي لديه حنين للفترة القديمة. الناقد الكبير عبدالمنعم تليمة اعتبر أن الطريقة التي خرج بها مجاهد من هيئة الكتاب "مهينة"، ولم يكن من اللائق ان ينتهجها الوزير فقد كان عليه الاجتماع برؤساء الهيئات والتفاهم معهم. ممتدحاً الدكتور جمال التلاوي ووصفه بأنه ذو حضور، وشخصية ثقافية معروفة لها اسهاماتها. من جانبه رفض الناقد محمود الضبع التعليق على الأشخاص، قائلاً أن المثقفين أصب شغلهم الشاغل في الفترة الأخيرة هو التعليق على الأشخاص من شخص الوزير إلى زملائهم، وابتعدوا تماماً عن دورهم الحقيقي المنوط بهم.