لأول مرة منذ ظهور الانسان على وجه الأرض أي منذ أكثر من 2.5مليون سنة تتعدى نسبة انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الهواء حاجز 400 جزء من المليون خلال شهر مايو الجاري وهو قياس تاريخي توصل إليه علماء الأرصاد الجوية في محطة "مونا - لوا " في جزيرة هاواي . أجريت أول القياسات الحديثة منذ عام 1958 والذي قام بها العالم الأمريكي "شارل - دافيد كيلنج " والذي توصل الى أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في نصف الكرة الأرضية جنوبا أضعف من نصف الكرة شمالا ولن يتعدى نفس المعدلات الا في خلال السنوات القادمة. طبقاً لآخر الدراسات فإن استقرار مستوى ثاني أكسيد الكاربون ما بين 400 جزء من المليون الى 440 جزءا من المليون يؤدي مع الوقت الطويل الى إرتفاع متوسط درجة حرارة الارض مابين 2.4 سنتيجراد الى 2.8 سنتيجراد وان تمدد أو انبساط المحيطات سوف يؤدي الى إرتفاع منسوب المياه بها من 50 سنتيمترا الى 1.7 متر مع الأخذ في الاعتبار لعملية ذوبان الجليد ولن نصل الى حالة من التوازن غير بعد نهاية القرن الواحد والعشرين أي مع حلول عام 2011. ويرى عالم المناخ الفرنسي ادوارد - بارد الاستاذ في جامعة / كولاج دي فرانس اننا سوف نظل مهتمين ومشغولين بموضوع المناخ والطقس وارتفاع مستوى مياه البحار من 20 سنتمترا الى 60 سنتمترا لمدة تتراوح مابين 50 ومائة عام وسوف يطرح هذا قريبا في اجتماع مجموعة من الخبراء خلال شهر سبتمبر القادم. وكانت نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون عند قياسها في 3 مايو الحالي في محطة "مونا - لوا" قد وصلت الى 29ر399 جزء من المليون عشية التقرير الصادر من المنظمة العالمية للارصاد الجوية عن المناخ في عام 2012 والتي أشارت فيه الى أن كثرة وكثافة عدة ظواهر طبيعية منها الجفاف والفيضانات والأعاصير الاستوائية التي ضربت العديد من الدول في العالم العام الماضي وذلك ناتج عن التغيرات المناخية. مما جعل العام الماضى 2012 يحتل المركز التاسع لأكثر السنوات حرارة منذ نهاية القرن التاسع عشر وهذا هو تحليل السكرتير العام لمنظمة الارصاد الجوية " ميشل - جارو"، حيث وصل نسبة انبعاث ثانى اكسيد الكربون الى 300 جزء من المليون . ويرى مايكل مان مدير معهد نظام الارض للمركز العلمى التابع لجامعة بنسلفانيا الأمريكية مدى خطورة تعرض الكرة الأرضية لمثل هذا الانبعاث الذي خرج عن السيطرة. وهذا التعدي لمستوى خط 400 جزء في المليون ليس بالمفاجئة ففي أغسطس 1975 جاء في مقال نشر بمجلة " ساينس" العلمية للعالم الكيميائي الامريكي فالاس - بروكير الذي تنبأ فيه بارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية وسرعة النشاط البشري الذي يسبب ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو منذ 40 عاما وقد ذكر أن الحاجز سوف يتعدى 400 جزء في المليون في عام 2010 ولكى نعود الى مثل هذه الأرقام علينا ان نعود الى عصر البليوسيني متعلق بالعصر الحديث القريب أي منذ 6ر2 الى 3ر5 ليون سنة حيث كانت الكائنات قريبة الشبه من الجنس البشري والتي كانت تعيش على سطح الكرة الارضية مثل الرجل الاسترالي الأول، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". كما جاء في تقرير المعهد الجغرافي للمحيطات أن متوسط ارتفاع درجة الحرارة كان أعلى بحوالي 4 درجات من درجات حرارة الأرض حاليا والذي يقوم يوميا بقياس نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون في "موانا - لو" وقياس مستوى منسوب مياه البحار الذي ارتفع من 5 مترات الى 50 مترا حالياً.