قال الفريق أحمد شفيق، المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة، إن "الإخوان المسلمين عبارة عن مرض سرطاني تمكَّنَ من الجسم المصري، ولا أدعي أن الجسم المصري كان نموذجياً، لكن الحقيقة أنه بدلاً من أن نصلح أنفسنا أتينا بخلية سرطانية ووضعناها في جسمنا" ويكمل شفيق في حواره المطول مع صحيفة «الحياة» اللندنية :"أقصد بالمرض وصول الإخوان المسلمين للحكم، مؤكدا أنهم عبارة عن مرض سرطاني تمكَّنَ من الجسم المصري وبدل أن نصلح أنفسنا أتينا بخلية سرطانية ووضعناها في جسمنا". يتابع شفيق: "تمكّن الإخوان (المرض علي حد وصفه) لأن القيادة الموجودة في هذا الوقت، وأتحدث هنا عمّا بعد الثورة، - في إشارة إلى فترة إدارة المجلس العسكري للدولة- أعطته الفرصة للتمكّن، هي لم تكن مدركة، بدليل أن كل شخص ممّن ساهموا في تمكين هذا المرض من الجسم المصري بداخله ندم شديد على ما فعله، لكن الظروف أقوى من البعض أحياناً. يستطرد شفيق:"أما عن المصري البسيط، فتمكّن منه المرض لأن الدولة تركته جائعاً، يعزّ عليّ كثيراً أن أقول هذا الكلام وأنا مصري حتى النخاع، الجائع يمكن أن تستدرجه بكيلو جرام من السكر وزجاجة من الزيت". ويضيف شفيق: "من مآثر جمال عبدالناصر، وأنا مختلف معه في أمور كثيرة جداً، كلمات تُذكر له قال فيها "نريد ونحن نجري الانتخابات أن نفكر جيداً في تأثير نقص العلم على نتائج الانتخابات، وتأثير الفقر على نتائج الانتخابات" يجب أن نأخذ هذه الأمور في الاعتبار لنكون مدركين كيف حققنا هذه النتيجة". ويستطرد شفيق في حديثه عن الإخوان قائلا "أقل ما يمكن أن يقال في شأنهم هو سرقة السلطة وليس الاستيلاء عليها، بداية هم من الجبناء، لا أريد أن أدّعي أن كلهم جبناء، فهناك جبناء في الطبيعة، وهناك نوع من الجبن مكتسب من البقاء في السجون أو في وضع المطارد لفترة طويلة". يكمل شفيق:"ولا يغرّنك الحديث عن خبرة من أمضى عشر سنوات في السجن، فالإقامة في السجن أو التعرض للملاحقة والمطاردة لا يوفران بالضرورة خبرة، ولا أبالغ إذا قلت: إن من يدعي الخبرة منهم في عالم الأعمال يبالغ هو أيضاً، فالخوض في التجارة لا يعني أنك تعرف في الاقتصاد والإدارة". ويتابع شفيق قائلا: "هذه العقليات الخائفة أو السرية أو المتربصة ستأخذنا إلى أغوار سحيقة جداً، ثم هناك الكذب واللغة المزدوجة، ثم القفز على أول فرصة متاحة، لقد أعلنوا في الساعات الأولى من الثورة أنهم لن يشاركوا في التظاهرات، لكنهم بقوا متربصين بمنتهى الجبن، كالحرامي يتخفى وراء الجدار في الخارج، ولما وجدوا أن الثورة دخلت يومها الرابع، والشرطة التي يعانون عقدةً نفسية تجاهها انسحبت، قفزوا ودخلوا الميدان، وعندها استعان هؤلاء الجبناء بمن اعتقدوا أنهم أكثر قدرة منهم على القتال وضرب النار، أي جيرانهم، وهم الناس الذين يعبرون الأنفاق". وأوضح شفيق أنهم استعانوا بأناس من غزة – لم يجزم بأنهم من حماس- لتحريرهم من السجون، وهم يعرقلون التحقيق في هذا الموضوع، لأنه يلامس قيادات منهم، بمن فيهم رئيس الدولة، الذي يجب أن يُسأل عن كيفية هروبه من السجن". واستطرد شفيق قائلا: "أخبَروني بأن وزارة الداخلية أصدرت بياناً تقول فيه: إن لا أوراق لديها في الموضوع، كيف ذلك؟ أنا أذعت في التليفزيون تسجيلاً لرئيس الدولة وهو يقف خارج السجن ويخاطب محطة "الجزيرة" ويخبرها بأنه هرب من السجن الذي يقع على بعد 25 كيلو متراً من القاهرة، كلام بدائي جداً، وقال أيضاً: سأسرد أسماء زملائي الذين خرجوا معي، فلان وفلان وفلان". وتحدث شفيق عن القيادي الإخواني خيرت الشاطر فقال: "خيرت بالأصل كان تاجر عملة، وكان يعمل مع أخ فاضل هو مثال في الوطنية، مع أنه مغترب، كان يعمل عند أشرف السعد، الذي يعيش الآن في لندن، في يوم من الأيام كان خيرت مساعداً له والثاني كان مساعداً للمساعد". يستطرد شفيق في حديثه عن الشاطر قائلا: من يعرفونه عن قرب وأثق في رأيهم، يجدون أنه الأعور بين العميان، لكن أين مكمن الخطورة؟ الخطورة هي أمر تراكمي: ماذا درست؟، وماذا مارست؟، وما نوع الأزمات التي صادفتني، الأزمات التي مر بها خيرت في حياته هي حالات القبض عليه، في كل مرة كانوا يمسكونه ويدخلونه السجن، لكن ما الذي تعرض له في الحقيقة؟ هو كان محمياً في السجن، تحيط به الجدران من كل جانب، فمن أين تأتيه الخبرة التراكمية؟، ومن أين تأتيه الخطورة، خطورة الشاطر مصدرها ضحالة الذين يتكلم معهم، من يعتقد أن الشاطر خطر هو نفسه ضحل. يحكي شفيق:"حين تم سجن خيرت وحسن مالك كانت عندي شكوك أن هذه القضية هي وسيلة لوضعهما في السجن، وهما كانا ربما يستحقانه لسبب آخر، لكن ذلك كان إحساسي حينها، حيث قيل لي: إن الشاطر ومالك سجنا في قضية غسيل أموال، في ذلك الوقت حصلت تظاهرة عسكرية قرب الأزهر بشكل غريب، وجنّ "الإخوان" حينها، وأنزلوا بعض الشبان الذين يلبسون لباساً خاصاً وراحوا يؤدون حركات قتالية، العدد لم يكن كبيراً، لكن كان للتظاهرة دلالاتها، أجروا تحقيقاً، ووجدت أنه انتهى إلى أن خيرت اتُّهم بغسيل أموال ومعه حسن مالك وأخرجت خيرت من السجن بعد أيام عدة من الثورة، لأنه كان مستقراً في السجن وقضيته مستقرة". وعن محمد مرسي يري شفيق "أن ليس الرئيس فقط بلا خبرة ولكن "الإخوان" كلهم بلا أدنى خبرة أمنية، أو اقتصادية، أو سياسية، أو اجتماعية، كأننا لا نعيش في هذا القرن، السلة كلها منعدمة الخبرة، يحكمون بالسليقة والأهواء، لا يمكن أن تتخيل مرجعيات قراراتهم، سطحية إلى درجة لا يمكن تخيلها، ولا يوجد اليوم شخص في مصر يستطيع إنكار افتقارهم إلى الخبرة، ووجودهم في السلطة خطر على كيان مصر". ويقيم شفيق أداء مرسي قائلا: "مرسي أطلق قرارات عيّن فيها 13 مستشاراً، إضافة إلى المستشارين الذين لديه، وسمى أحدهم للإشراف على الأجهزة الأمنية، وهذا الرجل يمضي الساعات في ضيافة الرقابة الإدارية ليطلع على ما هو دائر فيها، ويشارك في تنظيم القضايا والتلفيقات التي اندمجوا فيها وفي لصقها بالموطنين أياً كان الدور المطلوب، وعامة يكون الحكم علي آدائه من رد فعل الشارع المصري". ويري شفيق أن الإخوان لن يستمروا في أية حال من الأحوال في الحكم، لأن هذا ضد طبيعة الأمور ولن يرضى المصريون العيش في ظل الانغلاق والاستبداد. وعن المرجع الفعلي في عهد الإخوان اليوم يقول "ليس بين الإخوان مدير"، بل صوت أعلى، بحكم التنظيم للكيان "الإخواني"، عندهم السمع والطاعة، من يكون في الموقع يطاع، لكن في الواقع ليست لديهم خبرة الإدارة التي تنهض بمجتمع، هم يديرون الشكل الخاص بالجماعة، لذلك هم أكفاء في الوصول بالخلايا إلى أدق مستوى، لأنهم منذ 80 سنة يشكلون الخلية، وكل ثلاث خلايا تشكل خلية أكبر، وهكذا دواليك... منذ 80 سنة لا يفعلون إلا ذلك". ويري شفيق أن الإخوان وزعوا الدولة المصرية على أنفسهم قائلا: "إذا عاينت اليوم مساعدي الرئيس تجد أنهم أقاربه، أحد أقاربه أمسك مجلس الشورى، الموضوع أكبر مما تتخيل، لا أقول إنه جرأة من جانبهم، بل هو جرأة الجهل، عندما أكون جاهلاً أُقدم على تصرفات قد تؤدي بي تراكمياً إلى مصيبة في يوم من الأيام، لكن كوني جاهلاً لا أقوم بأخذ ذلك في الحسبان". ويؤكد شفيق أن الإخوان لديهم برنامجاً سرياً لإنهاء تداول السلطة والاستيلاء عليها بشكل نهائي قائلا "كل تخطيطهم وما يدور اليوم، من إحلال الموظفين القائمين حالياً في الإدارات المختلفة على مختلف المستويات في الدولة، بآخرين من "الإخوان المسلمين"، يوحي بأنهم يطمعون في الاستمرار وتشكيل مجلس شعب يدعم وجودهم، هم يفكرون على المستوى الطويل". ويكمل شفيق "المرشد السابق محمد مهدي عاكف قال "طز" في مصر، ولما قيل له: "طز في مصر؟"، قال: "طز وطزين في مصر.. مصر لا تهمني، مصر يديرها أي مسلم وليس بالقطع أن يكون مصرياً"، منهجهم خطير جداً فهم يتطلعون إلى الإمارة الدينية القائمة على الدين، أنا شخص مسلم وتسعدني نهضة الإسلام، لكن ما علاقة ذلك بأن تقوم الدولة على أساس ديني، من غير المقبول أن نخلط أمور الدين بالسياسة إلى هذا الشكل، ونتطلع إلى إعادة إنشاء إمارة دينية قوامها الدين الإسلامي، إنها عملية توظيف للدين في خدمة السياسة".