القلب المريض هو قلب ينبض داخل جسد ميت لا يدرك أهمية وجوده في الحياة والهدف الرئيسي لتلك الدنيا الفانية، فتغره الدنيا بملذاتها، وينسى يوم الوعيد، يعصي الله ويظلم الناس ويتجبر في الأرض، وفي الآخرة يعتصره الندم علي الغفلة والعصيان. وهناك علامات للقلب المريض فاحذرها، ومنها:
1- حب الدنيا : إن البدن إذا سقم لم ينجح فيه طعام ولا شراب ، ولا نوم ولا راحة ، وكذلك القلب إذا علقه حب الدنيا لم تنجح فيه الموعظة " . ومن آثارها المؤلمة والمشاهدة بوضوح والمُجرَّبة مرارا وتكرارا أنك " بقدر ما تحزن للدنيا يخرج همّ الآخرة من قلبك ، وبقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج همّ الدنيا من قلبك " .
2- الانتشاء بالمدح : ولذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : " المدح هو الذبح " . قال المناوي : " وسماه ذبحا لأنه يميت القلب فيخرج من دينه ، وفيه ذبح للممدوح ، فإنه يغره بأحواله ويغريه بالعجب والكبر ، ويرى نفسه أهلا للمدحة سيما إذا كان من أبناء الدنيا أصحاب النفوس وعبيد الهوى ".
3- حب الرئاسة والسعي لها: شهوة خفية في النفس ، وكثير من الناس قد يزهد في الطعام والشراب والثياب لكن الزهد في الرئاسة عنده نجم سماوي لا يُدرك. قال سفيان الثوري رحمه الله : " ما رأيت زهدا في شيء أقل منه في الرئاسة ، ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب فإن نوزع الرئاسة تحامى عليها وعادى " ، وقال يوسف بن أسباط : " الزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا
4- شهوة الاهل والولد: ورد التحذير من هذه الشهوة في أكثر من آية من كتاب الله عز وجل ، ولعل أخطرها وأعظمها وقعا على القلب قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [ التغابن : 14-15 ] قال الإمام البغوي عند تفسير هذه الآية : " وقال عطاء بن يسار : نزلت في عوف بن مالك الأشجعي : كان ذا أهل وولد ، وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورققوه ، وقالوا : إلى من تدعنا؟ فيرق لهم ويقيم ، فأنزل الله : ﴿ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ ﴾ بحملهم إياكم على ترك الطاعة ، فاحذروهم أن تقبلوا منهم ".