كشف الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة يجامعة عين شمس، عن وجود علاقة بين عضلات الإنسان ومناعته، مشيراً إلى أن العضلات لها دور هام في الدفاع عن الجسم. هذا ما أكده الدكتور مجدي بدران خلال الندوة التي ألقاها بنادي الغابة بعنوان "عضلاتك ومناعتك" تحت رعاية الأستاذ العامري فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة، برئاسة الأستاذ محمد محمود سويلم وكيل الوزارة ومدير المديرية، وأدار الندوة الدكتورعادل شعبان مدير عام البحوث والمكتبة الرياضية بوازرة الدولة لشئون الرياضة. وأوضح بدران أنه لا توجد مناعة بدون عضلات، خاصةً في المرضى الذين يعانون من أمراض تهدد الحياة، حيث تصبح الكتلة العضلية من العوامل المرتبطة بالحياة والشفاء، مشيراً إلى أنه في المجاعات وجد أن فقدان 40% من الكتلة العضلية يعني صعوبة استمرار الحياة.
وأكد بدران أن العضلات هى التي ساعدت البشرعلى الاستمرار في كوكب الأرض، إذ تمكنهم من الهرب من الأخطار والجري بعيداً عن الكوارث وتحدي الأعداء، كما كانت السبب في تعمير الأرض. وأضاف بدران أن العضلات لها دور في مناعة الجسم، حيث توفر الطاقة لجميع أجهزة الجسم شاملة الجهاز لمناعي، من خلال فرز الخلايا العضلية مجموعة من الوسائط الكيمائية العضلية تفيد في عمليات التواصل بين الخلايا وتنسيق وتنظيم وظائف الكثير من أجهزة الجسم كجهاز المناعة والمخ والكبد والدهون والبنكرياس، ومع أنها تفرز بتركيزات قليلة جداً، لكنها أساسية للصحة والمناعة. وأشار بدران إلى أن هذه الوسائط العضلية تزداد كلما إنقبضت عضلاتك، مما يبعث الأمل أن بالحركة تصبح أقوى، وأفضل صحة ومناعة، مؤكداً أن قلة الحركة تسبب إنخفاض هذة الوسائط وزيادة الوزن ونقص كفاءة الأعصاب والأوعية الدموية وزيادة فرص السرطانات والشيخوخة المبكرة والوفاة المبكرة. وأوضح بدران أن هناك مجموعة من عوامل النمو تحسن وظائف الخلايا المبطنة للأوعية الدموية، كما أنها تلعب دوراً هاماً في نمو الأطفال وزيادة القوي العضلية في الكبا، مما قد يساعد على مكافحة شيخوخة الجلد والعضلات والعظام.
وأوصى بدران بممارسة الرياضة المنتظمة لأنها تساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية في الجسم، خاصةً بعد سن الأربعين لأنها تتناقص بمعدل 5% سنوياً، وذلك بالتركيز على الرياضة 30 دقيقة يومياًً، وذلك لأن الرياضة تساهم في تقوية العضلات وزيادة حجمها بل وزيادة حجم الأنسجة المتصلة بها وزيادة كثافتها. ذاكرة العضلات يمارس الإنسان حياته اليومية بإستخدام الكثير من السلوكيات الحركية عن طرق إستخدام العضلات الهيكلية بصورة إرادية مثل المضغ، المشى، صعود وهبوط السلالم، الكتابة . وبتكرار الكثير من النشاطات اليومية تصبح أوتوماتيكية، لاتحتاج الكثير من التركيز، حيث تختزن ذاكرة القوة العضلية في المخ الذي يصدر الأوامر للعضلات المعنية لتقوم بالمهام المطلوبة بالنيابة عنك. وأوضح بدران أن التكرار يزيد من الذاكرة العضلية وهذا يجعلك تمشي للذهاب للعمل أو للعودة للبيت عن طريق الذاكرة العضلية، لأن عضلاتك ستتذكر وتؤدي المهمة اليومية التي حددتها لها من قبل مراراً وتكراراً.
حتى في بعض الثدييات كالحمير التي تجيد الذهاب والإياب في نفس الطرق، تتعلم أن تكرار حركة العضلة يحفظ هذا العمل في الذاكرة، بل يحفظ عمل كافة المجموعات العضلية المرتبطة بتنفيذ مهمة ما، فمثلاً المشي يحتاج 200 عضلة هيكلية تتناغم فيما بينها بتنسيق رائع يسمح برفع القدم عن طريق 40 عضلة، خلال المشي نحتاج لثني ومد مفصل الفخذ، ومفصل الركبة ومفصل الكاحل، ولكن تشترك المائتي عضلة سواسية في إخراج منظومة المشي بلا تفكير في التفاصيل الدقيقة المعقدة. حركة الجنين أوضح بدران أن غياب حركة الجنين يعني خطورة كبيرة على الجنين وأمه، خاصةً بدءاً من الأسبوع العشرين للحمل، فبدءاً من الأسبوع السادس يثني الجنين رقبته وظهره، وفي الأسبوع السابع يحرك الذراعين والساقين، وتتحرك الشفتان والركبتان ومفصلي الفخذين، وفي الأسبوع العاشر يتثاءب و يتمطع، أما في الحادي عشر للحمل يستطيع الجنين مص أصابعه وتحريك يديه أو قدمه. أما الأسبوع الثاني عشر يبتلع السائل الأمنيوسي ويلمس قدميه بأصابع يديه ويركل بقدميه، والأسبوع 21 يتمتع الجنين بالحركات المنتظمة، و الأسبوع 28 تتحرك القدمان حركات تبادلية مثل حركات قدمى راكب الدراجة.