أكد الدكتور أحمد بلال عثمان، وزير الثقافة والإعلام السوداني، إمكانية حل قضية "حلايب" وكل الملفات العالقة مع مصر بهدوء وليس بالتشنج أو بالشكل الذي تطرحه المعارضة المصرية ، واعتبر أنه ليست هناك هجمة إعلامية رسمية مصرية تجاه السودان بل آراء فردية من بعض الأشخاص والمعارضة المصرية. وقال بلال في تصريحات للصحفيين بالبرلمان أمس ونشرتها صحيفة (الرأي العام) الصادرة بالخرطوم اليوم الثلاثاء ، "لا نريد أن نجازف بالخوض في معركة إعلامية غير راشدة تدخل العلاقة المصرية السودانية في مضمار الصراع" ، وأكد أن العلاقات مع مصر جيدة ، وقال إن الذين يحاولون أن يخوضوا ويعكروا العلاقة هؤلاء من الجهل بمكان ، ونوه إلى أنها علاقة مقدسة ويجب أن تحترم من الجانبين .
وحذر وزير الإعلام السوداني من مآلات ما تقوم به بعض الدوائر المصرية بإثارة قضية "حلايب" بالشكل الذي يحدث ، ولفت لتأثير ذلك على علاقة البلدين ، وقال إن ما تقوم به تلك الدوائر هو محاولة لإدخال "حلايب" في الأجندة الداخلية للساسة المصريين أو لبعض الشخصيات في مصر ، مضيفا أن هذا مضر جدا بهذه العلاقة .
وتابع الوزير "يجب أن يفهم هؤلاء أن السودان هو العمق الاستراتيجي لمصر ومصر هي العمق الاستراتيجي للسودان ، وأن حدودنا تمتد إلى الإسكندرية وليست إلى حلايب ، كما أن حدود مصر تمتد إلى" كافي كنجي" وليس حلايب و شلاتين كما يقولون".
وأضاف أن المعركة حول النفط انتهت ، ونوه إلى أن المعركة القادمة هي حرب المياه ، وأكد أنه ليس لمصر نصير في قضية المياه غير السودان كما أنه ليس للسودان نصير غير مصر" .
وقال بلال "يجب أن تترفع تلك الجهات التي تدير هذا الشأن إلى مستوى الحدث ، وألا تتدنى لما نسمعه الآن من فنانين وآراء غير رشيدة" .
ونفى وزير الإعلام إثارة السودان لملف "حلايب" خلال زيارة الرئيس محمد مرسي الأخيرة للخرطوم بشكل رسمي ، وقال إن حديث موسى محمد أحمد مع مرسي حول "حلايب" تم بصفته رئيس حزب وليس بوصفه مساعدا لرئيس الجمهورية، عمر البشير، وقال إن قضية حلايب لم تكن على يد مرسي ، ولفت إلى أنها موجودة منذ عام 1956 وحدث فيها حراك عنيف في عام 1958 كاد يعكر صفو علاقة البلدين ، فضلا عن تداعيات عام 1995 إبان الاعتداء على مبارك .
وبدورها ، علقت صحيفة (آخر لحظة) على ما يدور بشأن منطقة "حلايب" في الإعلام السوداني والمصري ، وأكدت أن الخلاف حول تبعية المنطقة أو غيرها يجب ألا يمس العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين ، فهي علاقة الوادي الواحد والدم والدين واللغة والإخاء والجوار الآمن الذي يقوم على الاحترام وتبادل المصالح والمنافع ويقدم لهذه العلاقة المزيد والمأمول والمتوقع من التطور والتقدم .
وأوضحت الصحيفة أن خير دليل على ذلك تبادل الزيارات على مستوى قيادة الدولتين ، وأكدت الصحيفة في تعليقها أن حلايب لن تقف حجر عثرة أمام تقدم ونمو العلاقات بين البلدين التي تستند على إرث تاريخي كبير وتحرسها عزيمة وإصرار قيادة الدولتين للنهوض بالعلاقات الثنائية بين الخرطوم والقاهرة في شتى المجالات وتبادل الخبرات .
ورأت الصحيفة أنه مهما عظمت القضية وتعقدت واستفحلت فقيادة البلدين قادرة على إيجاد حل لها يرضي شعبي البلدين الشقيقين ، ودعت إلى عدم السماح للكتابات التي تدور هنا وهناك في المجالين الإعلامي والصحفي السوداني والمصري بأن تهز من ثوابت هذه العلاقة وخطوطها الحمراء .
واختتمت (آخر لحظة) تعليقها بالقول "ستبقى حلايب أيضا رمزا للتكامل والإخاء لا مصدرا للشقاق والخلاف بين بلدين هما في الأصل بلد واحد وشعب واحد ومصير مشترك بإذن الله " .