أكد خبراء ومتخصصون فى مجال قطع غيار السيارات والصناعات المغذية ان مصر تعد سوقا واعدة لقطع غيار السيارات والإكسسوارات لكن شرط حماية هذه الصناعة من التقليد والغزو الصينى لها، وتوعية المستهلك. وقالوا ل "محيط" خلال مشاركتهم فى معرض أوتوماك الأسبوع الماضى أن السوق المصرية تستوعب استثمارات ضخمة فى هذا القطاع، وهناك العديد من وكلاء وموزعى السيارات تتوفر لديهم مراكز خدمة معتمدة، ويتجهون لاستحداث منافذ لقطع الغيار الأصلية. وتمثل هذه المراكز مصدر ثقة للعملاء باستنادها على شركات معتمدة لقطع الغيار، والتى تسعى للمحافظة على سياراتها بالسوق باستخدام القطع الأصلية وحماية عملائها من المنتجات المقلدة التى تؤدى لضعف أداء السيارة على الطريق. مراكز الخدمة وشهد معرض أتوماك فى دورته الأخيرة إعلان المجموعة البافارية للسيارات وكيل بى إم دبليو فى مصر عن استحداث قسم خاص لقطع الغيار الخاصة بسياراتها بى إم دبليو فى السوق. وفى هذا الشأن يقول المهندس طارق سعد سلامة مدير قطاع بى إم دبليو بالمجموعة البافارية ان استحداث قسم خاص لقطع غيار بى إم دبليو لحماية عملائنا من القطع المقلدة التى تنعكس على أداء واحدة من أفخم وأرقى السيارات بالسوق. أوضح أن تقديم هذا القسم يشكل دعم وحماية لعملاء بى إم دبليو وتوعيتهم من المنتجات المقلدة، مشيرا الى أن السوق المصرية سوق واعدة لقطع غيار السيارات لكن لابد أن تتوفر الحماية من الشركات ومراكز الخدمة بتوفير الأصلى وتوعية المستهلك. توعية المستهلك من جانبه أشار محمد إقبال مدير التسويق الإقليمى لشركة ان جى كى NGK المتخصصة فى قطع غيار السيارات (بوجى) ان مصر تعد أهم منطقة استهلاك لقطع الغيار وسط المنطقة العربية والشرق الأوسط. لذا فتعتمد ان جى كى NGK وكلاء لها فى مصر والمنطقة يصل عددهم 35 شركة لتوزيع منتجات أصلية لقطع غيار السيارات، والتى تقوم أيضا بتوفير هذه المنتجات لمراكز الخدمة والصيانة المعتمدة. أشار إقبال الى ان هناك تحديات تواجه صناعة قطع الغيار والصناعات المغذية منها التقليد والغزو الصينى لهذه الصناعة ما يشكل خطر على المستهلك الذى يجهل الكثير من أمور الصيانة لسيارته، وقلة الوعى لديهم، وهناك أيضا مهندسون وفنيون يفتقرون للمعرفة وتطوير مهاراتهم. موضحا ان التوعية شئ مهم لتقديم خدمات الصيانة لمعرفة الفرق بين المنتجات المقلدة والأصلية وشركات السيارات تهتم بخدمة ما بعد البيع بتقديم الصيانة اللازمة عبر مراكزها، وتقدم النصح أيضا للعملاء. وقال وحيد حفنى مدير التسويق بشركة التوفيق للتجارة والاستيراد وكيل ان جى كى NGK فى مصر ان المعرفة بالمواصفات الفنية بالقطع الأصلية شئ ضرورى ومهم لمعرفة الفرق بين التقليد والأصلى لذا نقوم بعمل بروشور وسيمنار لتوعية العملاء وجمهور المستهلكين وكذلك مقدمى الخدمة من مراكز الصيانة. أوضح حفنى رغم ان مصر سوق جيد لقطع الغيار إلا ان التحدى الحقيقى لهذا المجال هو التقليد، مطالبا بضرورة حماية هذه الصناعية وتفعيل القوانين لحماية المنتج الأصلى وحماية المستهلك فى نفس الوقت. أشار الى ان توفير المنتج الأصلى من قطع غيار السيارات يعد امتداد لسوق السيارات فى مصر ومكمل لهذا القطاع، وهناك اتجاه للتوسع فى هذا المجال من قبل المستثمرين فى مصر. شراكة مع مستثمرين أما اسماعيل محمد مسئول بشركة بوجيك التركية لتصنيع إكسسوارات السيارات، ان هناك طلب كبير على منتجات الشركة من إكسسوارات خاصة بالسيارات النصف نقل والأتوبيسات وسيارات الركوب الصغيرة خاصة فى السوق المصرية. أوضح أن بعض المستثمرين المصريين أبدو رغبتهم فى التعامل مع المصنع التركى لحاجة السوق لهذه النوعية والتى تختلف فى جودتها عن المنتج الصينى الذى يغرق الأسواق، فضلا عن السعر التنافسى. أشار أن هناك رغبة أكيدة للتعاون مع مستثمرين مصريين ونطمح لبناء مصنع فى مصر فى الفترة المقبلة خاصة مع تأكيدات المصنعين المصريين للشراكة مع المصنع التركى. وقال اسكندر مبروك مدير مبيعات بشركة جانسا Jantsa التركية ان السوق المصرية من أهم الأسواق العربية لمنتجات قطع الغيار، إلا ان السوق يشهد حالة من الركود منذ عدة أشهر عقب أحداث الثورة. موضحا ان هناك تراجع فى حركة النقل خاصة البضائع حيث تعتبر مصر مركزا للنقل الكبير، وانعكس هذا التراجع على سوق قطع الغيار مشيرا الى ان المصنع يقدم "الجنوط" الخاصة بسيارات النقل التى تأثرت حركته بالاضطرابات السياسية. عناصر الجودة أشار الى ان السوق المصرية سوق خصب وينتظر له مستقبل واعد بعد عودة الاستقرار، واتضح ذلك من خلال مقابلات تمت مع أصحاب شركات ومصانع مصريين لديهم رغبة فى تكوين شراكة مع جانسا. وأعرب عن إعجابه بثقافة المستهلك المصرى الذى أصبح يعى جيدا الفرق بين المنتج الذى يتسم بالجودة والمنتج الردئ وذلك من خلال استفسارهم عن وزن القطعة ونوعية الحديد والتى تمثل عناصر الجودة فى قطع غيار سيارات النقل. كما انه ليس قلقا على هذا النوع من المنتجات من غزو المنتج الصينى لهذا السوق لأن المتخصصون بقطاع النقل أصبحوا على دراية كافية بأهمية المنتج الذى يحمل صفات جودة عالية ويسعون لاستخدامه.