ترافقت التهديدات المتصاعدة لبيونج يانج لجارتها الجنوبية والولاياتالمتحدةالأمريكية مع مخاوف من حرب رقمية تعطل شبكات الكمبيوتر لدى الحليفين، كما حدث في 2009 وهو ما دفعهما في الأيام القليلة الماضية إلى إطلاق برنامج مشترك لإعداد تدابير للرد على هجمات إلكترونية محتملة. وذكرت قناة "سكاي نيوزعربية" أن هذه الإجراءات جاءت في ضوء هجمات رقمية مكثفة على مواقع إذاعات وبنوك رئيسية في كوريا الجنوبية بداية شهر أبريل، رجح مسؤولون عسكريون في سول ارتباطها بكوريا الشمالية التي كانت هددت بشنها إثر مناورات عسكرية مشتركة لسول مع واشنطن، وعقب عقوبات فرضت على بيونغ يانغ بسبب تجربتها النووية.
وما دفع واشنطن وسول لرفع التأهب، ورود معلومات عن وحدة خاصة بالحرب الإلكترونية تديرها بيونغ يانغ وتضم 3000 من القراصنة الذين تلقوا تدريبات لاختراق شبكات الكمبيوتر لسرقة المعلومات ونشر فيروسات الكمبيوتر .
على أثر ذلك أنشأت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بالتعاون مع نظيرتها الأميركية إدارة جديدة للإشراف على سياسات الردع الإلكتروني، وإعداد تدابير أمن المعلومات للتعامل بصورة أفضل مع الأشكال الجديدة من التهديدات، وفقا لما نقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن مسؤول عسكري.
وتخطط الوزارة أيضا لزيادة العاملين في الحرب الإلكترونية من 500 إلى 1000 مع تطوير نظام القتال في حرب الإنترنت، بصورة مشتركة بين القوات الكورية والأمريكية.
ورغم التأكيدات المتعلقة بالعمل المشترك بين كوريا الجنوبية وأمريكا على سيناريوهات الرد، إلا أنه من غير الواضح فيما إذا كانت الخطط تقتصر على الدفاع أم أنها تشمل استراتيجيات هجومية أيضا.
وعلى الرغم من القدرات التقنية المتطورة للكوريين الجنوبيين إلا أنهم يعولون على واشنطن ذات الباع الطويل في مجال الحرب الإلكترونية، فهي المتهم الأول مع حليفتها إسرائيل بتطوير فيروس "ستكسنت" الذي ألحق أضرارا مادية بالمفاعلات النووية الإيرانية في يونيو من عام 2010.
ولدى الولاياتالمتحدة ذراع عسكرية خاصة بالحرب الإلكترونية "سايبر كوماند" مكونة من 13 فريقا تعمل في الفضاء الإلكتروني، وتعول عليها واشنطن لصد أي هجوم متوقع عليها أو على حليفتها كوريا الجنوبية.
تاريخ كوريا الشمالية في الهجمات الإلكترونية يذكر حادثتين في نهاية القرن الماضي وفي عام 2009 حين استخدمت بيونغ يانغ هجمات "حجب الخدمة" التي تعرف باسم DDoS فأدت إلى انهيار تلك المواقع.
حاليا ومع تصاعد التوتر خلال الأيام الماضية، تناوبت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية والشمالية على نقل أخبار عن تعرض مواقع لديهما لهجمات إلكترونية، فكوريا الشمالية قالت إن موقعها الرسمي تعرض لهجوم من قراصنة إلكترونيين، بينما كشفت كوريا الجنوبية عن تعرض كبرى بنوكها ومؤسساتها الإعلامية لهجمات إلكترونية الأسبوع الماضي.
هذا إضافة إلى القرصنة التي تعرض لها موقع أحد المنشقين عن وحدة الحرب الإلكترونية في كوريا الشمالية الذي انتقل للعمل لصالح المخابرات الكورية الجنوبية.
مجموعة القراصنة العالميين "أنونيموس" دخلت على الخط وأعلنت سيطرتها على حساب تويتر حكومي لكوريا الشمالية إضافة إلى حساب على موقع فليكر استخدمتهما بيونغ يانغ لنشر تهديداتها النووية.