في زيارة تاريخية، يبدأ الشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين على رأس وفد كبير من العلماء والدعاة من معظم بلدان العالم يزيد عددهم عن خمسين عالما؛ غداً الأربعاء أول زيارة له إلى فلسطين وقطاع غزة على وجه الخصوص. وتجسد هذه الزيارة بالنسبة للحكومة الفلسطينية في غزة علامة فارقة في الصراع مع الاحتلال، كما أنها تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للقطاع، حيث تشهد استعدادات مكثفة من حكومة حركة «حماس». ولكن في الوقت الذي تتواصل فيه استعدادت «حماس» للاحتفال، قررت بعض الفصائل الفلسطينية الاعتذار عن المشاركة في الاستقبال رغم توجيه الدعوة لها. مهرجان جماهيري واحتفاءً بهذه الزيارة التاريخية، أعلن إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بغزة عن إقامة مهرجان، حيث كتب، فى تغريدة له كتبها عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "تعلن حركة حماس عن إقامة مهرجان جماهيرى حاشد يوم الخميس القادم، احتفاءً بزيارة الشيخ يوسف القرضاوى لغزة برفقة وفد من كبار علماء الإسلام". ومن جانبه، قال أشرف زايد مسئول دائرة العمل الجماهيري في «حماس» في تصريحٍ صحفي الاثنين: "إن الدكتور يوسف القرضاوي كان له بال طويل في حشد الجهود والطاقات من أجل نصرة غزة ونصرة فلسطين"، وحث الأمة على ضرورة تحرير الأقصى وبيت المقدس، مشيراً إلى أن زيارة القرضاوي تأتي في إطار كسر الحصار على غزة وتعزيز موقف المقاومة وللتضامن مع أهالي الشهداء والأسرى. وأوضح أن الحركة ستنظم مهرجانًا جماهيريًا حاشدا على أرض الكتيبة الخضراء في تمام الساعة الخامسة والنصف والذي يأتي في إطار حشد الجهود ونصرة المسجد الأقصى وتكريم العلماء العاملين. وحول برنامج الزيارة، بين زايد أن القرضاوي سيلتقي بأهالي الشهداء والأسرى والجرحى، وسيزور بعض الصروح في قطاع غزة، وبعض المناطق التي دمرها الاحتلال، فيما سيختتم زيارته بخطبة يوم الجمعة المقبل في المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة. ويلقي الشيخ القرضاوي خطبة الجمعة المقبل في المسجد العمري الكبير بغزة. وأضاف زايد أن مجلس الوزراء في غزة سيستقبل وفد العلماء، مساء الأربعاء المقبل، عقب وصولهم عبر معبر رفح. ومن جانبه، أعلن غازي حمد وكيل وزارة الخارجية ورئيس اللجنة الحكومية لاستقبال الوفود بالحكومة الفلسطينية المقالة، أن الحكومة أنهت كافة الترتيبات اللازمة لاستقبال الشيخ القرضاوي والوفد المرافق له، مبينًا أن شخصيات رسمية واعتبارية ستكون في استقباله بمعبر رفح البري. وذكر أنه من المقرر أن يلتقي الشيخ القرضاوي بيومه الثاني من الزيارة بالحكومة في مقرها بغزة، ومن ثم سيتوجه إلى منزل زعيم حماس الذي اغتالته إسرائيل عام 2003، أحمد ياسين. رسالة الزيارة وفي توضح لأهمية الزيارة، قال الدكتور إسماعيل رضوان وزير الأوقاف والشئون الدينية في غزة: "إن هذه الزيارة تؤكد على أن القضية الفلسطينية تكتسب بعدًا أصيلاً وهو البعد الإسلامي العربي في حمل هذه القضية، وكذلك تأتي لتكسر الحصار السياسي والعلمي عن قطاع غزةوفلسطين". وأضاف رضوان: "تأتي هذه الزيارة كذلك للتواصل الروحي والدعوي مع علماء وأهل فلسطين، وتأتي كذلك في سياق دور العلماء تجاه القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية وهي قضية فلسطين". واعتبر رضوان أن هذه الزيارة تأتي كرد على العدوان الإسرائيلي المستمر لتؤكد أن قطاع غزة لن يكون وحيدًا، بل علماء الأمة وقادة الأمة وشعوبها وسياسيوها مع غزةوفلسطين، وتأتي كذلك لتلاقح الآراء ولتجتمع الفتوى والكلمة والدرس العلمي مع الواقع على ارض فلسطين. وذكر رضوان فى تصريحات صحفية أن زيارة القرضاوي والوفد المرافق معه جاءت تلبية لدعوتنا التي وجهناها له خلال زيارتنا لدولة قطر الشقيق، مشيراً إلى أن الوفد مكون من 45 عالماً يمثلون العديد من الدول العربية والإسلامية. وأوضح أن الوزارة أعدت للوفد برنامجاً متكاملاً منذ لحظة وصوله إلى القطاع وحتى نهاية رحلته، منوهاً إلى أن الوفد سيمكث في القطاع 3 أيام يتخللها عدد من الزيارات وفق برنامج محدد, وخطبة مركزية للشيخ القرضاوي يوم الجمعة في المسجد العمري الكبير بغزة. «حماس» تحذر من جهة أخرى، حذرت «حماس» الاحتلال ومتطرّفيه من محاولات اقتحام المسجد الأقصى، ودعت الشعب الفلسطيني للرباط فيه وحمايته من قطعان المستوطنين تعقيباً على دعوات متطرّفين صهاينة من حزب "الليكود بيتنا" لاقتحام المسجد الأقصى غداً الثلاثا. وقال مصدر مسئول في حركة المقاومة الإسلامية: "إنَّنا في حركة حماس نحذر العدو الصهيوني ومتطرّفيه من مغبّة اقتحام المسجد الأقصى المبارك، ونحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة لهذا التصعيد المتواصل ضد الأقصى والمقدسات، ونؤكّد أنَّ المساس بالمسجد الأقصى خط أحمر، وتدنيس باحاته يعدُّ عملاً عدوانياً واعتداءً مباشراً على جزء من عقيدة المسلمين كافة". وأضاف: "إنَّنا في الوقت الذي نحذر فيه الاحتلال من المساس بأي جزء من أجزاء المسجد الأقصى المبارك، لنؤكّد أنه سيبقى إسلامياً خالصاً وعنواناً لفلسطين على الرغم من كل مخططات التهويد ومحاولات التدنيس". مقاطعون وفيما تستعد حركة حماس لتنظيم مهرجان جماهيري لاستقبال القرضاوي برفقة وفد من كبار علماء العالم الإسلامي والعربي، تواصل فصائل العمل الوطني الفلسطيني الاعتذار عن المشاركة في استقبال القرضاوي الزائر لغزة، حيث قررت بعض الفصائل الاثنين، عدم المشاركة في استقبال الشيخ يوسف القرضاوي الذي يصل غزة مساء غد الاربعاء، في زيارته الاولى للقطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ منتصف عام 2007 . وأول من أعلن موقفة من الزيارة هي حركة فتح، حيث أكدت الحركة لجريدة «القدس العربي» الفلسطينية الاثنين، عدم مشاركتها في استقبال القرضاوي الذي سينهي زيارته الجمعة المقبل، بالقاء خطبة الصلاة بالمسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة. ومن جانبه قال دياب اللوح الناطق باسم الهئية القيادية لحركة فتح بقطاع غزة الاثنين: "نحن نعتبر ان زيارة الشيخ القرضاوي لقطاع غزة هي زيارة شخصية لعالم من علماء المسلمين في ضيافة حركة حماس وحكومتها في غزة، وبالتالي نحن لن نشارك في مراسم هذه الزيارة". ومن جانبه، أكد كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأن حركته تلقت دعوة رسمية من قبل حركة حماس بالمشاركة في استقباله، منوها بأن القرار لم يتخذ بشأن المشاركة في الاستقبال من عدمه. واضاف الغول قائلا ل«القدس العربي»: "لم نقرر بعد، ولكن هناك فرقا بين القرضاوي كشخصية دينية وبين المواقف السياسية للقرضاوي التي بالتأكيد نختلف مع العديد منها، وعلى هذا الاساس نحن نحاول ان ندقق في الهدف من زيارته، اذا كانت ذات طابع ديني فهي تقيم على هذا الاساس، اما اذا كانت ذات طابع سياسي فسيكون تقييمها ارتباطا بالحالة العربية وكيفية النظرة للحالة الفلسطينية"، مضيفا: "لا زلنا ندرس هذا الموضوع، وسنميز في قرارنا بين القرضاوي كرجل دين وبين مواقفه السياسية". وقرر حزب الشعب الفلسطيني مقاطعة استقبال القرضاوي بسبب مواقفه السياسية، واكد بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب الاثنين، أن قرار عدم المشاركة في استقبال القرضاوي جاء بسبب مواقفه السياسية والتي كان آخرها دعوة الغرب للتدخل العسكري في سوريا. وتابع الصالحي قائلا ل"القدس العربي": "القرضاوي لا يكف عن تقديم فتاوى وطروحات توتر الوضع في المنطقة، والتي كان اخرها دعوة الغرب لضرب سورية، فبدل من ان يكون رجل دين يهتم بالحوار والسلام والوصول الى تسويات تحقن دماء السوريين يطالب الولاياتالمتحدة بان تقوم بغزو عسكري لسورية". واشار الصالحي إلى تدخل القرضاوي في الشأن الفلسطيني، منوها إلى أنه بدل أن تكون مواقفه داعية لانهاء الانقسام الداخلي بين الفلسطينيين كانت تدفع باتجاه تعمق ذلك الانقسام- على حد قوله. واكد محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني رفض الجبهة المشاركة في استقبال القرضاوي خلال زيارته لغزة. وأضاف الزق في تصريح: "إننا تلقينا دعوة رسمية من حركة حماس للمشاركة في استقباله ولكننا أبلغناهم شكرنا للدعوة واعتذارنا عن المشاركة في استقباله". وتابع: "إن موقفنا هذا يعبر عن رفضنا لهذه الزيارة لقناعتنا بأنها تأتي في سياق محاولات البعض تكريس الانقسام والدفع صوب تأكيد كينونة سياسية مستقلة في غزة".