لاقي قرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بسحب البلاغات المقدمة من قبل رئاسة الجمهورية ضد الصحفيين والإعلاميين ترحيبا من قبل العديد من الإعلاميين والخبراء مع وجود بعض التحفظات، وخاصة مع تشبيه البعض للقرارات، بقرارات شبيه لها قد أصدرها الرئيس السابق حسني مبارك أثناء فترة توليه الحكم. حيث أكد محمد الشافعي رئيس تحرير مجلة «الهلال»، أن قرار رئيس الجمهورية بسحب البلاغات المقدمة ضد الصحفيين، هو إنقاذ لمؤسسة رئاسة الجمهورية وليس لقطاع الإعلام والصحافة، معتبرا مؤسسة الرئاسة قد لحقت بالعربة الأخيرة من القطار.
كما أشاد الشافعي خلال لقائه ببرنامج "صباحك عندنا" على فضائية "المحور"، بقرار رئيس الجمهورية، معربا عن انزعاجه من تحريك الدعاوي المقدمة من الشئون القانونية برئاسة الجمهورية بدون علم الرئيس محمد مرسي، معلنا أن الرئيس لا يعلم ما يدور بالمكاتب المجاورة له، واصفا إياه بأنه موقف شديد السلبية.
وشبه قرار الرئيس محمد مرسي بقرار الرئيس السابق حسني مبارك، الذي أعلنه النقيب السابق للصحفيين جلال عارف في احدي المؤتمرات الحاشدة لنقابة الصحفيين، مشيرا إلي قوله وقتها أن هذا وعد شفوي ولن يقتنع به إلا عندما يتحول لسلوك وقانون يتم تفعيله.
كما طالب بفصل قطعي لجماعة الأخوان المسلمين، وحزب «الحرية و العدالة»، ومؤسسة الرئاسة عن بعضهم، وأعتبر أن حرية الصحافة تأتي في صالح رئاسة الجمهورية، مشيرا إلي أن أسوا عقوبة للصحفي هو تكذيب نفسه.
وفي نفس السياق، طالب الدكتور عدلي رضا أستاذ كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ببناء جسور من الثقة بين الإعلام ومؤسسات الدولة، حتى تقدم رسالة إعلامية يستفيد منها مؤسسات الدولة والمجتمع.
كما أعتبر مبادرة الدكتور محمد مرسي جيدة، ولكن يجب أن يتبعها خطوات مهمة من جانب الرئاسة ومؤسسات الدولة.
كما أشار إلي أن حرية الإعلام هي أول خطوات بناء الدولة الديمقراطية، مشددا على الالتزام بالمهنية الصحفية وأخلاقيات المهنة، وأن رسالة الإعلام تقوم على مصلحة الوطن والمواطن، رافضا استغلال الحريات من أجل المصلحة الخاصة والإثارة، مطالبا بضرورة رسم أخلاقيات العمل الصحفي في الفترة القادمة
وأكد أن الممارسة الإعلامية بها فوضي وارتباك وخروج عن المهنية والموضوعية، وأن الرسالة الإعلامية يغلب عليها طبع الجذب.
ورأي الدكتور جمال نصار رئيس منتدى السياسات والإستراتيجيات البديلة، أن مؤسسة الرئاسة يجب أن لا تنشغل بمبادرات كهذه، لأن لديها مهام أكبر وأقيم تحتاج إلي جهد كبير.
كما أشار إلي أن وسائل الإعلام لها دور كبير و مؤثر في رفع وعي الشعب، و إن جزء كبير من الشعب يتلقي معلوماته من وسائل الإعلام المرئي.
وأوضح أنه يجب أن تتحول هذه المصالحة إلي المصارحة في تدفق و تداول المعلومات، و أن الأصل في الإعلام يجب أن ينقل الحقيقة بدون تشويه أو تحريف.