أعربت دولتي قطر وإثيوبيا عن تطابق وجهات النظر بينهما حول أهمية تعزيز السلام والاستقرار في الصومال والسودان. وذكرت مصادر سياسية إثيوبية مطلعة حسبما ورد بوكالة "الأناضول" للأنباء، أن ذلك جاء خلال مباحثات أجراها أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني مع رئيس الوزراء الإثيوبي "هيلي ماريام دسالنج، الأربعاء، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأوضحت المصادر أن تلك المباحثات تركزت حول تعزيز العلاقات الثنائية.
وتشهد الصومال معارك بين الجيش النظامي المدعوم بقوات من دول إفريقية، مع حركة الشباب المجاهدين التي تسيطر على عدد من المدن، بينما يشهد إقليم دارفور "غرب السودان" نزاعا مسلحا منذ العام 2003 بين الجيش النظامي ومسلحين بالإقليم، ورعت قطر مؤخرا اتفاقا بين حركة مسلحة بدارفور(من بين 3 حركات) والحكومة السودانية من أجل إقرار السلام فيه.
ولفتت المصادر إلى أنه تم على هامش زيارة أمير قطر توقيع عدد من الاتفاقيات شملت اتفاقية التعاون الثقافي بين وزارتي الثقافة في البلدين، واتفاقية أخرى في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، واتفاقية الطيران المدني، واتفاقية التعاون بين الغرفة التجارية القطرية والغرفة التجارية الإثيوبية، واتفاقية أخرى حول تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية تعزيز الاستثمار.
كما تم الاتفاق على تسيير رحلات جوية قطرية إلى أديس ابابا خلال الأيام القادمة، إضافة إلى بدء رحلات الطيران الإثيوبي إلى الدوحة.
ويعتقد المراقبون إن تنامي العلاقات بين قطر وإثيوبيا سيكون لها انعكاسات إيجابية في التعاون العربي الإفريقي حيث يتولى أمير دولة قطر رئاسة الجامعة العربية في دورتها الحالية، فيما يتولى رئيس الوزراء الإثيوبي رئاسة الدورة الحالية للإتحاد الإفريقي.
ووصل أمير قطر إلى إثيوبيا اليوم في زيارة تعد الأولى له بعد استئناف البلدين علاقاتهما الدبلوماسية والاقتصادية المقطوعة منذ إبريل/نيسان 2008، كما يعد أمير قطر أول زعيم خليجي يزور إثيوبيا منذ تولي رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي مقاليد الحكم في إثيوبيا خلفاً للراحل ملس زيناوي.
وكانت إثيوبيا وقطر اتفقتا في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة، وذلك بعد مرور سنوات من إقدام حكومة أديس أبابا على قطع علاقاتها بقطر بدعوى أن الأخيرة "تنتهج سياسة معادية" لها، خاصة مع وجود صلة قوية بين قطر وإريتريا التي انفصلت عن إثيوبيا.
وأضاف حمد بن جاسم رئيس وزراء ووزير خارجية قطر أديس أبابا في 4 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي في أول خطوة على طريق إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.
كما زار هيلي ماريام دسالنج رئيس وزراء إثيوبيا الدوحة في 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي في زيارة هي الأولى لرئيس وزراء إثيوبي إلى قطر بعد استئناف البلدين علاقاتهما.