القاهرة: أعربت مصر عن ترحيبها بأي جهد لاحتواء الخلاف الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح، مؤكدة أنها لم تفشل في مهمة الحوار. وقال مصدر أمني مصري رفيع المستوى: "إننا نرحب بأى جهد يبذل من أجل احتواء الخلاف الفلسطيني ومعالجته ، لكن مصر لم تفشل فى مهمتها ، وهناك جولة أخرى من الحوار فى الخامس والعشرين من الشهر الجارى". جاء ذلك في وقت اشتدت فيه الأزمة بين حركتى فتح وحماس بسبب منع حماس كوادر فتح فى غزة من المشاركة فى المؤتمر العام السادس للحركة. وأضاف المصدر بحسب صحيفة "المدينة" السعودية "ان الأمور تزداد تعقيدا بسبب ملف المعتقلين وما تمخض عنه من أزمة المؤتمر العام السادس لحركة فتح والذى منعت حماس فتحاوي غزة من المشاركة فيه ، إلا أن الجهود المصرية ماضية فى طريقها وهناك جولة أخرى يمكن إنجاز المصالحة فيها". وجدد المصدر تأكيده على ترحيب القاهرة بأى جهد مساعد فى الحوار الفلسطيني ، لكنه أوضح فى الوقت ذاته أن الجهد المصري هو الأساس وقد قطعنا شوطا طويلا فيه ، ولدينا كل القدرة على إنجازه. "طلب تركى"!! ورفضت القاهرة التعليق على أنباء مجهولة المصدر رددتها فضائيات عربية بشأن طلب تركى كان قد تم تقديمه إلى الوزير عمر سليمان بالتدخل فى الجهود الجارية لإنجاح الحوار الفلسطيني. وشدد المصدر المصري على أن "المسئولين فى القاهرة يعتبرون أن هناك خطوات ممنهجة يتم اتخاذها من جانب بعض القيادات فى كل من فتح وحماس لإفشال الحوار الفلسطيني"، محذرا من أن القاهرة سوف تتخذ موقفا صارما منهم. تحذير مصري ووجّه المصدر تحذيرا شديد اللهجة إلى بعض العناصر فى كلتا الحركتين، حيث وصفهما بأنهما "يصبان الزيت على النار بشكل ممنهج بهدف إفشال الجهد المصري، مؤكدًا أن القاهرة لن تسمح بذلك على الإطلاق". وردا على سؤال حول هؤلاء العناصر ومن هم وهل ما يقومون به هو استجابة لضغوط خارجية، رفض المصدر تحديد هؤلاء العناصر وقال: "بغض النظر عن أسمائهم ، المهم هو ما يقومون به من تخريب متعمد لمسيرة الحوار الفلسطيني ، وهم بالفعل يستجيبون لضغوط خارجية". وحول ما يمكن أن تقوم به مصر لاحتواء الأوضاع المتدهورة بين حركتى فتح وحماس بشأن ملف المعتقلين وما ترتب عليه من منع حماس مشاركة أبناء فتح فى المؤتمر العام ، الأمر الذى ترتب عليه تهديدات من جانب فتح بأنها سوف تتعامل مع حماس بالمثل، وهو ما ينذر باشتعال الأوضاع فى الضفة وغزة فى آن واحد .. قال المصدر: "إننا أجرينا اتصالات مكثفة مع كلا الجانبين وهناك أفكار لدعوة وفدى الحركة للمجئ إلى القاهرة لوقف هذه المهزلة الجارية، قد يأتون خلال فترة قريبة جدا، لكن الموعد لم يتم تحديده بعد". مشعل: الوساطة لمصر فقط وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد أكد أمس السبت أن حركته لن تعطي الوساطة بين حركتي فتح وحماس إلا لمصر، بحكم أنها الراعية للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية، كما أنها أول من توسط لحل أزمة مؤتمر فتح. وقال مشعل بحسب صحيفة "الأهرام": إن اتصالات تمت مع القيادتين التركية والروسية وغيرهما، من أجل السماح لقادة فتح في غزة بالمشاركة في المؤتمر السادس للحركة. حماس تنفي دعوتها للحوار من جانبه نفى عزت الرشق القيادى البارز فى حركة حماس وعضو المكتب السياسي للحركة توجيه دعوة مصرية إلى الحركة للمجئ إلى القاهرة. وقال الرشق: إن هناك بالفعل اتصالات جارية يوميا مع السيد خالد مشعل ، لكن ليست هناك دعوة مصرية للقاء وفد من فتح فى القاهرة. وأضاف الرشق – ردا على سؤال حول ما تفعله حركة حماس وما يمكن القول بأنه سلوك متعمد لإفشال الحوار –: "نحن لا نفشل الحوار ، لقد وصل عدد معتقلينا فى سجون السلطة إلى أكثر من ألف ،هل هذا معقول ؟ طالبنا مرارا بالإفراج عنهم جميعا وإغلاق ملف الاعتقالات السياسية نهائيا ، لكنهم ينسقون مع الجانب الاسرائيلي ويفعلون ما يأمرهم به ، ونحن نعلم كيف نفرج عنهم ولن يخرج فتحاوى واحد من القطاع دون الإفراج عن كل معتقلينا فى الضفة الغربية وهذا أمر لا نقاش فيه". صفقة فاشلة إلى ذلك افشلت كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس صفقة انجزها الرئيس السورى بشار الاسد مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس تقضى بالسماح لاعضاء فتح فى غزة بالخروج منها لحضور المؤتمر العام فى بيت لحم وجاءت وساطة دمشق بطلب من الرئيس الفلسطينى ابو مازن الى الرئيس الاسد لكن قائد كتائب عز الدين القسام احمد الجعبري اعترض عليها متمسكا بشروط الكتائب المطالبة بالافراج عن قادة واعضاء الحركة في سجون السلطة الفلسطينية وخاصة القادة الميدانيين. من جانبها أكدت جامعة الدول العربية أنها تدعم الجهود المصرية الرامية إلى إنجاح الحوار الفلسطيني وطى هذه الصفحة السوداء فى التاريخ الوطنى الفلسطيني التى تهدد القضية الوطنية كلها. وقال السفير محمد صبيح :إن الجامعة العربية تؤكد دائما على دعم الجهد المصري فى هذا الإطار ، ومصر هى الأقدر على إدارة هذا الملف والجامعة العربية لا تمانع فى لعب أى دور يطلب منها ، لكن الملف حاليا فى يد الجانب المصري.