الربو المهني مشكلة صحية عامة تقلق العالم حالياً، وهو يشكل 15% من حالات الربو في الولاياتالمتحدةالأمريكية، و بالطبع نسبة الربو المهني أعلى في العالم الثالث، حيث التلوث البيئي أكثر والوقاية أقل. ويبدأ الربو المهني بعد فترة زمنية تختلف حسب الإستعداد الوراثي وكمية ونوعية المواد التحسسية في بيئة العمل، ويصيب الإنسان نتيجة التعرض لمادة ما في مكان العمل مما قد يسبب حساسية الصدر. كل هذه الحقائق المفزعة وغيرها كان موضوع الندوة العلمية التي ألقاها الدكتور مجدي بدران عضو الجمعيه المصريه للحساسيه والمناعه وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس ببيت ثقافة نادى الطيران تحت رعاية د. محمد زيدان رئيس مديرية ثقافة القاهرة. وخلال المؤتمر أثار الدكتور بدران في حديثه العديد من المفاجأت التي تتعلق بهذا المرض، حيث أكد أن الحساسية الصدرية أخطر من تسوماني اليابان لأنها تحصد أرواح الملايين سنوياً، وعن أهم أسباب الإصابة بهذا المرض، أوضح بدران أنها تتمثل في تلوث الهواء، خاصةً أن التلوث يعوق اكتمال نمو الرئتين، ويقتل شخصا كل عشرين ثانية في العالم، ويموت 3 مليون فرد سنوياً منهم 1.1 مليون طفل بسبب تلوث الهواء المنزلي. وأوضح بدران أن 90% من وفيات الربو يمكن منعها بالعلاج الوقائي الذى يهمله المرضى، مشيراً إلى 60% من مرضى الربو لا يسيطرون على مرضهم بالشكل المطلوب، لذا يوجه بدران نصائح هامة سهلة التطبيق. ودعا بدران إلى إعادة الإهتمام بصحة الأم وتغذيتها كتدخل غير مباشر للحد من زيادة معدلات حساسية الصدر في الأجيال القادمة، حيث أن سوء تغذية الأمهات له علاقة ب20 % من أمراض الرضع والأطفال خاصةً قبل سن المدرسة. الحساسية المهنية أوضح بدران أن الريو قد يصيب العاملين أو المهنيين نتيجة التعرض لبعض المواد اللازمة لأداء العمل، وقد يصيب الفلاحين نتيجة المبيدات الحشرية، الأسمدة، حبوب اللقاح، الحشائش، المزروعات، الغبار النباتي، حشرات التخزين، وعمال البناء نتيجة التعرض للأسمنت، الجبس، الجير، مواد الطلاء، الغراء، أما عمال النظافة نتيجة تعرضهم للصابون، المنظفات، المطهرات، الملمعات، معطرات الجو. أما الخبازون يتعرضون للربو المهني نتيجة دقيق القمح، دقيق الذرة، السوس، حشرات التخزين، الفطريات، الزيوت، وعن المهن الطبية قد تؤثر على صحتهم نتيجة التعرض للعقاقير الطبية، أدوية التخدير، القفازات الطبية، الكمامات الطبية، أما أصحاب المهن الأخرى كالحلاقون و الكوافيرات نتيجة تعرضهم للعطور،الصبغات، مواد التجميل والمكياج. وأوضح بدران أن حساسية المنظفات تصيب النساء أكثر من الرجال خاصةً في المنازل والمستشفيات والفنادق، خاصةً حساسية الأيدى التلامسية نتيجة الإحتكاك المتكرر بلمس المنظفات. أما الأشخاص الذين يتعاملون مع الحبوب المخزنة يتعرضون لمواد مشتقة من هذه الحشرات تسبب حساسية الصدر أو الأنف أو العين إذا كان لديهم إستعداد وراثي للحساسيات. الربو وباء عالمي أكد بدران أن الربو الشعبي يعتبر وباء القرن الواحد والعشرين، وذلك لأنه مرض مزمن يصيب الشعب الهوائية، كما أنه يصيب حوالى 10- 15 % من البشر، مشيراً إلى أن 10 % من البشر أى معظم البالغين الذين يعانون من الربو هم في الواقع مصابون به منذ الطفولة، كما أن معدلات الإصابة تزداد بنسبة 5 % سنوياً، كما يوجد 300 مليون شخص لديهم ربو حالياً في العالم. وأوضح بدران أن هناك زيادة في معدلات الإصابة في العشرين سنة الأخيرة خاصةً في الأطفال دون الست سنوات، ويعزو ذلك إلى انتشار المدن الحديثة، التدخين السلبي وزيادة التعرض للمسببات البيئية التي لا تستثنى حتى الأجنة. ويرى بدران أن الأطفال المصابين بالربو ترتفع لديهم نسب الإصابة بتسوس الأسنان مقارنة بمن في أعمارهم، وذلك نتيجة التنفس عن طريق الفم، مما يساهم في جفاف اللعاب، وبالتالي يعني الحرمان من مصفاه الأنف التي تعتبر فلتراً طبيعياً تفلتر الهواء وتدفئه. وأشار بدران إلى أن التنفس من خلال الفم له سلبيات، دخول الهواء الى المعدة وإنتفاخها، دخول الأتربه للشعب الهوائية، وصول الهواء للرئتين بارداً بدون تدفئة مما يضيق الشعب ويسبب الكحة واحتجاز كميات كبيرة من البلغم داخلها، بالإضافة إلى جفاف الفم والأنف و الحنجرة وإجهاد الأحبال الصوتية. كما يسبب صعوبة النوم، الشخير، توقف التنفس أثناء النوم، وارتفاع ضغط الدم نتيجة ضيق الأوعيه الدموية، الكسل، زيادة حموضة الدم، انخفاض الأكسجين مما يعنى الأنيميا وبطء النمو وتأخر الذكاء في الأطفال، بروز اللسان والأسنان للأمام وتشوه الفكين وميل الرأس للخلف، رائحة للفم كريهة.